الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
قطر وتدخلها في الانتخابات الفلسطينية

كيوبوست- رام الله
تحركات قطرية مشبوهة في ما يتعلق بمسألة الانتخابات الفلسطينية المرتقبة.. يأتي ذلك وسط مخاوف من أن تؤدي تدخلات الدوحة إلى زيادة تعقيد المشهد الفلسطيني؛ ففي وقت عقد فيه سفير الدوحة بفلسطين محمد العمادي، لقاءات مع أبرز قادة “حماس” بالضفة الغربية؛ ليقنعهم بالمشاركة في الانتخابات، برزت تساؤلات حول الدور الجديد الذي ستلعبه الدوحة، ولمصلحة مَن؟ خصوصًا أن الدور القطري في الساحة الفلسطينية مشهود له منذ عام 2006 بدعم انقلاب “حماس” في غزة، وضخ الأموال لإطالة عمر الانقسام، وتقوية طرف على حساب آخر، وتشتيت جوهر القضية الفلسطينية محليًّا وعربيًّا ودوليًّا.

يؤكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح، عبد الله عبد الله، أن تدخل أية دول عربية أو أجنبية في أي ملف فلسطيني داخلي؛ مثل الانتخابات، يعد تجاوزًا لا يمكن قبوله، ومحاولة للتأثير ودعم طرف على حساب آخر، مشيرًا إلى أن قطر طالما كان لها دور في دعم انقلاب “حماس” سنة 2007، وتوفير الأموال لتعزيز حكمها بغزة وإطالة عمر الانقسام، وأي دور قد تلعبه في الساحة مجددًا سيكون مشبوهًا ويحيط به كثير من علامات الاستفهام.
اقرأ أيضًا: قطر والإرهاب.. وجهات نظر غربية
ويلفت القيادي الفتحاوي إلى أن ملف الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية هو فلسطيني داخلي لا يمكن لأي طرف أن يتدخل به؛ وعلى وجه الخصوص قطر، معتبرًا محاولات العمادي للقاء قادة “حماس” والضغط عليهم للمشاركة في الانتخابات تجاوزًا للدور الإنساني الذي كان يتحدث عنه سابقًا، حول دعم غزة وسكانها المحاصرين، وهذا التدخل سيوصلنا إلى ملفات شائكة وخطيرة على القضية الفلسطينية.

الوقوع في الفخ القطري
من جهته، رأى عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض، أن عودة قطر للعب أدوار “سياسية” في الساحة الفلسطينية، خطوة تحتاج إلى قرار فلسطيني عاجل؛ لمواجهتها والتصدي لها، نظرًا للأهداف الخفية الخبيثة التي تخفيها خلف تلك الأدوار المُريبة.
وقال العوض، خلال حديثه إلى “كيوبوست”: “إن قطر دائمًا تلعب أدوارًا مشبوهة، وما يقوم به العمادي من تحركات يثير الشكوك خلفها؛ خصوصًا أن الأهداف التي يسعى لها تصب دائمًا في مصلحة إسرائيل وأمريكا وتمرير صفقة القرن، وتغيير النظام السياسي الفلسطيني”.
اقرأ أيضًا: إدخال الأموال القطرية إلى غزة يثير جدلًا.. وتساؤلات حول مصيرها
وأشار عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني إلى أن ملف قطر أسود في قضية فلسطين، ولا تزال تسعى لتعزيز الانقسام والانفصال الجغرافي، معتبرًا ما يقدمه العمادي مجرد “رشوات مالية”؛ من أجل إجبار الفلسطينيين على التنازل عن حقوقهم لفرض تهدئة مع إسرائيل، وتجاوز السلطة الفلسطينية، وليس الحرص على إجراء انتخابات أو عودة إلى الوحدة، محذرًا الفصائل الفلسطينية من الوقوع في الفخ القطري.
الدكتورة مريم أبو دقة، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لم تتحدث فقط عن خطورة الدور القطري الجديد في الساحة الفلسطينية؛ بل طالبت على وجه السرعة بإغلاق المساحات أمام تدخلاتها في الملفات الداخلية، والتصدي لإملاءاتها المسيسة.
شاهد: فيديوغراف.. قطر للإسرائيليين: أهلًا بكم في الدوحة
وقالت أبو دقة، في تعليق لـ”كيوبوست”: “لا يمكن فقط التحذير من دور قطر المشبوه والمقلق؛ ولكن يجب علينا أن نتصدى لهذا الدور وإغلاق كل المساحات أمام تحركاتها التي في النهاية تجدها تخدم مصالح أخرى غير المصالح الفلسطينية”، موضحةً أن لقاءات العمادي بقيادة “حماس” بالضفة، التي تحدث لأول مرة، ستكون لها تداعيات خطيرة تخدم بشكل كبير تمرير السياسات الأمريكية الرامية إلى تقزيم القضية الفلسطينية بجهد من الدوحة.