الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون خليجيةشؤون دولية

قطر.. كلمات فارغة وجيوب عامرة

ترجمات-كيوبوست

نهاية الشهر الماضي، حملت طبعة صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرًا حول الثغرات المالية التي يستغلها المشتبهون في صلتهم بالإرهاب والمدرجون ضمن القائمة السوداء. وعندما يتعلق الأمر بضرورة التصرف بحزم لمكافحة التطرف؛ فإنه يجب أن نعترف أن أموال قطر لا تذهب إلى المكان المناسب، فقد تم الكشف مرة أخرى عن الروابط بين قطر والإرهابيين المدرجين على هذه القائمة، وذلك في كشف صادم لكنه ليس مفاجئًا على الإطلاق.

أحد الأفراد الذين تم تحديدهم في تقرير “وول ستريت جورنال” هو خليفة السبيعي؛ ممول قطري تم ربطه بأبرز قادة “القاعدة”؛ بمَن فيهم خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر. وقد تمت إضافة السبيعي إلى قائمة الأمم المتحدة للإرهاب في عام 2008، بعد أن قدَّم الدعم المالي مرارًا وتكرارًا على مدى عدة سنوات لشخصيات بارزة في تنظيم القاعدة. وعلى الرغم من مكانته المؤكدة كراعٍ للإرهابيين؛ فإنه قد تمكن (السبيعي) من الحصول على ما يصل إلى 10000 دولار شهريًّا من الحسابات المجمدة تحت بند “الضرورات الأساسية”. كما أُطلق سراحه وأُعيد مباشرة إلى أحضان رفاقه السابقين في تنظيم القاعدة بعد أن قضى فترة قصيرة مدتها 6 أشهر في سجن قطري عام 2008.

وقد أكدت الحكومة القطرية، على الورق، أن أنشطة هذا الرجل ستتم مراقبتها عن كثب؛ إلا أن السبيعي سرعان ما واصل أنشطته واطمأن على استمرار تدفُّق الأموال على أصدقائه الإرهابيين دون أن يوقفه أحد. وهذه حالة واحدة تُلخص تمامًا نهج الدوحة في فرض تدابير مكافحة الإرهاب!

اقرأ أيضًا: تحالف حقوقي من 3 منظمات يطلق حملة في أوروبا لكشف انتهاكات قطر

ومن بين أبرز ممولي الإرهاب القطريين المدرجين على القائمة السوداء، عبد الرحمن بن عمير النعيمي، وهو رئيس سابق للاتحاد القطري لكرة القدم، ومؤيد عالمي معتمد من تنظيم القاعدة الجهادي في العراق وسوريا، بالإضافة إلى عبد اللطيف بن عبد الله الكواري، المدرج في القائمة الدولية السوداء، ولديه صلات مشبوهة بتنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان. ولعله من المدهش أن تواصل قطر التوقف عن مراقبة الإرهابيين المدرجة أسماؤهم في القائمة السوداء ويعيشون داخل حدود الدولة. وقد أصبح من الواضح أن الحكومة القطرية متورطة في مساعدة عديد من الأفراد الذين يساعدون في تدفق الأموال على المتطرفين.

مع الأسف، يبشر هذا السلوك بمزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط؛ خصوصًا مع فشل قطر في المشاركة الحقيقية في قمة مكة التي عُقدت الشهر الماضي، وكانت فرصة مهمة للانضمام إلى الدول الخليجية الأخرى والوقوف في وجه سلوك إيران المدمر. وبدلًا من ذلك اختارت قطر أن تدعم أجندة العدوان الإيرانية، عبر وكيل، برفض إدانتها. بل إنه من المحتمل أن تكون مسألة وقت فقط قبل أن تكشف الوثائق المسربة التالية عن علاقة إرهابية أخرى مقرها قطر؛ لتثبت أن الدوحة قد غضت الطرف عن سكانها الإرهابيين مرة أخرى.

إن الاعتقاد بأن عواقب عدم استعداد قطر لفرض استراتيجية فعالة لمكافحة الإرهاب ستقتصر على الشرق الأوسط سيكون خطأً فادحًا؛ لأن هؤلاء الأفراد يهددون السلام العالمي، وبالتالي فإن وقف تدفق التمويل أمر بالغ الأهمية لإعاقة قدرة الإرهابيين على جلب الموت والدمار إلى الشوارع أو إلى أي مكان آخر. ومن هذا المنطلق يمكن القول إن تصرفات قطر ليست متهورة فحسب، ولكنها خطيرة.

اقرأ أيضًا: قطر تُمَوِّل الإرهاب.. بالوثائق السرية والرسمية وبيانات الإنتربول ووسائل الإعلام

المصدر: جروزاليم بوست

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة