الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون دولية
قطر في الولايات المتحدة: عين على نيوز ماكس وعين على ترامب
لماذا تسعى قطر إلى الوصول إلى وسائل الإعلام الأمريكية الكبيرة؟

ترجمة كيو بوست –
“قطر تتطلع إلى الحصول على حصة كبير من قناة نيوز ماكس الأمريكية”، كان هذا عنوان تقرير موسع في مجلة بوليتيكو الأمريكية، كشفت فيه عن مساعي الحكومة القطرية لشراء جزء كبير من أسهم قناة نيوز ماكس الأمريكية من أجل التأثير على الرأي العام الأمريكي، وعلى الرئيس دونالد ترامب بشكل مباشر.
ووفقًا للمجلة، فإن مسؤولين قطريين دخلوا في محادثات واسعة مع ملّاك الشبكة الإعلامية الكبيرة بهدف دعم ترامب، وتعزيز نفوذ الدوحة في عالم الإعلام الأمريكي المحافظ، منذ شهر يناير/كانون الثاني الماضي، فيما تطورت المحادثات خلال شهر إبريل/نيسان الماضي، أثناء زيارة وفد من الدوحة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
اقرأ أيضًا: قطر تشتري شققًا في “أبراج ترامب” لشراء النفوذ
وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت، قبل أيام، عن قيام القطريين بشراء شقق في برج ترامب الشهير، الذي تعود ملكيته للرئيس الأمريكي، بهدف التأثير على ترامب شخصيًا، وشراء النفوذ في السياسة، خصوصًا في الأزمة الخليجية، التي تنظر إليها قطر على أنها الخطر الأكبر الذي يهددها.
لماذا نيوز ماكس بالتحديد؟
يمتلك الشركة الإعلامية الحاضنة لنيوز ماكس رجل الأعمال الكبير كريس رودي، صديق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وبذلك، حاولت قطر أن تؤثر على شخص ترامب مباشرة، بسبب علاقته مع رودي، وعلى الرأي العام الأمريكي من خلال مضامين المواد الإعلامية المنشورة عبر القناة.
وفقًا للمجلة الأمريكية، فإن مالك الشبكة رودي يتمتع بنفوذ كبير في وسائل الإعلام المحافظة، خصوصًا بعد وصول ترامب إلى الحكم. كما يعتبر رودي أحد مستشاري ترامب غير الرسميين، إذ يبين التقرير أن ترامب يتواصل معه بين الفينة والأخرى، من أجل تقديم المشورة في بعض القضايا.
اقرأ أيضًا: شيكات قطر المفتوحة: هكذا تشتري الدوحة الصحفيين والكتّاب
وهذا هو السبب الذي دفع قطر إلى محاولة الاستثمار في هذه الشبكة بالتحديد؛ إذ أن امتلاك جزء من الشبكة، بالتشارك مع رودي، يمكن أن يسهم في إعطاء صورة أفضل لرودي حول قطر، الأمر الذي سينقله إلى ترامب شخصيًا، وبشكل مباشر.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن قطر ستستثمر قرابة 90 مليون دولار في الشبكة الأمريكية، تحت مسمى “توسيع عمليات التلفزيون”، في محاولة للتأثير على صناعة السياسة الأمريكية، بالتوازي مع العوامل الأخرى.
بعد الانتقاد لقطر: نيوز ماكس تلطف لهجتها
من المؤشرات على تقدم المحادثات بشأن الاستثمار في القناة الأمريكية، أن رودي رفض التصريح بأي شكل من الأشكال عن مجريات الحوار مع القطريين. وحين نقلت وسائل إعلام بعض المعلومات حول ذلك، رفض رودي التعليق حولها، واكتفى بالقول إنها غير صحيحة بالمطلق.
اقرأ أيضًا: قطر تستنجد بالكتّاب الأمريكيين لكسب دعم واشنطن
لكن التغطية الإعلامية التي قدمتها الشبكة حول الأزمة الخليجية تثبت عكس ذلك، وهي مؤشر آخر على نجاح قطر في مسعاها.
مع بدء الأزمة الخليجية، انتقدت الشبكة الإعلامية قطر على خلفية دعمها للإرهاب، فقد نشرت مادتين تنتقدان قطر بشكل مباشر بسبب علاقاتها المشبوهة مع جماعات إرهابية.
المادة الأولى حملت عنوان “الاستقرار العالمي لا يمكن أن يحتمل استثمارات قطر مع الإرهاب“. أما المادة الثانية فقد حملت عنوان “على تيليرسون الاستقالة بعد تقارير عن دعم الإرهاب“، بسبب علاقاته مع قطر.
لكن الزيارة الأخيرة للأمير القطري تميم بن حمد إلى واشنطن، في 13 أبريل/نيسان شهدت ترحيبًا واسعًا من نيوز ماكس، على عكس التغطية الإعلامية السابقة. وقد وصفت الشبكة الإعلامية الزيارة ولقاء ترامب بأنهما نعمة للاقتصاد الأمريكي، خصوصًا أنهما شهدا حديثًا عن زيادة الاستثمارات القطرية في الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفةً أن الجمهور الأمريكي “أشاد بذلك على نطاق واسع”!
اقرأ أيضًا: كيف تجنّد قطر “أبواقها” الغربية؟
المصدر: بوليتيكو