الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون دولية

قطر تدفع مقابل صمت العالم

كيوبوست

“ساعدتنا في بناء منشأة عسكرية رائعة ومطار عظيم، وعرفت أنه تم استثمار 8 مليارات دولار فيهما، شكرًا لله على أنها كانت أموالكم وليست أموالنا”.. بهذه الكلمات المعبرة خاطب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تميم بن حمد، خلال استقباله في عشاء العمل الذي نظَّمته وزارة الخزانة الأمريكية، أمس الثلاثاء، على شرف أمير قطر.

 وكانت الولايات المتحدة الأمريكية وقطر قد اتفقتا، في وقت سابق، على توسيع قاعدة “العديد” العسكرية؛ التي تعد نقطة الارتكاز الرئيسية لأمريكا في منطقة الشرق الأوسط، وبفضلها تمكَّنت قطر من إحكام قبضتها بشكل كامل على مجموعة من خبراء الأمن القومي في واشنطن. لهذا؛ في أعقاب خلافها مع دول المقاطعة على خلفية دعمها وتمويلها التنظيمات الإرهابية، شرع سياسيون أمريكيون، مثل جيمس ماتيس وآني باترسون، في الدفاع بشراسة عن النظام القطري.

وحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، وصل عدد شركات العلاقات العامة التي وظفتها قطر لتحقيق أغراضها وتجميل صورتها دوليًّا، إلى 23 شركة، دفعت لها قطر ما يزيد على 16 مليار دولار؛ لتمويل حملات غسيل سمعتها، فضلًا عن تجنيدها عددًا من شركات الإعلان الأمريكية؛ مثل “أفينيو استراتيجيز غلوبال” و”أوديانس بارتنرز وورلدوايد” و”ماكديرموت ويل إموري” و”ستونينغتون ستراتيجيس”، حصلت من قطر على 5 مليارات دولار خلال 3 أشهر فقط، عقب اتخاذ السعودية والإمارات ومصر والبحرين قرارًا بمقاطعتها، وَفق ما أورده مركز “أوبن سيكريت” للدراسات السياسية.

اقرأ أيضًا: شراء صمت مختبرات التفكير الدولية والاستثمارات الخارجية.. هكذا تغسل قطر سُمعتها

وسعيًا نحو شراء ولاءات 250 شخصًا مقربًا من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووَفقًا لما ذكرته السجلات الحكومية الأمريكية، حصل كل من المحامي الأمريكي نيكولاس ميوزن، أحد المستشارين في حملة ترامب الرئاسية، ورجل الأعمال السوري الأصل جوي اللحام، على 3 ملايين دولار، كمكافأة لجهودهما في إحباط مشروع في الكونجرس يصنِّف قطر كدولة داعمة للإرهاب. وقد وقع الاختيار القطري على موزين واللحام؛ بسبب اتصالهما الجيد بالجالية اليهودية الأمريكية المؤيدة لإسرائيل، وبالدائرة الداخلية للرئيس ترامب.

ودعمت الدوحة شركة مملوكة لوزير العدل الأمريكي السابق جون أشكروفت، بمبلغ 2.5 مليون دولار؛ لكسب تأييد متعاطفين لها ضد دول المقاطعة، كما تم ضخ 6 ملايين دولار سنويًّا؛ لدعم شركة “أفينيو ستراتيجيز” المملوكة لباري بينيت، مستشار حملة ترامب الرئاسية أيضًا، في مهمة تمثَّلت في ” تطوير الاستراتيجية التي تتبناها قطر على المدى البعيد في الولايات المتحدة”.

وإمعانًا في لعب أدوار أكبر للاستحواذ على مناطق نفوذ أكثر عمقًا في الولايات المتحدة، حاولت الدوحة التأثير على الانتخابات النصفية الأمريكية التي جرت في نوفمبر الماضي؛ حيث قررت التبرع بـ155 ألف دولار شهريًّا لشركة “ميركوري بابليك أفيرز”، التي يملكها السناتور الديمقراطي بوب مينينديز، الذي خاض الانتخابات عن ولاية نيوجرسي، حسب ما كشفت عنه مجلة “ديلي كولر” الأمريكية، في الوقت نفسه الذي دعمت فيه السناتور الجمهوري تيد كروز، بمبلغ 300 ألف دولار شهريًّا. وعلى الرغم من تعارض الحزبَين الديمقراطي والجمهوري؛ فإن الدوحة أرادت شراء ولاء الفائز أيًّا كان حزبه.

اقرأ أيضًا: مصالح ومبالغ طائلة ومؤامرات تُدَبَّر في الخفاء.. ملخص علاقة قطر بـ”فيفا”

وحسب الفيلم الوثائقي “أموال الدم”، أنفقت الدوحة 16.3 مليون دولار في عام 2017 فقط؛ لشراء ولاءات أعضاء اللوبيات صاحبة التأثير داخل الدولة الأقوى في العالم، أملًا منها في الدعم الأمريكي لها؛ لتلعب دورًا أكبر في المنطقة. كما كشف الفيلم عن تلقِّي معهد بروكنجز مبلغ 24 مليون دولار، على أقل تقدير؛ مقابل توقيع اتفاقية يتعهَّد فيها المعهد بعدم انتقاد النظام القطري، وهو ما أكده التقرير المنشور في صحيفة “نيويورك تايمز” تحت عنوان “القوى الأجنبية تشتري التأثير في مراكز الفكر الغربية“، والذي أثار حين صدوره جدلًا كبيرًا في أوساط الأكاديميين والباحثين؛ بعد كشفه عن تبرعات ضخمة قدمتها قطر إلى معهد بروكنجز.

كما موَّلت قطر عددًا من المدارس الحكومية الأمريكية، وبرامج تدريبية يصل عددها إلى 3000 برنامج تدريبي موجهة إلى الطلاب الأمريكيين؛ أملًا في الاستيلاء على القيادة الثقافية أو قيادة القوة الناعمة في العالم العربي والولايات المتحدة عبر هذا الأسلوب، حسب ما كشفت عنه مجلة “واشنطن فري بيكون” الأمريكية.

وفي السياق ذاته، كشف مركز الدراسات الأمنية الأمريكية، عن قيام قطر بتمويل 6 جامعات أمريكية وغير أمريكية؛ لجلب المزيد من الباحثين والطلاب لتجميل صورة نظام الحمدين، وتبرير ممارساته المشبوهة؛ والجامعات هي: كورنيل وتكساس وكارنيجي ميلون وفيرجينيا كومنولث وجورج تاون ونورث ويست.

ولم تكن منظمة الأمم المتحدة وهيئاتها بعيدة عن تمويلات قطر؛ حيث حصلت وكالات تابعة للأمم المتحدة في عام 2018 وحده على 500 مليون دولار، بالإضافة إلى حزمة سنوية بقيمة 28 مليون دولار لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، و5 ملايين دولار سنويًّا لصندوق الأمم المتحدة للطفولة، و15 مليون دولار سنويًّا للجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن.

كما أنفقت الدوحة 90 مليون دولار؛ لشراء عدد كبير من أسهم شركة “نيوزماكس” الإعلامية، التي يملكها كريستوفر زودي، الصديق المقرب للرئيس ترامب؛ في محاولة مستمرة لكسب تعاطف المقربين من دوائر صناعة القرار الأمريكي.

اقرأ أيضًا: قطر تشتري العالم

وعندما فشلت الدوحة في شراء بعض الولاءات، اتبعت سياسة انتهاك الخصوصية وموَّلت هجمات إلكترونية ضد 1500 أمريكي؛ منهم سياسيون بارزون وأصحاب قرار في الإدارة الأمريكية، مستفيدةً في ذلك من تمويلها لجامعة كارنيجي ميلون التي أنشأت فرعًا لها في الدوحة، والتي تعد الأولى في أمريكا في علوم الحاسب، واستفادت الدوحة من جهودها لتنفيذ عمليات قرصنة ممنهجة ضد هؤلاء الذين لم تنجح في شرائهم.

أنفقت قطر أيضًا أكثر من 430 مليون دولار على الواردات الثقافية القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية خلال السنوات الماضية؛ حيث اشترت لوحة “لاعبي الورق” للفنان بول سيزان، بمبلغ ربع مليار دولار؛ لتكون بذلك أغلى لوحة تم بيعها في التاريخ، رغم تقييمها بـ20 مليون دولار فقط، حسب بحث أجرته صحيفة “ذا آرت نيوز بيبر” البريطانية، وضمنته الكاتبة الصحفية حنان أبو الضياء، كتابها “قطر تشتري العالم”.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

 

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة