الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

قطر تتعثر في ألمانيا

كيوبوست

نشرت وكالة “رويترز” تقريرًا يؤكد أن ثمة تخوفات قطرية كبيرة؛ بسبب فشل الألماني بول أخلايتنر، مدير دويتشه بنك الألماني، في تعيين السويسري الذي يحظى بدعم قطري يوريح تسلتنر، في المجلس الإشرافي للمصرف الذي يُعد الأكبر في ألمانيا؛ حيث رأت الجهات التنظيمية لدى البنك أن في الأمر تضارب مصالح، لأن تسلتنر هو الرئيس التنفيذي لشركة “كيه بي إل يوروبيين برايفت بنكرز”، التي تتداخل أعمالها مع أعمال دويتشه بنك ويسيطر عليها أحد المقربين من النظام الحاكم في قطر.

وطالب القطريون بإقالة أخلايتنر؛ بحجة تراجع قيمة السهم لدى البنك بنسبة 70% منذ تولِّي أخلايتنر المسؤولية في عام 2012، فضلًا عن اعتزام البنك، في يونيو الماضي، الاستغناء عما يقرب من عشرين ألف موظف، حسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، وذلك على الرغم من أن القطريين هم مَن دعموا الرجل في عام 2016 عندما تعرَّض إلى ضغوط في ما يتعلق بأداء البنك؛ حيث دعمته شركة “بارامونت”، شركة الاستثمار التابعة للشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء القطري السابق.

اقرأ أيضًا: السجل الإرهابي لعملاء بنك الريان القطري في بريطانيا

وفي مايو من عام 2014، استحوذت قطر على حصة في البنك عندما اشترت أسهمًا بقيمة 8 مليارات يورو؛ في خطة لزيادة رأس المال لدى البنك، الذي أعلن أن هذه هي ثاني أكبر زيادة في رأسماله طوال تاريخه؛ ولذلك كان من الطبيعي أن تدعم قطر أخلايتنر في 2016 عندما مرّ بعثرة مهنية.

ووَفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، يُعد حمد بن جاسم مع الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثاني مالك شركة “سوبريم يونيفرسال القابضة”، المستثمرَين الأساسيَّين في البنك، ويملكان حصة بنسبة 10%، وهما بذلك يُشكلان معًا المستثمر صاحب الحصة الكبرى في البنك، وحصة الأُسرة الحاكمة هي بالفعل كبرى حصص المساهمين؛ ومنهم شركتا “بلاك روك” و”سيربيروس” الأمريكيتان، و”إتش إن إيه” الصينية العملاقة.

ويبرز التناقض القطري بشكل كبير بعدما استهدف جهاز قطر للاستثمار شراء حصة أخرى جديدة في دويتشه بنك الألماني، أوائل العام الجاري؛ لكن إعلان البنك عن إجرائه محادثات للاندماج مع منافسه الألماني كومرتس بنك، هو ما عرقل الأمور بعض الوقت؛ ما يعني أن النية القطرية كانت متجهةً إلى شراء حصص أخرى إضافية في البنك، الذي يُديره أخلايتنر منذ 2012، ومستويات هبوط السهم التي اعتمدت عليها الأسرة المالكة لتبرير مطالبتها بإقالته لم تكن قد حققت نتائج متقدمة أو صعودًا كبيرًا.

ويخشى القطريون من تكبُّد المزيد من الخسائر إذا قرر المصرف الألماني زيادة رأسماله من خلال طرح حزمة جديدة من الأسهم للبيع؛ من أجل تمويل صفقة الاندماج المتوقعة مع كومرتس بنك. ويفيد آخر المعطيات المتوفرة أن القطريين خسروا أكثر من ثُلثي أموالهم التي ضخوها في دويتشه بنك منذ عام 2014.

وذكر تقرير نشرته وكالة “بلومبيرج” الأمريكية، الشهر الماضي، أن العائلة المالكة في قطر تحاول الاقتراب من شخصيات مؤهلة لشغل مناصب كبيرة في دويتشه بنك الألماني، في حال تمت إقالة بول أخلايتنر.

اقرأ أيضًا: باحث فرنسي: نحتاج إلى صرامة أكبر لمتابعة المال القطري في الغرب

وتعد هذه الخطوة استمرارًا لمحاولات قطر التغلغل في الاقتصاد العالمي، والسيطرة على البنوك الأكبر في العالم. وحسب “الجارديان“، تورَّط مستثمرون قطريون في قضايا فساد مالي تخص بنك باركليز البريطاني، بشأن اتفاقات تجارية مع البنك ضمن عملية لزيادة رأس المال بقيمة إجمالية 15 مليار دولار، في الوقت الذي أعلن فيه البنك تقديم مدفوعات بقيمة 322 مليون جنيه إسترليني، عبارة عن اتفاقيات خدمات استشارية، إلى جانب قرض بقيمة 3 مليارات دولار لصالح قطر؛ ما شكَّل تناقضًا أجبر مكتب مكافحة جرائم الاحتيال الخطيرة في بريطانيا على فتح تحقيق موسع بشأن ذلك، وتوجيه تهم الاحتيال المالي إلى كلٍّ من الرئيس التنفيذي السابق لبنك باركليز جون فارلي، ورئيس مجلس إدارة الذراع المصرفية للبنك في الشرق الأوسط فارلي وروجر جينكينز، إلى جانب توم كالاريس الذي تولَّى منصب الرئيس التنفيذي السابق لقطاع الثروات، وريتشارد بوث الرئيس السابق للقطاع الأوروبي.

وكشف تقرير لـ”التايمز” البريطانية، في أغسطس الماضي، عن شبهات تخص الاستثمارات القطرية في البنوك الإنجليزية؛ ومنها بنك الريان البريطاني الذي تمتلك قطر نحو 70% من أسهمه. وتشمل قائمة عملاء البنك البريطاني كيانات تنتمي إلى مجموعات ضغط، ومؤسسات خيرية، ومساجد، وممولين لإنتاج الأقمار الصناعية الخاصة بالبث التليفزيوني.

اقرأ أيضًا: محكمة فرنسية تحقِّق في رشاوى قطرية لاستضافة بطولة العالم لألعاب القوى

وتستثمر قطر في الشركات الألمانية العملاقة أكثر من 25 مليار يورو، فضلًا عن الاستثمارات الخاصة الأخرى، وبذلك يزيد المبلغ بعدة مليارات. وقد وعد أمير قطر خلال زيارته إلى برلين، في سبتمبر من العام الماضي، بضخ 10 مليارات إضافية في الشركات الألمانية، ومن شأن ذلك أن يجعل بلده أكبر مستثمر عربي وشرق أوسطي في ألمانيا، متقدمًا على الكويت التي تستثمر ما قيمته نحو 27 مليار يورو.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة