الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية

قطر تبارك تحويل ميناء مصراتة إلى قاعدة بحرية للجيش التركي

زيارة معلنة لوزيري دفاع تركيا وقطر إلى ليبيا.. كشفت بوضوح عن الدور الذي تمارسه الدوحة في تأجيج أوار الصراع في هذا البلد

كيوبوست

بعد أن كانت الزيارات والمشاورات، خصوصاً تلك المتعلقة بليبيا، تكتسي نوعاً من السرية والغموض، ظهر الحليفان القطري والتركي علناً وبشكل نادر في طرابلس الليبية، عبر زيارة قام بها وزيرا دفاع البلدَين خلوصي آكار وخالد العطية، ليؤكدا جهاراً نهاراً مضيهما قدماً في مشروعهما الرامي إلى استهداف أمن المنطقة، ومحاولة بسط النفوذ، متحدَّين الدعوات الدولية كافة التي طالبتهما بالتهدئة وتخفيف التوتر.

الزيارة أسفرت عن توقيع اتفاق تركي- قطري مع فايز السراج؛ رئيس حكومة الوفاق، لتحويل ميناء مصراتة إلى قاعدة بحرية لتركيا في البحر الأبيض المتوسط؛ ما سيمكن أنقرة من نشر قوات بحرية تابعة لها وبأعدادٍ كبيرة، وهو أمر تم بمباركة الدوحة التي ستتكفل بتمويل مركز تنسيق عسكري ثلاثي يكون مقره مدينة مصراتة؛ للعمل على تدريب وتسليح مقاتلي ميليشيا الوفاق، حسب ما نقلت وسائل الإعلام.

اقرأ أيضًا: فايز السراج.. وقيادة ليبيا نحو المجهول

ويكتسب ميناء مصراتة أهمية كبرى؛ كونه يحظى بموقع استراتيجي مهم بالقرب من أوروبا ودول المغرب العربي، كما أنه يعتبر من أبرز المنافذ التي استخدمتها تركيا لمد حكومة الوفاق بالأسلحة والمرتزقة السوريين، فضلاً عن أهميته العسكرية والتجارية كبوابة الاستيراد الرئيسية في ليبيا من وإلى إفريقيا.

ميناء مصراته – أرشيف

ابتزاز سياسي

“ربما تهدف الزيارة إلى تسخين الجبهة العسكرية في ليبيا؛ لممارسة الابتزاز السياسي التركي المدعوم قطرياً ضد أوروبا”، حسب الدكتور كامل مرعاش؛ المحلل السياسي الليبي، خلال حديثه إلى “كيوبوست”، متوقعاً أن أردوغان قد يقود هجوماً على الهلال النفطي الليبي “ويحاول اختراق الخطوط الحمراء التي وضعتها مصر له في ليبيا؛ بغرض اختبار النيَّات المصرية ضد تحركاته”.

كامل مرعاش

وشمل الاتفاق أيضاً إرسال قطر مستشارين عسكريين لتدريب العناصر الليبية التابعة للوفاق؛ الأمر الذي يصفه الدكتور باسم رزق؛ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بـ”المثير للسخرية”؛ حيث إن “قطر لا تملك جيشاً، ولا خبرة لديها في العمليات العسكرية إلا من خلال التواصل مع الجماعات الإرهابية؛ مثل (داعش) و(النصرة) و(القاعدة).. وغيرها من التنظيمات المتطرفة”.

اقرأ أيضًا: قيادي في جبهة النصرة يفضح تمويل قطر للإرهاب

“ربما تقصد قطر إرسال مستشارين عسكريين من (داعش)”، يعلق مرعاش ساخراً، مؤكداً، خلال حديثه إلى “كيوبوست”، أن دور الدوحة يقتصر على “تقديم مليارات الدولارات لدعم الخطط التركية؛ لتهديد أمن المنطقة”.

التهديد القطري

وتصاعد التغول القطري المعلن في الأزمة الليبية مؤخراً على خلفية ما نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان من تلقي عدد كبير، وصل إلى نحو 400 مرتزق سوري، تدريباتٍ في الدوحة، بعد أن أرسلتهم تركيا إلى هناك، في الوقت الذي تتواصل فيه عمليات تجنيد المرتزقة في ليبيا، واقترب عددهم من 20 ألف مرتزق.

تتواصل عمليات نقل المرتزقة إلى ليبيا – المرصد السوري لحقوق الإنسان

ويؤكد باسم رزق؛ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ”كيوبوست”، أن فشل أردوغان داخلياً، فضلاً عن إحباط مخططاته خارجياً على أكثر من جبهة، “دفعاه إلى التمادي في تهديد ليبيا عبر مواصلة عملياته هناك؛ لتعويض خساراته المستمرة من ناحية، ومحاولة استرداد بعض الهيبة والحضور إقليمياً ودولياً من ناحية أخرى”.

وبالتزامن مع الزيارة، وصل وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إلى ليبيا؛ لمقابلة السراج، وذلك بعد نحو سبعة أشهر من عقد مؤتمر برلين؛ من أجل التوصل مع الجانب الليبي إلى حل للأزمة.

د.باسم رزق

ويرى رزق أن الخطر التركي لا يتعلق بالأمن الليبي أو المصري فقط؛ بل إن ما تمارسه أنقرة في ليبيا وشرق المتوسط يهدد أوروبا أيضاً، “الأمر الذي يستدعي تحركات دولية حاسمة وفاعلة؛ لاحتواء الموقف ووضع حل جذري”.

قاعدة عسكرية

وقامت أنقرة مؤخراً بتجهيز قاعدة الوطية الجوية بالدفاعات الحصينة والطائرات المسيرة، فضلاً عن إصلاح بنيتها التحتية؛ ولكن: هل تُقدِم تركيا فعلًا على إنشاء قاعدة عسكرية في ليبيا على غرار ما حدث في الصومال؟

أردوغان وتميم – وكالات

يستبعد الدكتور كامل مرعاش حدوث ذلك؛ لأسبابٍ كثيرة، منها أن “تركيا لا تستطيع تحمل كلفة هذه القاعدة؛ خصوصاً الحديث عن قاعدة الوطية، وهي قاعدة كبيرة المساحة وتحتاج إلى أكثر من 5000 عسكري لكي تصبح ذات فعالية مع أنظمة دفاع جوي ولوجستية معقدة، كما أن الليبيين لن يقبلوا بذلك وسيهاجمونها بشدة واستمرار”.

اقرأ أيضاً: أردوغان يواصل مغامرته “المتهورة” في ليبيا

وحذَّر د.رزق من الخطوة التركية الرامية إلى إنشاء قاعدةٍ عسكرية في ليبيا، لافتاً إلى أنه “على الرغم من صعوبة تنفيذها؛ فإنها تبقى احتمالاً وارداً يجب التعامل معه بحذر شديد، لما له من آثار شديدة الخطورة ليس على مصر فقط، بل على المنطقة بأسرها”.

وختم رزق حديثه لـ”كيوبوست”، قائلاً: “إن التدخل القطري- التركي الذي تصاعد في إفريقيا مؤخراً، وتحديداً في الصومال، بالإضافة إلى القاعدة التركية الموجودة هناك، يجب أن يعطي مؤشراً خطراً، (حيث تضع الدولتان الداعمتان للإرهاب عينيهما على هذه المنطقة التي انتشرت فيها الجماعات الإرهابية خلال السنوات الأخيرة، ونفذت أكثر من عملية خطيرة، ولذلك يجب مواجهة الوجود التركي- القطري في ليبيا بكل حسم)”.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة