الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون خليجية

قصر الحصن يكشف أسراراً مخبأة منذ أكثر من قرنين من الزمن!

كيوبوست- ترجمات

جيمس لانغتون♦

في مقالةٍ له، كتب جيمس لانغتون، وهو صحفي بريطاني مهتم بالتراث، عن أبرز ملامح قصر الحصن في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وذلك ضمن سلسلة مقالاتٍ تحتفي بفن العمارة في الدولة.

وقال لانغتون إنه في البداية كان هناك برج يقف وحده وسط الرمال ليحرس المصدر الوحيد للمياه الذي شكَّل الفارق بين الحياة والموت في تلك الأوقات. واليوم، تحولت تلك الأرض القاحلة، فيما مضى، إلى مدينة أبوظبي الصاخبة وعاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة.

اقرأ أيضاً: تجميع التراث أولوية إماراتية منذ إعلان الدولة

ولا يزال البرج قائماً كجزء من قصر الحصن، وهو حصن له قصة محورية في تاريخ البلاد. يقول مارك كيفين، رئيس قسم الهندسة المعمارية في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي: “نحن نسمع قصة مجموعة الصيد التي جاءت من واحة ليوا إلى جزيرة أبوظبي، وكما تقول الأسطورة، وجدت مصدراً لمياه الشرب”.

الشيخ شخبوط حاكم أبوظبي من عام 1928 إلى عام 1966 أمام قصر الحصن- الأرشيف الوطني

وقد برز تاريخ قصر الحصن، أقدم مبنى في أبوظبي حتى الآن، من خلال السنوات العشر التي عمل فيها السيد كيفين مع فريقٍ من الخبراء للحفاظ على المبنى التاريخي للمستقبل.

اقرأ أيضاً: أبوظبي… مدينة الأمن والجمال

كما منحه عمله نظرةً ثاقبة على تطور المبنى، وأساليب البناء التي استخدمها الرجال الذين صمَّموا وشيَّدوا ما كان يشكِّل منزل حكام أبوظبي لما يقرب من قرنين من الزمن. ففي البدءِ، كان برج مراقبةٍ وحيدٍ وُضع لتحديد وحماية الأماكن التي يمكن أن توجد فيها مياه الشرب الثمينة غير الملوثة بملح البحر الذي يحيط بالجزيرة.

التقط المستكشف الألماني هيرمان بورشاردت هذه الصورة لقصر الحصن عام 1904-دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي

وأضاف لانغتون أن الجزء الداخلي في البناية كان مبطناً بالخرسانة في الثمانينيات لدعم سلم حلزوني، ولكن بمجرد إزالتها كشفت عن الحجر المرجاني الأقدم بكثير، والذي قطعه الغواصون في شكل كتل، ثم تركوه ليتصلب في الشمس.

اقرأ أيضاً: سلطان القاسمي.. نخسر في الإمارات تاريخاً معمارياً مميزاً ينبغي الحفاظ عليه

وقد تم توسيع الحصن ابتداءً من عام 1793 على يد الشيخ شخبوط بن ذياب، وهو أول حاكم جعله منزلاً له. ويمكن رؤية الأبراج والجدران الأربعة في الصور الأولى التي التقطها صموئيل زويمر في عام 1901 وهيرمان بورشاردت في عام 1904.

منظر ملون مبكر لقصر الحصن في الخمسينيات-أرشيفية

وعلى الرغم من أن هذا المبنى يبدو أنه يتبع تصميمَ الحصن الداخلي الذي تم إنشاؤه أثناء التوسع في أربعينيات القرن الماضي، فإن عمليات الترميم كشفت أن معظمه قد تم استبداله بالخرسانة في الثمانينيات.

اقرأ أيضاً: رؤية الإمارات الثقافية للسلام في الشرق الأوسط

ووفقاً للانغتون، فإن الخطة الأصلية للترميم وقد وضعت في الاعتبار دمج وسائل الراحة الحديثة مثل تكييف الهواء في هذا الجزء من المبنى لتحويله إلى متحف.

قصر الحصن كما بدا في أوائل الستينيات حيث يتم تسليم الإمدادات الثمينة من المياه العذبة في علب من الصفيح- أرشيفية
بحلول عام 1974 بدأت المباني الجديدة في الارتفاع ولكن قصر الحصن لا يزال بارزًا
تم إغلاق قصر الحصن عام 2013 حيث خضع لعملية ترميم كبيرة
أعيد افتتاح القصر عام 2018 وشمل التجديد الحي المحيط به كما تظهر الصورة

اقرأ أيضاً: ما الذي تتطلع إليه الإمارات في نصف القرن المقبل؟

كما أن اكتشاف الجدران القديمة، وتقنيات البناء التقليدية التي لا تزال قيد الاستخدام منذ ما يقرب من 80 عاماً، قد شجع على إعادة التفكير في ترميمه، وتسليط الضوء عليه، لكي تفهم الأجيال المتعاقبة قيمة تراثها وثقافتها.

♦صحفي بريطاني مهتم بالتراث.

المصدر: ذا ناشيونال

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة