اسرائيلياتترجماتفلسطينيات

قصة إسرائيل الكاملة: هكذا سيطرت الصهيونية على وسائل الإعلام الكبرى

50 سنة من البحث تكشف حجم التضليل الإعلامي الإسرائيلي

ترجمة كيو بوست عن مجلة غلوبال ريسيرتش الكندية

بقلم فيليب غيرالدي، المدير التنفيذي لـ”مجلس المصلحة الوطنية”، وهي مؤسسة تعليمية تسعى إلى بناء سياسة خارجية أمريكية قائمة على المصالح في الشرق الأوسط.

كشفت دراسة أجرتها إحدى شركات الاستشارات الكندية أنه جرى تشويه الأنباء السائدة عن إسرائيل، من خلال تصوير الدولة العبرية بعبارات إيجابية، مقابل تجاهل محنة الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي.

حللت الدراسة قاعدة بيانات تشمل 50 سنة من أخبار إسرائيل في الصحف الأمريكية الكبرى، فوجدت انحيازًا كبيرًا لإسرائيل، مقابل الفلسطينيين.

اقرأ أيضًا: الرؤية الصهيونية متجذرة في 5 أكاذيب كبيرة و4 سرقات كبيرة

واستخدم الإعلام الأمريكي كلمات منمقة لوصف سلوكيات إسرائيل، مقابل كلمات تسيء وتحقر الفلسطينيين، فضلًا عن نشر أخبار وتقارير تمدح إسرائيل، وتتجنب نشر ما يدعم وجهة النظر العربية الفلسطينية.

وتمكن الباحثون من تحليل عناوين ومقالات نشرت في 5 صحف أمريكية كبرى، هي: شيكاغو تريبيون، وولوس آنجلوس تايمز، ونيو يورك تايمز، وواشنطن بوست، وول ستريت جورنال خلال الفترة بين 1967 و2017، انطلاقًا من حرب حزيران وما بعدها.

ويشمل التصوير الإيجابي لإسرائيل أفلام هوليوود التي يسيطر عليها مؤيدو الصهيونية، فهم يسلطون الأضواء على “البطولة اليهودية”، لكنهم يتجاهلون في الوقت نفسه الإرهاب الصهيوني الموجه ضد الفلسطينيين.

منذ قيام إسرائيل حتى اليوم، اعتمدت الصهيونية على القصف العشوائي والمذابح الجماعية ضد الفلسطينيين، لكنها تحاول مسح هذه المجازر عبر الإعلام.

اقرأ أيضًا: 10 أساطير يؤمن بها الغرب حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

وقد وجد البحث أنه حتى في المرات التي أعلن فيها الإسرائيليون عن أخطائهم، كانت الكثير من وسائل الإعلام الدولية والطبقات الثرية مستعدة لمغفرة آثام الصهيونية، والإبقاء على فكرة أن إسرائيل دولة ديمقراطية حليفة للولايات المتحدة.

ومن الأمثلة على ذلك، أن جاسوسًا إسرائيليًا يدعى جوناثان بولارد سرق معلومات كبيرة من الولايات المتحدة وسربها إلى إسرائيل، في عملية هي الأكبر في تاريخ الجاسوسية. حينها، سارع أصدقاء إسرائيل إلى تبرير هذه العملية، مدعين أن الجاسوس كان لعبة!

اليوم، لدى إسرائيل 50 قانونًا تمييزيًا ضد الفلسطينيين، ومع ذلك لا يحرك أحد ساكنًا.

وتشمل أكاذيب وسائل الإعلام نشر تقارير تتحدث عن عدم وجود الشعب الفلسطيني كشعب مستقل، وأن فلسطين لم تكن في يوم من الأيام دولة، وبالتالي لا ينبغي أن يكون لها أي وجود، لأن العرب لم يقبلوا العروض “السخية” التي قدمها الإسرائيليون لتسوية المشاكل مع الفلسطينيين. كما تصور وسائل الإعلام أن الفلسطينيين هم المسؤولون عن أوضاعهم، لأن المستوطنات الإسرائيلية التي تتوسع باستمرار “لا تشكل عائقًا أمام السلام”، وهذه كلها -بطبيعة الحال- أكاذيب.

اقرأ أيضًا: الإرهاب الإسرائيلي في الضفة: حقائق بإقرار أمني إسرائيلي ولا رادع

إحدى الأكاذيب الكبرى التي تروج لها إسرائيل وحلفاؤها من وسائل الإعلام الدولية أن معاداة السامية تتصاعد حول العالم، الأمر الذي يتطلب مزيدًا من الحماية لليهود حول العالم ولدولة إسرائيل. تقوم هذه الكذبة على أن أي انتقاد لإسرائيل هو جزء من معاداة السامية، مع تناسي أن عمليات انتقاد إسرائيل تقوم أساسًا على نقد السلوكيات الإسرائيلية الإجرامية.

مهما قالت إسرائيل عن نفسها، فإنها دولة تتخذ من اليهودية دينًا لها. وتستخدم إسرائيل هذه الكذبات من أجل تغيير الطريقة التي ينظر بها الجمهور إلى معاداة السامية. أدى هذا الاتجاه إلى تجريم انتقاد إسرائيل من أي طرف، وتحويل ذلك إلى معاداة للسامية.

يجب أن نعترف جميعًا بأكاذيب إسرائيل، وأن نكشف حقيقتها، كما يجب أن تجري مقاطعتها ومعاقبتها حتى تعود إلى رشدها.

 

المصدر: غلوبال ريسيرتش

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة