الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

قرقاش يرسم بدقة ملامح السياسة الإماراتية في الأزمة الليبية

مراقبون لـ"كيوبوست": الإمارات كانت سباقة في الكشف عن مشروع الإخوان في العالم العربي.. وموقفها يجب أن يكون موقفاً عربياً موحداً

كيوبوست

حدَّد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية؛ أنور قرقاش، سياسة أبوظبي تجاه الأزمة في ليبيا، والرامية إلى إنهاء العنف وإجراء انتخابات وطنية مع التوصل إلى حل سياسي، مؤكداً أن الإمارات ترغب في ضمان عدم استخدام القوات الأجنبية في “البلد الشقيق” كوسيلة لزعزعة استقرار العالم العربي.

وفي مقالٍ نشره بمجلة لوبوان الفرنسية، ونشرته الخارجية الإماراتية مترجماً للإنجليزية، واهتمت عدة صحف عربية بترجمته إلى العربية، أكد الوزير الإماراتي أن “قناع تركيا سقط في ليبيا”، بعدما اختار أردوغان أن يُعيد بلاده إلى ماضيها الإمبراطوري، بدلاً من أن تكون جسراً بين أوروبا والعالم العربي.

اقرأ أيضاً: الاختراق التركي المقلق في ليبيا

استغلال تركي

وأكد الوزير قرقاش، في مقاله، “استغلال الرئيس التركي الانقسامات داخل حكومة الوفاق الليبية”، لسنّ اتفاقيات ثنائية استخدمها في ما بعد لتبرير عمليات مصادرة واسعة للموارد في البحر الأبيض المتوسط، وتوفير أسلحة متطورة ونقل آلاف المرتزقة السوريين إلى غرب ليبيا، وكما حدث في ظروف أخرى فقد تضامنت الإمارات مع فرنسا وحلفاء آخرين؛ من أجل التصدي لهذه التهديدات.

تعزيزات عسكرية وصلت لميليشيات السراج من تركيا – رويترز
الكاتب والباحث السياسي عز الدين عقيل

حسب الباحث السياسي الليبي عز الدين عقيل، فإن مقال المسؤول الإماراتي “فاحص ومؤلم ويفسر الواقع بعين متابع دقيق”، وكل ما ذكر عن الدور التركي في سياق المقال صحيح ويتفاخر به الرئيس التركي أمام وسائل الإعلام؛ وهو الأمر الذي يتطلب وضع استراتيجية لمواجهته، “خصوصاً أن السياسة الإماراتية متماهية مع التوجه الدولي العام تجاه الوضع في ليبيا”.

واتفق النائب في البرلمان الليبي علي السعيدي، مع هذا الطرح، لافتاً إلى أن تركيا تعمل على استغلال الوضع في الولايات المتحدة؛ من أجل تحقيق أهدافها في ليبيا، خصوصاً مع انشغال الإدارة الأمريكية بأزمة فيروس كورونا والاستعداد للانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل؛ مما جعل تركيا تتحرك في ليبيا بهذه الصورة، “واليوم تسعى أنقرة لخلق حلفاء لها في العالم العربي والإسلامي، عبر دعم جماعة الإخوان المسلمين؛ من أجل الوصول إلى الحكم، وهي الجماعة التي لم تعد تقبل بها الشعوب العربية”.

اقرأ أيضاً: هل توصل أردوغان إلى صفقة مع ترامب حول ليبيا؟

علي السعيدي

وشدد السعيدي على أهمية التحرك العربي الموحد في مواجهة حكومة السراج التي وقَّعت اتفاقيات مشبوهة مع تركيا، مشيراً إلى أن الموقف الإماراتي الذي عرضه الوزير قرقاش، يجب أن يكون موقفاً عربياً لدعم الشعب الليبي.

نظرة استباقية

واعتبر الوزير أنور قرقاش، في مقاله، أنه من الحماقة الاعتقاد بوجود حلٍّ عسكري للصراع في ليبيا؛ خصوصاً أن المواجهة الحالية حول مدينة سرت الساحلية تعرِّض أكثر من 60 ألف شخص إلى الخطر، بل وتهدد حياة الناس في أنحاء ليبيا كافة، محذراً من أنه “دون حل سياسي مبنيّ على أُسس متينة يدعمه الشعب الليبي، ومن دون انسحاب جميع القوات الأجنبية، سيستمر هذا الصراع حتى يتم تدمير النسيج الاجتماعي بالكامل”.

 اقرأ أيضاً: أنور قرقاش: الإمارات تسعى مع حلفائها إلى التهدئة.. وتركيا تتصرف بعدوانية

جاسم محمد

رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات في ألمانيا؛ جاسم محمد، أكد أن المقال قد أبرز عدة مخالفات واضحة لتركيا بحق المجتمع الدولي؛ خصوصاً مع الاستغلال التركي لعضويتها في حلف الناتو من أجل نقل الأسلحة، وسط صمت أوروبي (باستثناء موقف معلن من فرنسا بشكل واضح، وآخر يوناني)، مشيراً إلى أن السياسة التركية تعمل على دعم الطموح التوسعي لجماعة الإخوان المسلمين، والتيارات الإسلامية بشكل عام، ضمن هدف نشر أيديولوجية التطرف حول العالم.

وأكد محمد أن الهدف التركي مما يحدث في ليبيا هو تحويلها إلى نقطة ارتكاز من أجل الانطلاق نحو غرب إفريقيا؛ لضرب المصالح الأوروبية، وتهديد أوروبا بموجة جديدة من الهجرة ضمن أوراق الضغط التي يتم استخدامها في العلاقات الأوروبية- التركية؛ الأمر الذي يفسر الموقف المصري تجاه عدم الصمت عن الفوضى التي تحدث في ليبيا، كونها تهدد أمنها القومي، ومن ثَمَّ جاء إعلان تحركها من منطلق الدفاع عن النفس.

الرئيس المصري متوسطاً قادة عسكريين بالمنطقة الغربية

وأشار جاسم محمد إلى أن “الإمارات كانت سباقة في الكشف عن مشروع الإخوان في العالم العربي، ومن ثمَّ فهي تتحمل مسؤولية مواجهته وعبء محاربة الإرهاب والتطرف، ما جعلها مستهدفة من الجماعات المتطرفة وجماعات الإسلام السياسي”، مشيراً إلى أن تحرك أبوظبي بالعمل على دعم الحلول السلمية يأتي ضمن سياسة قائمة على محاربة التطرف والإرهاب من جذورهما.

اقرأ أيضاً: وكلاء الخراب.. العلاقات والمصالح بين إخوان ليبيا وأردوغان

ولفت محمد، في ختام حديثه، إلى أن أبوظبي لديها نظرة استباقية وتطبق مبدأ مفاده “لا توجد دولة بمأمن من الإرهاب”، ومن ثمَّ تضع أبوظبي محاربة التطرف والإرهاب على رأس أولوياتها؛ حيث تعمل بقناعة قائمة على أهمية المسؤولية الجماعية والشاملة للمجتمع الدولي، وتقوم من جانبها بمعالجات جذرية للتطرف عبر مساهمتها في المشروعات الإنسانية والتنموية في عدة دول؛ مثل اليمن والعراق.

 اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة