الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفةمصطفى سعيد
قراء نجد والقصيم والتلاوة على نغمة “نجدي”.. (فيديو)

كيوبوست
وسط زحام الزمن، غاب من النغم بدائع وغرائب نسيها حتّى الباحثون عن أجمل الأنغام، في هذه الحلقات نطوي بُسُط الزمن، ونكشف الغطاء عن هذا الإبداع المفقود. الفنان مصطفى سعيد يصطحبنا معه في رحلة بحثه عن تلك الأنغام.. استمع.. وشاهد..
(قرآن كريم.. ما تيسر من سورة “غافر” بصوت الشيخ عبد الله القرعاوي)
صدق الله العظيم، الله الله.. ما استمعنا إليه هو من نغمة “النجدي”؛ هذه النغمة التي لم يعُد يذكرها المنظرون منذ ما يزيد على قرن. بعض المنظرين في تركيا يذكرونها لمامًا؛ لأنها من النغمات المركبة، ولكن ألحانها بسيطة: خمس أنغام متصلة طبعًا.
وبعض المنظرين العرب ينكرونها، ويقولون إنها نفسها نغمة “صبا”، وأصلها نغمة “الصباح”؛ وهي إن كانت لها علاقة بهذه النغمة لكنها ليست هي؛ حتى إن المرء يحتار: هل نصنفها من مشتقات نغمة “الياجاه” أم من مشتقات نغمة “دجاه”؛ يعني النغمة الأولى أو النغمة الثانية؟ نغمة “راست” أم نغمة “البياتي” أم من مشتقات نغمة “الصباح” أو نغمة “صبا” كما يسمونها؟
إذا اعتبرنا أنها تبدأ من نغمة “دجاه”، النغمة الثانية؛ فالرابعة الخاصة بها أقل قليلًا؛ فليست مثل “البياتي”، لكن يمكن أن ترتفع وتصبح رابعة تامة.. من مستلزماتها أنها تهبط لتقف على “الرست الياجاه”، بالمصطلح القديم لا المصطلح العثماني؛ أي “ياجاه دجاه سيجا”، وتعود مجددًا إلى نغمة “الدجاه” وتختم عليها. فالناس تسمعها أحيانًا “رست”، وأحيانًا تسمعها “بياتي” وأحيانًا “صباح”. ونسمع لقارئ آخر: الشيخ صالح المقيطب يقرأ ما تيسَّر من سورة “يونس” ويشرح هذه التقلبات من نغمة “نجدي” شرحًا وافيًا.
(قرآن كريم.. ما تيسَّر من سورة “يونس” بصوت الشيخ صالح المقيطب)
صدق الله العظيم، يا سلام يا شيخ صالح.. ممكن يكون القراء فعلًا لا يعلمون أن هذه هي نغمة نجدي. وقد سُئلت مرة عن هذه النغمة فأجبت بأمثلة.. أنه في “نجد” إلى الآن يقرؤون بنغمة “نجدي”، فقالوا: “في نجد أغلب المفتين يفتون بتحريم النغم”، كانت إجابتي: “والله النغم ليس بيد الفرد؛ فالنغم في الصفات الوراثية للإنسان، والشخص الطبيعي إذا قرأ سيقرأ بالنغم، وإذا قرؤوا بالنغم سيقرؤون بالنغم الذي هم يعرفونه؛ وهذه النغمة سُميت نسبًا إلى نجد؛ لأنها أكيد خارجة من هناك”.
أسهل الأمثلة على هذه النغمة الموجودة في الموسيقى الشعبية مثلًا في مصر.. في صعيد مصر “بنو هلال” الذين أتوا من “نجد” أغنية “على حسب وداد قلبي”، أكيد ليس لحن الأستاذ بليغ حمدي للأستاذ عبد الحليم حافظ.. لا، أنا أتكلم على اللحن الشعبي الأصلي وليس لحن الستينيات والسبعينيات.
عودة إلى موضوعنا، قراء “نجد” لا يقتصرون فقط على هذه النغمة؛ لكننا ركزنا هذه الحلقة على هذه النغمة.. بينما نختم مع قارئ جميل الشيخ عبد الله الخياط ما تيسر من سورة “الزمر”، ويبدأ بنغمة “النجدي”؛ لكن ينتقل إلى نغمة “دجاه بياتي”، وينوّع بين الأنغام.. فنسمع هذه ونختم بها حلقتنا. شكرًا لحُسن إصغائكم وشكرًا جزيلًا لفريق الإعداد.
(قرآن كريم.. ما تيسر من سورة “الزمر” بصوت الشيخ عبد الله الخياط)