الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

قدامى المحاربين الأمريكيين يتدخلون في أوكرانيا حيث أحجم الجيش

كيوبوست- ترجمات

دايف فيليبس♦

مع تزايد الحديث عن دور المتطوعين الأمريكيين في الحرب الأوكرانية، كتب دايف فيليبس في صحيفة “نيويورك تايمز” مقالاً افتتحه بالإشارة إلى أوجه الشبه بين الدور الأمريكي اليوم في أوكرانيا، ودورها الذي لعبته في جنوب فيتنام عام 1961، حيث أحجمت عن التدخل المباشر لدعم حليفها، نتيجة خشيتها من أن يتسبب إرسال قواتها للتدخل المباشر في حرب نووية. ولكنه يلفت إلى اختلافٍ رئيسي بين الحالتين، فقد كان المدربون الأمريكيون في فيتنام أفراداً عاملين في الجيش الأمريكي، بينما في أوكرانيا كان هؤلاء متطوعين مدنيين، يعملون بشكلٍ منفرد، ويجمعون التبرعات والمساعدات عبر الإنترنت.

وينقل كاتب المقال عن بيري بلاكبيرن الضابط المتقاعد برتبة مقدم في القوات الخاصة في الجيش الأمريكي الذي أمضى 34 عاماً في العراق وأفغانستان وإثيوبيا ومصر والصومال والأردن، قوله: “إن عدم استخدام خبراتي في وقت الحاجة سيكون أمراً مخزياً”. وأضاف بلاكبيرن ابن الستين عاماً: “رأيت خلال سنين حياتي الكثير من الموت، وأريد أن أساعد في وقف سفك الدماء. يجب أن نوِّفر للناس الوسائل اللازمة للدفاع عن أنفسهم”.

اقرأ أيضاً: وضع “المقاتلين الأجانب” في أوكرانيا: الخرافات والحقائق

ولكن هذا النوع الجديد من التدخل الفردي المدعوم بالتبرعات الشخصية هو أمر يحتاج إلى كثيرٍ من النقاش، إذ يحذِّر العديد من الخبراء من أن مشاركة هؤلاء المتطوعين قد تجرُّ الولايات المتحدة إلى تصعيدٍ شبيه بما حدث في فيتنام، ولكن المتطوعين يقولون إنهم يساهمون في منع توسع الحرب، من خلال تدريب المقاتلين الأوكرانيين على مواجهة الروس بشكلٍ أفضل، وردع عدوانهم.

بيري بلاكبيرن أثناء تدريب الجنود الأوكرانيين- نيويورك تايمز

يعمل السيد بلاكبيرن مع عددٍ من المتطوعين بشكلٍ مباشر مع الجيش الأوكراني، حيث يقومون بالتدريب على الرماية والمناورة والإسعافات الأولية، وغيرها من المهارات القتالية، ويقومون بتبديل مواقع عملهم باستمرار لتجنب الصواريخ الروسية. ويقول هؤلاء إنهم يقومون بكل ذلك دون أي تدخل من البنتاغون. وقد ذكر السيد بلاكبيرن في مقابلةٍ صحفية: “ليس لدينا أي اتصال مع الجيش الأمريكي، هنالك خط أحمر لا يريدون تجاوزه. وهم لن يتحملوا أية مسؤولية تجاهنا أو تجاه أفعالنا”. وأشار بلاكبيرن إلى أن الكثير من المتطوعين لا يتمتعون بالخبرة العسكرية الكافية، أو أحياناً بأي خبرة عسكرية على الإطلاق.

قبل اندلاع الحرب كان الجيش الأمريكي ينشر بانتظام مدربين يرتدون الزي العسكري في أوكرانيا، ولكن إدارة بايدن سحبت كل العسكريين الأمريكيين بمجرد اندلاع الحرب هناك. واكتفى الرئيس بايدن بتقديم المساعدات المالية والعسكرية، مؤكداً أن الجيش الأمريكي لن يقاتل الروس بشكلٍ مباشر. وقد ترك هذا الأمر فراغاً، وأدى إلى زيادة حاجة الجيش الأوكراني للتدريب، حيث اندفع المتطوعون لملء هذا الفراغ.

اقرأ أيضاً: فيلق الأجانب يفرض عقوداً مجحفة

قال العقيد المتقاعد في مشاة البحرية، أندرو ميلبورن الذي يقود مجموعة من المتطوعين الذين يقدمون التدريب والمشورة: “إننا ننفذ السياسة الخارجية الأمريكية بطريقةٍ لا يستطيع الجيش القيام بها. نحن نقوم بعملنا هنا، ويمكن للولايات المتحدة أن تقول إنها لا علاقة لها بنا. وهذا الأمر صحيح تماماً”. وأضاف: “هذا البلد لا يعاني من نقص في المقاتلين، وإذا كان بإمكاني تدريب من يضغطون على الزناد فسوف يكون لذلك تأثير كبير”.

تواصل السيد ميلبورن مع نحو عشرين ضابطاً متقاعداً، وشكلوا مجموعة أطلقوا عليها اسم مجموعة موزارت -رداً على مجموعة فاغنر الروسية- وسرعان ما أقامت المجموعة عدداً من معسكرات التدريب بالقرب من مناطق القتال، ودربت حتى الآن نحو 2500 جندي أوكراني على التكتيكات القتالية، واستخدام الأسلحة الأمريكية، مثل صاروخ جافلين المضاد للدبابات. بالإضافة إلى تقديم الإرشادات والنصائح المتخصصة لقوات الكوماندوز الأوكرانية.

يقول السيد ميلبورن: “مع أن مجموعة موزارت هي قناة طبيعية للدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا، فنحن لا نتلقى أية ردود عندما نحاول التواصل مع المسؤولين العسكريين الأمريكيين في أوروبا الغربية”. وأضاف: “يبدو أنهم يخشون حدوث شيء سيئ يبدو وكأنه مرتبط بالحكومة الأمريكية. نحن أشخاص غير مرغوبٍ فيهم”.

متطوع أمريكي يدرب جنوداً أوكرانيين على استخدام صاروخ جافلين المضاد للدروع- نيويورك تايمز

ويختم فيليبس مقاله بالإشارة إلى رئيس قسم التحليلات الروسية، في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، جورج بيب الذي يرى أنه من الحكمة أن تتوخى الولايات المتحدة الحذر في تدخلاتها في الحرب الأوكرانية، ويقول: “كما كانت الحال في فيتنام، هنالك خطر من أن ننجر دون إرادتنا إلى تورط أكبر وأعمق، مع ملاحظة أن المخاطر في أوكرانيا أكبر وسيكون من السهل التورط في حرب مباشرة وشديدة الخطورة مع روسيا”. وأضاف بيب: “أنا لا أقول إن التصعيد في أوكرانيا سيكون تلقائياً، لكن الخطر يكمن في أن نبدأ في تجاوز الخطوط الحمر قبل أن نعرف أين هي هذه الخطوط”.

ولكن، كما في فيتنام، يرى السيد ديب أن الولايات المتحدة مجبرة على الاختيار من بين الخيارات السيئة فقط في محاولاتها لدعم حليف دون استفزاز عدو قوي.

♦مراسل صحيفة “ذا نيويورك تايمز” للشؤون العسكرية.

المصدر: ذا نيويورك تايمز

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة