الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
قادمًا من تركيا كطالب.. القبض على الإرهابي إسلام علوش في جنوب فرنسا

كيوبوست
بالتزامن مع قتل الشرطة البريطانية إرهابيًّا في لندن أقدم على طعن مجموعة من المارة، فوجئ الفرنسيون بخبر أكثر إثارة؛ ألا وهو القبض على المتحدث السابق باسم “جيش الإسلام في سوريا”، إحدى أكثر الجماعات الجهادية نفوذًا في ريف دمشق.
مجدي مصطفى نعمة، البالغ من العمر 30 عامًا، والمعروف على أرض المعارك باسم “إسلام علوش”، استطاع بمساعدة تركيا الدخول إلى فرنسا كطالب جامعي ضمن برنامج تبادل الطلاب الجامعي الشهير “إيراسموس”. يُذَكِّر اسمه الحركي “إسلام علوش” باسم زعيم هذه الجماعة المتطرفة “زهران علوش” الذي قُتل قبل فترة في غارة روسية في ريف دمشق.
اقرأ أيضًا: وثائق مسربة: علاقات وثيقة بين أردوغان وتنظيم القاعدة في ليبيا منذ 2012
في صورته التي يستخدمها عبر حسابه على “فيسبوك”، هذَّب إسلام علوش لحيته، وقام بتغيير بزته الحربية بثوب جامعي مهندم، ويُعَرِّف نفسه بكونه “باحثًا في مجال الأمن والإرهاب ومتخصصًا في الملف السوري”، والتحق بجامعة كارابوك في تركيا، وعمل كباحث مساعد في مركز توران للأبحاث والدراسات في إسطنبول.
اعتقل مجدي في مارسيليا، في 29 يناير الماضي؛ حيث دخل إلى هذا الإقليم الفرنسي بتأشيرة دراسة مدتها ثلاثة أشهر، كجزء من برنامج التبادل الجامعي بين جامعته التركية الأم وجامعة آكس- مارسيليا، وَفقًا لما نشره في أحد المنتديات على شبكة الإنترنت قبل شهرَين فقط.

جرائم ضد الإنسانية
يعد هذا الشاب أحد القياديين الرئيسيين والمتحدثين باسم “جيش الإسلام”، أقوى جماعة إسلامية متمردة في ريف دمشق.. هذا الفصيل الذي يبلغ قوامه 20 ألف فرد، كان يحكم المنطقة بقبضة من حديد، سيطر على مساحات شاسعة من منطقة الغوطة بعد القضاء على خصومه والاستيلاء على كثير من الأراضي التي كانت محاصرة من قِبَل قوات النظام السوري لمدة سبع سنوات. اتُّهمت جماعة “جيش الإسلام” بانتظام بارتكاب جرائم ضد السكان المدنيين الذين عاشوا تحت سيطرتها من عام 2011 إلى عام 2018.
الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، ومقرها في باريس، أصدرت بيانًا بخصوص القبض على هذا الرجل -حصلت “كيوبوست” على نسخة منه- أكدت فيه أن إلقاء القبض على المتحدث السابق باسم هذه الجماعة السلفية، يمثل أولى البوادر للحصول على معلومات قضائية حول أعمال التعذيب وجرائم الحرب، التي ارتكبتها جماعته.
اقرأ أيضًا: لماذا قبلت مجموعات جهادية أجنبية بالعمل تحت مظلة تركيا في سوريا؟
وأشارت الفيدرالية، في بيانها، أيضًا إلى اتهامات لتلك الجماعة بالتورط في حالات الاختفاء القسري؛ وأبرزها اختفاء الناشطة السورية المعروفة رزان زيتونة، التي اختطفت في 9 ديسمبر 2013. رزان حازت على جائزة سخاروف لحقوق الإنسان التي يمنحها البرلمان الأوروبي، بعد مساهمتها الفعالة خلال الحرب في سوريا وانتقادها انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها جميع الأطراف في هذا النزاع.

شكوى في فرنسا
رفعت الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان والمركز السوري للإعلام وعائلات نحو 20 ضحية، شكوى في يونيو الماضي، ضد الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها الجماعات الجهادية؛ وعلى رأسها “جيش الإسلام في سوريا”، لدى مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب في فرنسا، وهي الشكوى التي عجَّلت باعتقال علوش بعد التأكد من هويته.
يقول مازن درويش، المحامي ومدير المركز السوري للإعلام، المقيم في فرنسا، في تصريحات أدلى بها وردت في بيان الفيدرالية: “لدينا عناصر مثبتة تقودنا إلى الاعتقاد بأن إسلام علوش متورط في هذا الاختطاف، ونأمل في أن يمكِّننا اعتقاله من معرفة الحقيقة حول مكان رزان ورفقائها الذين اختطفوا معها (وائل حمادة الناشط في لجان التنسيق المحلية، والناشطة سميرة الخليل، والمحامي ناظم الحمادي)”.
اقرأ أيضًا: الإخوان المسلمون خارج اللجنة الدستورية في سوريا
المحامي درويش قال أيضًا إنه “جمع شهادات من ضحايا آخرين لجرائم اقترفها بشكل مباشر إسلام علوش، ضمن سلسلة أخرى من الجرائم التي ارتكبتها جماعة جيش الإسلام؛ بما في ذلك التعذيب وتجنيد الأطفال وفرض الإتاوات على السكان، فهو رمز للتذكير بالجانب المظلم لعسكرة الثورة، ولن يفلت من العقاب”.
ويبقى السؤال مطروحًا حول علاقة تركيا بهذا الشاب، وعن الأسباب التي دفعتها إلى إعادة تبييض صورته وإرساله إلى فرنسا كطالب وباحث في الشؤون الأمنية.. أسئلة كثيرة تنتظر الإجابة بعد الانتهاء من التحقيقات مع رجل “جيش الإسلام” المتطرف.