الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
في ليبيا.. مرتزقة أردوغان متهمون بنشر الفوضى ونقل الوباء
بالتزامن مع أزمة انتشار فيروس كورونا.. تواصل تركيا تجنيد وإرسال المرتزقة السوريين إلى ليبيا.. رغم سقوط العشرات منهم خلال المواجهات مع الجيش الليبي

كيوبوست
في الوقتِ الذي ينشغل فيه العالم بمواجهة فيروس كورونا، يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إرسال مرتزقة سوريين للقتال في ليبيا إلى جانب ميليشيات حكومة الوفاق الليبية، وذلك على الرغم من الخسائر التي مُنيت بها صفوف المرتزقة، ووصلت حصيلة القتلى إلى 190 مرتزقاً حتى الآن.
اقرأ أيضاً: كاتب روسي: قد يدفع اقتصاد أردوغان ثمنا باهظا لوجوده العسكري في ليبيا
وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وصل نحو 300 مقاتل جديد من المرتزقة السوريين إلى ليبيا مؤخراً، ينتمون إلى فصائل “السلطان مراد”، و”لواء صقور الشمال”، و”فيلق الشام”، ليبلغ عدد المقاتلين الذين أرسلهم أردوغان إلى ليبيا حتى الآن 5050 مقاتلاً، فضلاً على 1950 آخرين يتلقون التدريب في المعسكرات التركية حالياً، دون أي اكتراث بجائحة كورونا التي تخطت إصاباتها حاجز مليونَي حالة حول العالم.

هذه المعلومات أكدها المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، لافتاً إلى أن مطارات تركيا لا تزال تضخ المرتزقة إلى مطارات مصراتة وطرابلس يومياً، وأن هناك أسلحة تدخل إلى ميليشيا طرابلس على الرغم من قرار مجلس الأمن بحظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا.
وتخطى عدد المرتزقة السوريين في ليبيا حاجز الـ 6000 مرتزق، وهو الرقم الذي فاق حسابات أردوغان، فبعد أن تجاوز راتب الفرد الواحد ألفَي دولار شهرياً، قام الرئيس التركي بإصدار أوامره لتخفيض الرواتب؛ بسبب الوضع الاقتصادي المتردي الذي تعيشه بلاده حالياً، وهو ما يشكل قلقاً لأردوغان؛ خشية انقلاب تلك العناصر عليه، وفقدان قدرته على مواصلة إرسال المزيد منهم إلى ليبيا، حسب مراقبين.
اقرأ أيضًا: تبعات “كورونا” تعمِّق أزمات الاقتصاد التركي
نشر الفيروس
المشكلة الكبرى اليوم في ليبيا تكمن في المخاوف من نقل فيروس كورونا عبر المرتزقة الجدد القادمين من تركيا، “يأتي ذلك بعد الارتفاع المتزايد في حالات الإصابة بفيروس كورونا في تركيا، ووجود هؤلاء المرتزقة في معسكرات تدريب تركية قبل إرسالهم إلى ليبيا”، حسب رامي عبدالرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان.

عبدالرحمن أكد، في حديثه إلى “كيوبوست”، دخول آخر دفعة من العناصر المرتزقة لتلقي التدريب في تركيا بتاريخ 14 أبريل الجاري، موضحاً أن “هؤلاء المقاتلين يتمركزون في مناطق سورية، لم تسجل فيها حتى الآن سوى إصابة واحدة، وهي غالباً قادمة من تركيا”؛ لكن الخطورة تكمن أثناء وجودهم في تركيا، واختلاطهم مع العسكريين الأتراك، حيث نسبة الإصابات متزايدة بشكلٍ يومي؛ ما يمثل أكبر تهديد للداخل الليبي في ما يخص نقل العدوى إلى هناك عبر عناصر حاملة فعلياً للفيروس.
رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، وجه خطاباً إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أدان فيه التدخل التركي في شؤون بلاده، وأعرب عن رفضه استمرار أردوغان في إرسال المرتزقة للقتال إلى جانب الجماعات الإرهابية والتنظيمات المسلحة على الرغم من تفشي فيروس كورونا.
اقرأ أيضاً: أردوغان يواصل مغامرته “المتهورة” في ليبيا
غياب الرقابة
ورغم إعلان الاتحاد الأوروبي إطلاق العملية “إيريني”، مؤخراً، لمتابعة تدفق السلاح إلى ليبيا؛ فإن دورها لم يُفعَّل بعد، ما يعتبره المحلل السياسي الليبي كامل مرعاش، سبباً مباشراً لتفسير السرعة الكبيرة التي يرسل بها أردوغان المرتزقة إلى ليبيا؛ خشية إحكام الخناق عليه من جانب بعثات المراقبين في أي وقت.
اقرأ أيضاً: مع استمرار تدفق السلاح التركي.. “الوفاق” الليبية تعترض على مهمة الاتحاد الأوروبي
وعن دور المجتمع الدولي تجاه أردوغان، يقول المحلل السياسي الليبي لـ”كيوبوست”: “بكل أسف، ليس هناك أي تحرك دولي؛ لأن العالم منشغل الآن بمحاربة الوباء، وهو ما أتاح الفرصة لأردوغان في أن يتدخل عسكرياً وبشكل فاضح في الصراع الليبي، دون أن يخشى أي ردود دولية أو إقليمية”، مؤكداً أن الرئيس التركي يريد الاستفادة من انشغال العالم بجائحة كورونا؛ ليحقق انتصاراً على الأرض، سيفاوض به مستقبلاً من أجل تحقيق مكاسب سياسية.

ورصدت القيادة العامة للجيش الليبي، خلال الأسابيع الماضية، رحلتين جويتين بين مطار إسطنبول التركي ومطارَي مدينتَي مصراتة ومعيتيقة بالعاصمة طرابلس، رغم تعليق حركة الطيران لمواجهة تفشي فيروس كورونا؛ وهي رحلات غير مسجلة ومجهولة الحمولة أيضاً.
يعلق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان: “يجب أن يسلط المجتمع الدولي الضوء فوراً على خلفيات المقاتلين الذين كانوا ضمن صفوف (داعش) سابقاً وباتوا الآن في ليبيا، فضلاً عن عمليات تهريب السلاح والمرتزقة من سوريا؛ تحديداً من إدلب”.
اقرأ أيضًا: طائرات مسيَّرة تركية تخرق هدنة “كورونا” في ليبيا
وحسب “رويترز”، اقتحمت عناصر إرهابية، الأربعاء الماضي، سجن صرمان الليبي؛ ما نتج عنه إطلاق سراح 401 سجين، فضلاً عن أعمال تخريبية عمت المدينة بعد سيطرة حكومة الوفاق عليها؛ وهو الأمر الذي أدانته بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بشدة.
يقول كامل مرعاش: “ميليشيات حكومة الوفاق لن تتوقف عن التعاون مع أردوغان لجلب المزيد من المرتزقة للقتال في ليبيا، والقيام بالمزيد من أعمال النهب والتخريب؛ لأن هذه الميليشيات تدرك جيداً أن بقاءها مرتبط باستمرار تدفق تلك العناصر، وقيادات هذه الميليشيات لا يحكمها سوى التطرف والجهل”.
اقرأ أيضاً: ليبيا.. فتاوى الصادق الغرياني تؤجج الصراع وتخدم الإخوان
وأكد مرعاش أن التنظيمات الإرهابية المدعومة من أردوغان “تنساق وراء فتاوى الصادق الغرياني، الذي أفتى لهم بعدم الالتفات إلى وباء كورونا”، لافتاً إلى أن هذه الفتوى هي السائدة حالياً في مدن شمال غرب ليبيا الخاضعة لسيطرة الميليشيات والمرتزقة.