الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية
في زمن كورونا.. من يدخل الأغذية الإيرانية الفاسدة إلى العراق؟
مسؤولون في حكومة إقليم كردستان العراق نفوا لـ"كيوبوست" الاتهامات بإدخال مواد غذائية فاسدة إلى المدن العراقية عن طريق المنافذ مع إيران

بغداد – أحمد الدليمي
فضيحة مدوية عاش على وقعها العراقيون عدة أيام، بعد أن اتهمت جهاتٌ رسمية في بغداد حكومةَ إقليم كردستان شمال البلاد، بإدخال سلع غذائية إيرانية محظورة، تضر بالمنتج المحلي وبصحة العراقيين.
ونتيجة لذلك، دعا وزير الزراعة العراقي؛ صالح الحسني، إلى التشديد على منع دخول بيض المائدة والدواجن المستوردة عبر إقليم كردستان إلى العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى، فضلاً عن استمرار منع استيراد 25 منتجاً ومحصولاً زراعياً نباتياً وحيوانياً من المنافذ الحدودية كافة، وتشديد الإجراءات المتبعة من قبل هيئة المنافذ الحدودية، والجهات المعنية، لمنع دخول المحاصيل المستوردة وعدم تداولها داخل البلد.
اقرأ أيضًا: “ماهان إير”.. أداة إيران لنشر “كورونا” في العراق ولبنان
اتهامات مغرضة
مدير عام جمارك حكومة إقليم كردستان العراق؛ سامال عبدالرحمن عزيز، نفى تلك الاتهامات، وقال في تعليقه إلى “كيوبوست”: “إن الاتهامات التي تساق من قبل مسؤولي حكومة المركز ضد الإقليم لا تستند إلى أي دليل، وهي مجرد أكاذيب لتشويه صورتنا، وللأسف هذه التُهم تدخل ضمن الصراعات السياسية بين الإقليم وحكومة بغداد بين الحين والآخر”.
ولفت سامال إلى أن المعابر الحدودية بين حكومة كردستان وإيران تخضع لإجراءات ورقابة مشددة، وأن جميع الإقليم مجهز بأحدث المختبرات المتطورة، كما أن المواد الغذائية الاستهلاكية كافة تخضع إلى التفتيش والفحص الدقيق قبل إدخالها إلى الإقليم، وقبل عملية تصديرها إلى باقي المدن العراقية، “ونحن نمنع دخول أي مواد فاسدة تضر بالمواطن”.

فتح المعابر
وفي استجابةٍ على ما يبدو من بغداد لضغوط طهران، أعلنت السلطات العراقية الأسبوع الماضي أنها تدرس فتح الحدود المغلقة مع إيران، لاستئناف حركة التجارة.
حكومة إقليم كردستان أبدت استعدادها لاستقبال فريق تحقيق من بغداد لتفقد المعابر الحدودية بالإقليم والاطلاع بشكل جدي على سير الإجراءات الصارمة المتخذة هناك خاصة في معبر إبراهيم الخليل والمعابر الأخرى.
اتهامات وزير الزراعة العراقي نفتها أيضاً وزارة التجارة والصناعة في حكومة إقليم كردستان، خاصة تلك المتعلقة بإغراق الأسواق العراقية بالبيض والدجاج الإيراني الفاسد.
وقال المدير العام لوزارة تجارة الإقليم نوزاد أدهم في تعليقه لـ”كيوبوست”: “هناك ثلاثة منافذ حدودية مع إيران، ومنفذ واحد مع تركيا، وحجم التبادل التجاري مع إيران 17% ومع أنقرة 48% ومع العراق 35%”.
اقرأ أيضًا: هيئة المنافذ الحدودية العراقية لـ”كيوبوست”: أغلقنا الحدود مع إيران ومنعنا دخول الإيرانيين
وبحسب أدهم، فإن هذا يعني أن جزءاً كبيراً من هذه المواد المستوردة “تدخل عن طريق منفذ طريبيل وأم قصر غرب وجنوب العراق، ومن ثم تنتقل إلى الإقليم ولا تدخل مباشرة عن طريقنا”، مشيرا إلى أن مسؤولية فحص هذه المواد تقع، بالدرجة الأولى، على حكومة بغداد.

وختم أدهم حديثه قائلا: “نحن نطبق القرارات الصادرة من حكومة المركز بمنع استيراد أي مادة غذائية أو بضاعة تمنع الحكومة الاتحادية استيرادها، وبسبب الاكتفاء الذاتي لم نستورد أي نوع من البيض والدجاج من إيران، ولم يتم تسويق أي منها إلى بغداد وجنوب العراق، وما يصدر عن طريق كردستان إلى أغلب مدن حكومة المركز يخضع دوماً للفحص المختبري الشامل والدقيق”.
ورغم إغلاق العراق بعض الموانئ والمنافذ الحدودية مع إيران في فبراير الماضي، وتأكيد وزارة الصحة حينها أن الفيروس لم ينتقل من إيران، فإن ضعف الرقابة على المنافذ الحدودية في العراق، والنفوذ الواسع لإيران فضلا عن دخول عديد مواطنيها ممن يحملون صفات دبلوماسية، دون التقيد بالإجراءات اللازمة، جعل من التحكم في انتقال الفيروس أمراً صعباً.