الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

في ذكرى انتفاضة نوفمبر.. شباب إيران مستعد لإسقاط النظام

نظمت المعارضة الإيرانية في الخارج مؤتمراً دولياً عبر الإنترنت.. دعت من خلاله المجتمع الدولي إلى دعم الشعب الإيراني للتخلص من نظام الملالي

كيوبوست

أجمع مسؤولون ونشطاء وسياسيون من مختلف دول العالم، على ضرورة اتخاذ خطوات جادة نحو إحداث التغيير في واقع الشعب الإيراني وتخليصه من النظام القمعي الحالي، والذي، على حد وصفهم، لم يترك مجالاً لحياة كريمة للإيرانيين، وذلك في خضم مؤتمر دولي عُقد عبر الإنترنت تحت عنوان “شباب إيران مستعدون لتغيير النظام مع معاقل الانتفاضة”، في الذكرى الأولى لانتفاضة تشرين ثان 2019.

الانتفاضة التي اتسمت بالجرأة، ورفعت للمرة الأولى شعارات تطالب بإسقاط المرشد الأعلى خامنئي، عبَّر فيها ملايين الإيرانيين؛ خصوصاً الشباب والنساء منهم، عن إرادتهم في تغيير النظام، وراح ضحيتها ما لا يقل عن 1500 متظاهر قُتلوا برصاص قوات الحرس الحرس الثوري، بينهم 23 طفلاً على الأقل، بينما اعتقل نحو 12000 متظاهر، وتم إعدام العديد منهم حتى الآن، وحُكم على بعضهم بالإعدام.

اقرأ أيضاً: إيران تنتقد “الإسلاموفوبيا” وتُصَدِّرها في الوقت نفسه!

وقالت مريم رجوي؛ الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، المتحدث الرئيسي في المؤتمر، إن انتفاضة نوفمبر “لم تكن عشوائية ولا عفوية.. ولم تكن لها علاقات مع أي من فصائل النظام ولا صلات بأية قوة أو حكومة عالمية؛ بل كانت مثالاً حقيقياً على التمرد والنضال من أجل الإطاحة بالنظام. قوتها الدافعة كانت الشباب والمحرومين والواعين الذين استوحوا نضالهم من نشاطات وحدات المقاومة”.

مريم رجوي

وأضافت رجوي أن “ما حدث هو مجزرة بمعنى الكلمة بصرف النظر عن الأعداد والأرقام. ما حدث هو جريمة ضد الإنسانية”، داعية إلى محاكمة خامنئي وروحاني وشمخاني وقادة الحرس والباسيج والشرطة، بتهمة ارتکاب المجزرة.

وتابعت رجوي بأن كل تلك الجرائم والقمع والترهيب لم تستطع التغلب على نيران الانتفاضة والثورة والثوار. وأشارت رجوي إلى أن آثار الانتفاضة غير قابلة للزوال؛ “ولهذا السبب عادت انتفاضة نوفمبر في ذكراها لتقوم في حالة استعداد اجتماعي كبير. وهذا حراك مستمر حتى إسقاط النظام برمته”، لافتةً إلى أن نظام ولاية الفقيه يعيش اليوم في وضع لا مثیل له في السنوات الأربعين الماضية.

وتطرقت رجوي إلى الأزمة التي يعيشها النظام بسبب الحصار الاقتصادي، وقالت إنه منذ بداية عهد روحاني، هوت قيمة عملة البلاد عشر مرات تجاه قيمة الدولار؛ وهي على وشك الانهيار، بينما بلغ عجز الميزانية 70 في المئة، ومعدل التضخم بلغ 60 في المئة. ووصلت ديون النظام إلى 260 مليار دولار، “والأهم أن النظام فقد قدرته في اتخاذ القرار والتأثير في هذا المجال”، على حد قولها.

اقرأ أيضاً: كيف تخسر إيران أوروبا؟

وقالت رجوي: إن من العوامل الرئيسية في انتشار الغضب الشعبي هو الفقر الذي فرضه الملالي على المجتمع الإيراني بتكديس ثروات هائلة لأنفسهم؛ حيث بلغ عدد العاطلين عن العمل 11 مليون شخص. وفقد 6.5 مليون موظف وظائفهم، كما أشارت إلى أن أكثر من 97% من الوظائف أصبحت غير مستقرة ومؤقتة؛ بسبب تبعات أزمة فيروس كورونا التي عصفت بالبلاد، واتُّهم النظام بالتقصير والإهمال في إدارتها.

وخلال المؤتمر، أكد متحدثون من شتى الدول دعمهم ووقوفهم إلى جانب شباب إيران في سعيه نحو تغيير النظام

جانب من وقائع المؤتمر

دعم دولي

وقالت أونغريد بيتانكورت؛ السناتورة الكولومبية السابقة والمرشحة الرئاسية: “إنه لا شيء أكثر ألماً من أن نشهد الاغتيالات التي تنفذ ضد المتظاهرين الإيرانيين أمام أعيننا دون القدرة على إنقاذهم”. وأضافت بيتانكورت أن على العالم أن يأخذ التصرف الآن لوضع حد لما يحدث في إيران، لافتةً إلى أن الطبقات الاجتماعية في الغرب كلها تقف وتدعم الإيرانيين في سعيهم للحرية والعدالة.

ورأت السناتورة الكولومبية السابقة والمرشحة الرئاسية أن الحاجة الآن هي أن تتخذ أوروبا موقفاً مباشراً وتمتنع عن بيع الأسلحة لإيران أو عقد صفقات جديدة ترفع عن النظام العقوبات.

وحول عملية القمع الممنهج لمظاهر الثورة ضد النظام، قالت بيتانكورت إن النظام يسيطر ويغلق كل إمكانات الوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت؛ لإبقاء الناس في الجهل، “لكن رغم ذلك؛ فإن الضوء تمكن من التسرب وحمل الشباب شعارات الحرية والعدالة”.

بدوره، دعا عضو البرلمان السويدي ماجنوس أوسكارسون، إلى وجوب إسقاط النظام الإيراني القمعي “الذي يقبض على الأشخاص ويقتلهم ويعذبهم، واستبدال نظام جديد به يقوم على الديمقراطية ويضع مصلحة الإيرانيين فوق كل شيء”. وقال أوسكارسون: “نحن في حاجة إلى تغيير، وحان الوقت لدعم الشعب الإيراني في سعيه نحو الديمقراطية”.

وبالمثل، قالت رئيسة مؤسسة المجتمع الإيراني الأمريكي البروفيسور راميش سيبراد: إن الرسالة اليوم هي أن هذا النظام يجب أن يسقط وينهار، مضيفةً: يستخدمون التعذيب والخطف والآليات الأخرى كاستراتيجية وجود وبقاء وسيطرة على المجتمع منذ 40 عاماً، في إشارة إلى النظام الحالي.

وتابعت سيبراد بأن نظام الملالي لأربعة عقود لم يتوقف عن استخدام أي من التكتيكات لتحطيم منظمات المقاومة الإيرانية، معتبرةً في الوقت ذاته أن انتفاضة نوفمبر تخطت حاجز الخوف، وكانت أكبر دلالة على أن الملالي على حافة الانهيار.

جانب من وقائع المؤتمر- لقطة شاشة

من جانبها، تطرقت رئيسة البيت الأبيض المسؤولة الإعلامية للرئيس السابق جورج بوش؛ تيريزا ياتون، إلى اعتماد النظام الإيراني على الفضاء السيبراني لتنفيذ هجماته وملاحقة المعارضة وتشويهها، قائلةً: “هذا النظام يقوم بتوجيه والتحكم في شعبه عبر الفضاء الرقمي”.

وأضافت ياتون أن النظام الإيراني عمل على التأثير على الكثير من الصفحات على الإنترنت، واشترك في خلق حسابات مزورة على “فيسبوك”؛ لتضليل الناس وتجييشهم ضد المعارضة، مشيرةً في الوقت ذاته إلى تحقيق لقناة “سي إن إن” كشف عن أن النظام اخترق عديداً من الأنظمة؛ لجمع معلومات عن المعارضة وتهديد معارضين وصحفيين.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة