الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

في الهند.. محاولات لنفي المسلمين من المجتمع

حسب صحيفة "إنديان إكسبريس" فقد تم اعتماد تعديل لقانون الجنسية الصادر في عام 1955 يوم الأربعاء الموافق 11 ديسمبر.. يعزز من تفوق الهندوس في المجتمع ويظهر "بفظاظة" المسلمين على أنهم مواطنون درجة ثانية

كيوبوست 

يبدو أن وزير الداخلية الهندي أميت شاه، قد نجح في ما سعى له، وهو الذي كان يكرر بصراحة رغبته في استهداف المهاجرين غير الشرعيين من المسلمين، ونُقل عنه في كثير من الأحيان أنه سيطرد “النمل الأبيض”، في إشارة إلى اللاجئين المسلمين، ويرحلهم؛ الأمر الذي لا يدع مجالًا للشك في أنه أبرز الدافعين لتعديل قانون الجنسية الذي أقره البرلمان الهندي.

قوات الأمن الهندية عززت من وجودها في ولايات شمال شرقي البلاد؛ استعدادًا للدعوة إلى تظاهرات وإضراب عام؛ احتجاجًا على هذا القانون المثير للجدل، والذي يهدف إلى منح الجنسية الهندية إلى غير المسلمين ممن دخلوا البلاد عبر باكستان وبنغلاديش وأفغانستان، حتى 31 ديسمبر 2014.

وكان وزير الداخلية أميت شاه، قد قدَّم مشروع تعديل قانون المواطنة أمام مجلس النواب الهندي، وسط جدل صاخب، ورفض أحزاب المعارضة للقانون الذي يمهد الطريق لـ”منح الجنسية الهندية على أساس الدين”، حسب المعارضة.

وزير الداخلية أميت شاه مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي- “أ ف ب”

 اقرأ أيضًا: التطرف الهندوسي: هل يقود إلغاءُ الاستقلال الذاتي لكشمير إلى عدمِ الاستقرار؟

طرد “النمل الأبيض”

راهول غاندي نائب حزب المؤتمر، الخصم الرئيسي لرئيس الوزراء ناريندرا مودي، وكوماري ماياواتي رئيس حزب بهوجان ساماج، الذي يدافع عن حقوق المنبوذين، أبرزا معارضة شديدة لهذا القانون، لافتَين إلى أن هؤلاء المسؤولين لا يتمتعون بالحق في تحديد مَن يصبح هنديًّا؛ معظم “النمل الأبيض” الذي يحتقره وزير الداخلية، “هم فقراء للغاية، ولا يملكون وثائق تثبت أنهم هنود”، وسيكونون الآن تحت رحمة ممثلي السلطات المحلية الذين في كثير من الأحيان سيقومون باستخدام هذا القانون كوسيلة جديدة وقاسية للابتزاز.

يقول تالفين سينغ، وهو كاتب هندي معروف ينتمي إلى الطائفة السيخية: “هذا القانون لا علاقة له بالتقسيم (بعد ولادة الهند وباكستان في عام 1947)، كوني فردًا من عائلة لاجئة جاءت من باكستان، يمكنني أن أخبركم أننا حاولنا منذ زمن بعيد تخفيف تداعيات هذا القانون؛ لكن التعديل الجديد ليس أكثر من طريقة بشعة لإشعار المسلمين الهنود أنهم في (الهند الجديدة)، وأنهم مواطنون أقل أهمية من الهندوس والسيخ، ومن البوذيين واليانيين والمسيحيين”.

لا يزال رئيس الوزراء الهندي صامتًا بشأن هذا الموضوع؛ لكن أقرب صديق له، وزير الداخلية، لا يدخر جهدًا لتذكير الرأي العام يوميًّا تقريبًا بأن الجنسية الهندية لم تعد حقًّا طبيعيًا لأحد، وفي المستقبل القريب سيتم التعامل معها على أنها امتياز؛ خصوصًا للمسلمين، فإذا لم يتمكنوا من إثبات أنهم هنود حقيقيون سيتم ترحيلهم في النهاية أو حبسهم في معسكرات الاعتقال.

متظاهرون ضد تعديل القانون أمام البرلمان الهندي- “رويترز”

شاهد: فيديوغراف.. مخاوف الهند من ارتفاع وتيرة الإرهاب في كشمير

مخاوف من التطرف

ويضيف سينغ في مقاله: “مع ذلك، لا يمكننا أن نقول إن الملايين من (النمل الأبيض)، كما يصفهم وزير الداخلية، يسعون للتسلل عبر الحدود؛ الأمر الذي يجعل من سَن هذا القانون أمرًا مبالغًا فيه، فنحن لسنا في موقف مشابه لما يحدث في جنوب الولايات المتحدة مع المكسيك، أو ما حدث في أوروبا عندما تسببت الحرب السورية في نزوح جماعي، فقد يكون لهذا التعديل معنى غامض حتى في شكله الحالي التمييزي”.

في التاريخ الحديث كان هناك وقت اجتاح فيه العشرات من البنغلاديشيين حدود الهند الشرقية بحثًا عن العمل وحياة أفضل؛ لكنه لم يصل إلى مرحلة الظاهرة، فعديد من المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية تُظهر الآن أن بنغلاديش أصبحت متقدمة حتى على الهند في بعض القطاعات.

يعتقد بعض المراقبين أن التعديل الجديد يستهدف أيضًا الأفغان القادمين عبر الحدود هربًا من العنف في بلادهم، ويستغربون عدم الترحيب بهم في الوقت الذي رحبت فيه البلاد بالهندوس والسيخ الذين لجؤوا إلى هنا هربًا من الاضطهاد في باكستان.

لم يظهر أي تعليق رسمي، حتى الساعة، لشرح الفائدة من هذا التعديل؛ خصوصًا أن الهند لا تبدو مهددة من المسلمين في الوقت الراهن، بينما تتخوف أوساط هندية من أن يُسَمِّم هذا التعديل الجديد صورة الديمقراطية الليبرالية والعلمانية في الهند، ويعرقل مسيرة التنمية التي تعتبر الهنود المسلمين جزءًا منها.

وتابع الكاتب الهندي المنتمي إلى الطائفة السيخية: “ما يقلقني أكثر حول هذا القانون هو أنه يمكن أن يكون نذيرًا للحظات مظلمة حقًّا، فعلى الرغم من أن لدينا ثاني أكبر عدد من السكان المسلمين في العالم (حسب الأرقام ثالث أكبر عدد بعد إندونيسيا وباكستان)؛ فإن عدد المتطرفين الجهاديين الذين خرجوا من صفوفهم لا يُذكر. أخشى اليوم أن تنقلب الأمور، بسبب هذا القانون”.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات