شؤون عربيةفلسطينيات

فيلم “عشر سنين” يعيد الحياة لسينما غزة بعد 30 عاما من الغياب

كيو بوستس: سامح محمد-

من بين الركام، الحصار، الفقر والبطالة، والأزمات المتعاقبة، أعاد فيلم درامي عجلة تاريخ السينما في غزة الى الدوران مجددا بعد انقطاع وإغلاق منذ عام 1969.

19 شخصا هو طاقم الفيلم الذي اخرجه المخرج الشاب

علاء العالول، تطوعوا جميعا لخوض تجربة انتاج الفيلم دون الاهتمام بما سيعطيهم الفيلم من أجر، وعلى مدار 10 أشهر انهمك هؤلاء الممثلين والفنيين في عمل يومي، بينما لم يتلق أحد منهم أي مقابل حتى الآن.

لم يطل انتظار طاقم العمل، فعلى أرض سينما السامر “أقدم دور العرض في قطاع غزة” والذي افتتح عام 1944، شاهد المخرج العالول وطاقمه افتتاح أول عرض سينمائي لفيلم “عشر سنين”، ليتكلل عملهم المرهق والمكلف بالنجاح اللافت.

“عشر سنين” فيلم تناول قضية سياسية مازالت مستمرة منذ احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية الى يومنا الحاضر وهي قضية الأسرى، فهو يتناول جرائم الاحتلال الاسرائيلي، بينما تسوق اسرائيل لنفسها على أنها دولة قانون.

على مدار 100 دقيقة درامية هي مدة الفيلم، تم عرض الفيلم في إطار عرض قصصي مليء بـمشاهد “الأكشن” والاثارة والتشويق، يبحثون به عن الحق وبراءة الفلسطينيين، مصطدمة بممارسات الاحتلال ضدهم من تعذيب وتحقيق داخل الزنازين، وعمليات التصفية والاعدام خارجها.

فريق الانتاج كان له ما أراد ودأب على انجاز عمله بأقل الامكانيات المتاحة في ظل الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة وعدم وجود مدينة انتاج مخصصة، اضافة لعدم توفر أرضيات خصبة والأمور المرتبطة بدقة وجودة الصوت في أكبر منطقة من حيث الكثافة السكانية بالعالم، فضلا عن انقطاع الكهرباء وما يتبعها من تكلفة توفير طاقة بديلة، حسب مدير الانتاج خضر ابو دية.

على مدار 4 أيام خلال عيد الأضحى المبارك، عُرض الفيلم في دور عرض ليست مخصصة الا أن التطور التكنولوجي سهل مهمة العرض، فبيعت التذاكر بأسعار تكاد تكون رمزية (3 – 5 دولارات للتذكرة)، ليحقق الفيلم أول وأسمى الأهداف ألا وهي “صناعة السينما والدراما في غزة المحاصرة”.

وقال المخرج العالول ان وجود انتاج سينمائي داخلي ضروري في غزة؛ لتحريك رؤوس الأموال؛ من أجل دفعهم للاستثمار في صناعة الأفلام في قطاع غزة.

ولم يكن طريق إنتاج الفيلم سهلاً بالمطلق، حيث واجه فريق الانتاج العديد من المعيقات من كل الاتجاهات، فبعيدًا عن كون صناعته مكلفة بلغت قرابة 100 ألف دولار، فإن الحصار الإسرائيلي وتبعاته من انقطاع مستمر للكهرباء ونقص بالمعدات وإغلاق معبر رفح كانت أكبر العوائق.

بطلة الفيلم الفنانة آية أبو سلطان بدور “حياة”، كانت تلك التجربة الأولى في عالم السينما، حيث تقمصت دور المحامية التي تقاوم بكل الطرق من أجل كشف الحقيقة وانتزاع براءة شقيقها من أنياب الاحتلال، وتمر رحلتها الشاقة بأمور صعبة، تقودها لاتخاذ قرارات مفصلية في حياتها وتقوم بتنفيذ عملية “فدائية” لإنهاء حياة ضابط اسرائيلي ظالم.

أبو سلطان، وافقت على خوض التجربة الدرامية، بعدما اقتنعت بأنها فرصة عمل جديدة، يمكن أن تتحدى عبرها نظرة الشارع الغزي للإناث العاملات في مجال الفن، وتعمل على تغيير نظرة العالم لقطاع غزة، وعكس صورة إيجابية عن فلسطين، مشددة على أهمية مشاركة الإناث في هكذا أعمال.

لم تكن مدة المئة دقيقة التي جسد بها المخرج العالول وفريقه هي النهاية، فالعمل ما زال جاريا لإتمام الجزء الثاني من فيلم “عشر سنين”، والذي تم تصوير جزء كبير منه، وسيعود فريق الانتاج للعمل مجددا بعد توقفه بسبب ضعف الانتاج، وفي عيونهم الاصرار على تحدي الواقع والظروف لتحقيق الهدف والنهوض بالثقافة الفلسطينية بغزة.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة