الواجهة الرئيسيةترجمات

فيروس كورونا يفرض تحديًا جديدًا أمام العلاقات الصينية- الأمريكية

كيوبوست- ترجمات

لم يدُم الاتفاق الجيد بين الولايات المتحدة والصين الذي تم عرضه في أثناء توقيع اتفاقية “المرحلة الأولى” بين البلدَين في 15 يناير الماضي، لفترة طويلة؛ فمنذ الكشف عن مدى انتشار فيروس كورونا حول العالم، ارتفعت نبرة التوتر بين الخصمَين التاريخيَّين؛ حيث اتهمت واشنطن بكين بعدم الشفافية ومنع وصول المساعدات الأمريكية، بينما كانت الولايات المتحدة إحدى أولى الدول التي أغلقت حدودها أمام أي شخص يمر عبر الصين، عدا المواطنين الأمريكيين.

شاهد: فيديوغراف.. أمريكي وياباني آخر ضحايا “كورونا”

قرارًا اتخذته بكين بشكل سيئ وهي التي كانت ترغب في أن تُظهر للعالم وجهًا مشرقًا لدولة شفافة وفعالة وتسيطر على الموقف بشكل جيد، فانبرى المتحدث باسم وزارة خارجيتها ليتهم واشنطن بـ”نشر الخوف”، بينما وجه كلٌّ من وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس، ووزير الخارجية مايك بومبيو، أصابع الاتهام إلى بكين ووصفاها بـ”الأنانية وغير المسؤولة” على حد سواء؛ الأول ذهب إلى القول إن الوباء سيعود بشكل إيجابي على الوظائف الأمريكية، بينما قال الآخر إن الحزب الشيوعي يمثِّل تهديدًا على العالم.

ولكن بسرعة، امتدت عواقب الوباء إلى ما وراء الحدود الصينية وأصابت التكلفة الباهظة للفيروس قلب الاقتصاد العالمي؛ حيث تتعثر الأسواق اليوم في جميع أنحاء العالم، واعترف عديد من الشركات الأمريكية علنًا ​​بالخسائر المالية التي ستتكبدها في الأشهر المقبلة، وعلى المدى القصير سيظهر جليًّا أن اقتصادات كل من البلدَين مرتبطة بالتأثيرات السلبية لهذا الفيروس.

جدل حول اتفاقيات التبادل التجاري بين البلدَين- “أ ف ب”

تخفيف التوتر

في لحظة ما أدركت الولايات المتحدة أن من مصلحتها تخفيف التوتر مع الصين؛ فقام دونالد ترامب بتهدئة اللعبة، من خلال خطاب حال الاتحاد الذي أكد من خلاله أن الولايات المتحدة لديها “أفضل علاقة كانت على الإطلاق مع الصين ورئيسها”، وأكد ذلك مجددًا في تغريدة يوم الجمعة الماضي، بعد محادثة هاتفية مع الرئيس الصيني، واصفًا إياه بأنه “قوي وفعال”؛ فترامب لا يحتاج إلى سوق أسهم متعثرة في السنة التي قد يُعاد فيها انتخابه.

اقرأ أيضًا: تراشق دبلوماسي بين الصين وأمريكا وحامية الجيش الصيني في هونج كونج تلوِّح بالتحرك

ووسط شائعات بأنها لا تستطيع الوفاء بحصتها في الاتفاقية التجارية التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في 14 فبراير، تتخذ الصين أيضًا خطوة نحو التهدئة، وتعلن أنها ستخفض إلى النصف ضرائبها على أكثر من 1700 من المنتجات الأمريكية المستوردة، وهو الجزء الأسهل تحقيقه في هذه الاتفاقية، بينما لا يزال عليها شراء ما قيمته 200 مليار دولار من السلع والخدمات؛ وهو هدف قد لا تتمكن من تحقيقه.

بإظهار حسن نيتها، تأمل الصين في مسابقة الزمن وإثبات أنه رغم الأزمة التي تمر بها؛ فإنها تظل مصممة على المضي قدمًا نحو اتفاق شامل من شأنه أن يحقق الإلغاء الكامل والدائم للضرائب على صادراتها إلى الولايات المتحدة.

بكين وواشنطن الخصمان الاقتصاديان الأكبر حول العالم

انهيار الاتفاق

حاليًّا يعمل محررو الصحف الصينيون بالفعل على شرح أن وباء كورونا يبرر مزيدًا من التروي؛ لكن قبل كل شيء تأمل بكين في أن لا يؤثر تخفيض قيمة عملتها في الأشهر المقبلة على دعم صادراتها؛ فقد انخفض اليوان الصيني بالفعل بنسبة 2٪ منذ أوائل فبراير الحالي، في حين أن الاتفاقية التجارية تنص صراحةً على عدم تخفيض قيمة العملة الصينية بشكل تنافسي.

في مقال افتتاحي هذا الأسبوع، تأخذ دورية “جلوبال تايمز” زمام المبادرة بشأن المخاوف حول توجيه جديد -يستهدف الصين صراحةً- من قِبَل وزارة التجارة الأمريكية التي تعمل على تطبيق الضرائب الجمركية لأية دولة تخفض قيمة عملتها، مشيرةً في هذا المقال إلى أن “أي ضرائب جديدة قد تنشأ من هذا المنطلق ستثير ردًّا قاسيًا لانتهاكها اتفاقية المرحلة الأولى”.

اقرأ أيضًا: الولايات المتحدة الأمريكية.. دروس أمس من الحرب الباردة مع روسيا ذخيرة لمعركة اليوم مع الصين

على الجانب الأمريكي، لا يبدو الصقور الذين يدورون حول دونالد ترامب مستعدين لإظهار أي تساهل؛ فبالنسبة إليهم فإن الفيروس كان معروفًا للسلطات الصينية منذ أوائل يناير، وهي حجة قوية لمواصلة الضغط على الصين المنافس الأول للولايات المتحدة في العقود القادمة؛ وهو ما برز بوضوح يوم الخميس الماضي عندما شكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية كل مَن ساعد الصين في معركتها ضد الوباء، لكنها تجنبت بعناية الإشارة إلى الحكومة الأمريكية.

المصدر: لوفيجارو

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة