الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

فوز بايدن وشكل السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط!

في حال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات المقبلة المقررة في الثالث من نوفمبر.. فهناك العديد من النقاط التي ستتغير على صعيد السياسة الخارجية الأمريكية لا سيما في الشرق الأوسط

كيوبوست

على مدى السنوات الأربع الماضية، حاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رسم سياسة جديدة في الشرق الأوسط، معاكسة تماماً لتلك التي انتهجها سلفه باراك أوباما. وعلى الرغم من كل قيود الدولة الأمريكية العميقة، تحدى ترامب كل تلك العقبات واختار الدفاع عن مصالح الأمريكيين؛ لا سيما في مناطق الصراع الأبرز، سوريا والعراق.

في الشرق الأوسط، وكجزءٍ من سياسته المتمثلة في الانفصال عن الإدارات الأمريكية السابقة أولاً وعدم التدخل في مناطق النزاع الساخن منذ عدة سنوات ثانياً، اتخذ ترامب قراراً جريئاً يتعلق بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا والعراق وأفغانستان.

اقرأ أيضاً: لماذا يجب انتخاب دونالد ترامب وليس جو بايدن؟

كان ذلك واضحاً في خطابه الذي ألقاه في 21 مايو 2017، وهو خطاب اعتبره مراقبون أكثر أهمية وذا مغزى أبعد من الخطاب الذي ألقاه باراك أوباما في القاهرة عام 2009؛ حيث دعا حينها ترامب أمام ممثلي نحو خمسين دولة إسلامية، إلى محاربة التطرف والإرهاب، ومنذ ذلك التاريخ برز لترامب حلفاء جدد في هذا المسعى؛ كان أبرزهم ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي؛ حيث أظهروا تصميماً غير مسبوق في تاريخ المنطقة على تنظيفها من مخلفات الإسلام السياسي، والهدف كان واضحاً للعيان “جماعة الإخوان المسلمين والدوائر السلفية الأكثر تطرفاً”.

لهذا يمكن فهم توجهات القادة في إيران، وحركة حماس، وبعض المسؤولين في السلطة الفلسطينية، فضلاً عن تركيا وقطر؛ فالدولتان الأخيرتان تحديداً تدعمان الإخوان المسلمين بشكلٍ علني، وتأملان بشدة في هزيمة ترامب الذي إن نجح في العودة إلى البيت الأبيض في الثالث من نوفمبر المقبل، فلن يتأخر -كما وعد- في ضم جماعة الإخوان المسلمين إلى قائمة المنظمات الإرهابية، كما أن التوقعات تشير إلى أنه قد يفرض عقوبات شديدة على أردوغان.

سوزان رايس- وكالات

لكن ماذا لو نجح الديمقراطي جو بايدن في الفوز بهذا الاستحقاق؟

يتمتع جو بايدن قبل كل شيء بمؤيدين أقوياء ومؤثرين من الدولة العميقة في الولايات المتحدة، إلى جانب الديمقراطيين، والتقدميين، واليسار الأمريكي، واليسار المتطرف، والغالبية العظمى من وسائل الإعلام الرئيسية، وانتخابه رئيساً سيحمل الكثير من التغييرات في ملامح السياسة الخارجية الأمريكية؛ لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، لكنها لن تحمل صيغة إيجابية لهذه المنطقة التي بدأت تخطو مع ترامب أولى خطواتها على درب السلام.

في الآونة الأخيرة، أشار جو بايدن إلى أنه إذا تم انتخابه فستكون هناك “عودة إلى الوضع الطبيعي” من الناحية الجيوسياسية. ماذا يعني ذلك؟ وما الذي تحمله هذه الصيغة بالنسبة إلى سياسة الرئيس الأمريكي السادس والأربعين المحتمل والذي كان متحمساً يوماً ما للربيع العربي؟

شاهد: فيديوغراف.. كيف يهدد الإخوان المسلمون وصول بايدن إلى البيت الأبيض؟

إن التأثير الكبير الذي لعبته جماعة الإخوان المسلمين في الحملة الديمقراطية الأمريكية، يدفع للحذر مما تخبئه الأيام المقبلة إذا نجح بايدن بفريق مساعديه في الوصول إلى البيت الأبيض؛ ولعل أبرزهم سوزان رايس مستشارة أوباما السابقة للأمن القومي، وإحدى “عرّابات” الربيع العربي الذي عصف بالمنطقة برعاية إخوانية. سيكون من السذاجة، حسب المراقبين، الاستهانة بقدرات ومواهب بعض جماعات الضغط؛ لا سيما الإخوانية منها، والتي تجهز نفسها منذ فترة لـ”إعادة تعبئة” الحشود من أجل حرب إنسانية محتملة وجديدة باسم حقوق الإنسان.

مخاوف من عودة التنظيمات المتطرفة- وكالات

لا أحد يستبعد أن تقف دول كقطر وتركيا خلف هذا الحشد الديمقراطي؛ خصوصاً أن الطرفَين متفقان على أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستزيد من الضغوط عليهما، لا سيما في ما يتعلق بدعم الإرهاب والجماعات المتطرفة؛ وهي الصيغة التي استمر نهجها في الشرق الأوسط طيلة فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما، شبح عودة تلك التنظيمات وتهديدها لأمن المنطقة يلوح في الأفق إذا عاد إرث أوباما إلى السياسة الخارجية الأمريكية عبر جو بايدن.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة