الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفة
فهد الأسطا لـ”كيوبوست”: المجتمع السعودي يعيش مرحلة تغيُّر جذري.. والانفتاح لصالح صناعة السينما
تحدث عن تجربته في كتابة "آخر زيارة" وجائزة لجنة التحكيم التي حصدها الفيلم.. بالإضافة إلى كواليس التحضير

كيوبوست
في تجربته السينمائية الجديدة التي شارك في كتابتها، حصد فيلم “آخر زيارة” للكاتب والناقد السعودي فهد الأسطا، جائزة لجنة التحكيم في النسخة الأخيرة من مهرجان مراكش، بعد مشاركة الفيلم في المسابقة الرسمية للمهرجان.
في مقابلة مع “كيوبوست” يتحدث فهد عن الفيلم وكواليس تحضيره، بالإضافة إلى السينما السعودية، وغيرها من التفاصيل، وإلى نص الحوار..
* هل كنت تتوقع جائزة لجنة التحكيم بمهرجان مراكش؟
– الأفلام الرسمية المختارة كانت 14 فيلمًا، وكان منها فيلمنا؛ ومن ثَمَّ فكل فيلم له نسبة من التوقع، لكن شخصيًّا لم أكن أتوقع مطلقًا جائزة لنا، فلدينا شرف المشاركة داخل مهرجان عريق مثل مهرجان مراكش وفي المسابقة الرسمية، والفيلم لكي يصل إلى هذه المرحلة عُرض على لجنة التحكيم الأولية المكونة من أساتذة وعمالقة في السينما، والمشاركة بالنسبة إلينا في المسابقة كانت أمرًا مبهجًا لم نكن نتوقعه، وعندما حصلنا على الجائزة كانت مفاجأة أكثر من رائعة.

* كيف تم اختيار الأبطال؟
– في اختيار الأبطال قررنا أن نأخذ الجانب الآمن، واتجهنا إلى الممثلين الذين نعرفهم ونعرف قدرتهم، وأغلبهم من خلفيات مسرحية؛ فكل الممثلين كنا نعرفهم مسبقًا، كما أن النجوم أبطال الفيلم لعبوا دور الأب والابن في مسلسل سابق، ومن ثَمَّ كان هناك توافق بينهم.
اقرأ أيضًا: في “Angel Has Fallen” روسيا بريئة من محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي
* الفيلم هو الأول في مسيرة مخرجه عبد المحسن الضبعان، كيف تُقَيِّم التجربة؟
– هو التجربة الأولى بالفعل بعد عدة تجارب في الأفلام القصيرة والمسلسلات؛ ولذلك أرى أن شهادتي مجروحة، لكن أراه من وجهة نظر نقدية كناقد سينمائي تجربة رائعة، فمجرد المشاركة في المهرجانات والحصول على جوائز وإشادات من صناع سينما عالميين، فهذا يعني بلا ما يدع مجالًا للشك أن العمل تجربة ناجحة ورائعة.
* حدثنا عن كواليس كتابة الفيلم والصراع بين الأجيال؟
– قصة الفيلم بها نوع من الواقع والمعايشة والتجربة ليس من الكتاب فقط؛ ولكن ومن المجتمع المحيط بنا، فأنا أب وبالتالي قد أكون على دراية بعلاقة الأب بابنه والاختلاف أو الفجوات بين الأجيال والمجتمع؛ لهذا حاولنا أن نكون واقعيين بشكل كبير في رسم هذه العلاقة، سواء أكانت بين الأب وابنه أم بين العم وابنه أم حتى بين الأب وأبيه، وبالتأكيد هناك تجارب ذاتية تضمنها النص.

* ناقشت في الفيلم مسألة اختلاف التقاليد والتطلع إلى التحرر، هل ترى أن المجتمع السعودي يعيش هذه المرحلة الآن؟
– نعم، المجتمع السعودي الآن يعيش مرحلة تغيُّر وتحوُّل جذري بشكل مبشِّر ومطمئن ومتزامن مع المتغيرات التي تحيط بِنَا في العالم، وهذا التطور يستقي مجموعة من القيم الإنسانية التي تتجاوز العادات والتقاليد التي نشأنا عليها، ولهذا أتوقع أن يصل إلى مرحلة رائعة قريبًا؛ خصوصًا أنه تغيير متزامن مع رؤية واضحة على جميع الأصعدة والمستويات الأخرى، وأيضًا هناك عديد من النجاحات والإنجازات التي يحققها المجتمع وتحققها السعودية؛ مما يجعل الانفتاح هو الوعاء المناسب لكل هذه النجاحات في هذا المجتمع.
* البعض لام على تهميش الجانب النسائي في الفيلم، كيف ترى هذا الأمر؟
– أعتقد أن كثيرًا لاحظوا غياب العنصر النسائي، وإذا أردت أن تكون واقعيًّا لدرجة معينة؛ فالعنصر النسائي في موضوع القصة ومكانها هو واقعي إلى حد كبير، ونحن نتحدث عن بلدة صغيرة خارج النطاق العمراني في الرياض، وبالتالي متمسكة بالعادات والتقاليد؛ حيث إن غياب العنصر النسائي ليس شيئًا مفاجئًا، وللأمانة فإنه كان هناك بعض المشاهد لوجود العنصر النسائي؛ لكنها لا تضيف أي شيء إلى القصة، فالقصة تدور حول الرجال.

يواصل: هناك نوع من النظرة السوداوية لغياب العنصر النسائي الاضطراري، طبعًا العنصر النسائي مهم في المساهمة والرعاية والتوجيه لحياة الرجل، وفي مشروعي القادم سيكون هناك دور واضح للعنصر النسائي في الأحداث؛ لأن القصة تدور داخل المدينة، والواقع في المدينة مختلف بشكل كامل؛ لكن في “آخر زيارة” لم يكن هناك دور أكثر مما قُدِّم.
* هل يمكن أن تقوم بكتابة عمل مستوحى من رواية؟
– نعم المجال مفتوح، عندما أجد رواية جيدة مثيرة يمكن أن تقدّم بشكل فني فهذا يمثل إغراء لأي كاتب، وبالتالي الأمر يتوقف علي نوعية الرواية نفسها، وأيضًا إمكانية تحويلها إلى فيلم سينمائي.
اقرأ أيضًا: البؤساء.. الدرون توثِّق عنف الشرطة الفرنسية
* هل أصبحت السينما السعودية أكثر انفتاحًا؟
– من الصعب الحكم حاليًا؛ لأنه ليس لدينا القدر الكافي من صناعة الأفلام التي يمكن أن تقول إنها ترسخ لوجود سينما سعودية.. نعم لدينا مجموعة كبيرة من الأفلام القصيرة ومجموعة قليلة جدًّا من الأفلام الطويلة؛ لكن لا يمكن أن نصفها بأنها منفتحة أو غير منفتحة، ولكن أعتقد أنها بداية مقبولة إلى حد كبير، وتبشر بنوع من الانفتاح والجرأة، وهذا الأمر في صالح السينما السعودية.

* هل ترى أن المهرجانات السينمائية أصبحت أكثر تقبلًا للسينما السعودية؟
– السينما السعودية أثبتت وجودها بالفعل خلال الفترة الأخيرة، فهناك أكثر من عمل شارك في المهرجانات لمخرجين سعوديين؛ منهم هيفاء المنصور وشهد أمين ومحمود الصباغ، والشيء الجيد في الأمر هو أن المهرجانات تقبل الأفلام لجودتها وليس لأنها سعودية وصناعة السينما فيها بدأت متأخرة.

* كيف ترى التجارب السينمائية المختلفة من داخل المجتمع السعودي؟
– السعودية مليئة بالأفكار التي يمكن تقديمها، سواء الأفكار الخيالية أو من واقع التجارب على مستوى المجتمع واختلاف التقاليد والطبيعة والناس، ولدينا أفكار تاريخية عديدة؛ سواء من التاريخ القريب أو البعيد، ولدينا تحولات وتغيرات اجتماعية تعتبر مادة خصبة للأفكار السينمائية، وأعتقد أنه حان الوقت لاستغلالها.
* كثيرون يتحدثون عن أن السعودية بها أرض خصبة للأفكار السينمائية؛ لكن هل الوقت أصبح مناسبًا للبدء في تنفيذ هذه الأفكار؟
– الحقيقة أنه لا يوجد عدد كافٍ من الكتاب السعوديين بشكل عام؛ ولكن هناك بوادر قادمة، فهناك شباب قادمون بأعمال جيدة، ونحن ما زلنا في البداية ونتلمس الطريق الصحيح، وبالتالي الذي ينقص الكتّاب السعوديين في الوقت الحالي هو التطور بشكل أكبر والقراءة والاطلاع ومشاهدة الأفلام بشكل يصقل موهبتهم أكثر.
اقرأ أيضًا: “سنونوات كابول”.. من صفحات الكتب إلى شاشات السينما
* بالنسبة إلى الكوميديا، هل ترى أن السينما السعودية قادرة على تقديم عمل كوميدي؟
– أعتقد إذا كانت السعودية أو الإنتاج السعودي نجح دراميًّا في إنتاج الكوميديا، فيمكن أن ينجح في إنتاج السينما، ومن منطلق الحكم على الدراما الكوميدية السعودية نستطيع أن نقول نعم بإمكاننا تقديم أفلام سينمائية كوميدية ذات عامل جذب جماهيري شعبي؛ لكن في الأساس لدينا مشكلة في الكوميديا السعودية، نحن لدينا أسماء كوميدية جيدة؛ لكن على مستوى الكتابة وعلى مستوى المشاهد والقصص الدرامية أعتقد أن لدينا مشكلة.