ترجماتشؤون خليجية

فظائع تجنيد الأطفال اليمنيين للقتال في صفوف الحوثيين على لسان أسوشييتد بريس

تحقيق خطير تنشره الوكالة الأمريكية تكشف فيه عن فظائع بحق الأطفال

كيو بوست –

نشرت وكالة أسوشييتد بريس للأنباء تحقيقًا خاصًا، ذكرت فيه معلومات صادمة حول واقع تجنيد الأطفال في اليمن، الأمر الذي كانت تهدف من خلاله جماعة الحوثي إلى رفد صفوفها بمقاتلين جدد، من ذوي الولاء، بعد أن تسببت الخسائر الميدانية للجماعة بتقلص كبير في أعداد المقاتلين.

وذكر التحقيق أن جماعة الحوثي جندت قرابة 18 ألف طفل في صفوفها، وقدمت لهم التدريبات العسكرية، منذ عام 2014، أي العام الذي بدأ فيه التحالف العربي لدعم الشرعية بتوجيه الضربات العسكرية ضد الجماعة الانقلابية.

اقرأ أيضًا: مسؤول يمني: 15 ألف طفل جنَدهم الحوثي خلال 3 سنوات

ويعد هذا الرقم من أعلى الأرقام التي أوردتها تقارير مختلفة؛ فعلى سبيل المثال، كانت الأمم المتحدة قد أعلنت أنها تأكدت من تجنيد 2721 طفلًا فقط، لكن هذا الرقم لا يشمل حالات كثيرة لم تتأكد فيها المنظمة الأممية من عمليات التجنيد، خصوصًا أن كثيرًا من العائلات تخشى على مصير أبنائها إذا ما قالوا إنهم يقاتلون إلى جانب الحوثيين.

ولمدة سنتين، كان الطفل محمد (13 سنة) محاربًا في الصفوف الأمامية للمواجهات العسكرية، كما ساهم في عمليات تعذيب وقتل أشخاص آخرين، رغبة منه في الوصول إلى “الشهادة”، كما أخبره الحوثيون. وتنقل الوكالة شهادة أحد الأطفال الذي قال إن الحوثيين طلبوا منه تعذيب معتقل بعد أن أسروه من قوات الحكومة الشرعية، فقام بتسخين قضيب حديدي ووضعه على رأس الأسير، فما كان من الأخير إلا أن توفي نتيجة الألم الهائل الذي تعرض له على يد هذا الطفل.

ومحمد ليس إلا واحدًا من 18 ألف طفل مقاتل جندهم الحوثيون، بحسب اعتراف خطير لقيادي حوثي لوكالة أسوشييتد بريس، اشترط عدم إظهار اسمه نظرًا لخطورة الأمر.

وتشير الوكالة إلى أن بعض الأطفال يتوجهون إلى القتال بشكل طوعي بدافع الرغبة في الحصول على المال، أو الوصول إلى “الشهادة” بعد أن غسل الحوثيون أدمغتهم، رغم أن كثيرًا من التقارير الإعلامية تورد أن تجنيد الأطفال هو سياسة ثابتة المعالم، تعتمدها الجماعة بهدف كسب ولاءات الأطفال، خصوصًا أن صغار السن يسهل تجنيدهم بعد تقديم وعودات بسيطة لهم.

وتقدم الجماعة دروسًا “شرعية” للأطفال، على يد قيادات الجماعة، تحثهم فيها على القتال ضد أعداء إيران. ولهذا الغرض، أقام الحوثيون مدارس خاصة بهدف غسل دماغ الأطفال، تمهيدًا لنقلهم إلى المعارك.

اقرأ أيضًا: الأطفال الجنود: هل هم محاربون خطرون؟ أم ضحايا ينبغي احتضانهم؟

كما تذكر تقارير أخرى أن التحالف العربي لدعم الشرعية أعاد مجموعة كبيرة من الأطفال إلى ذويهم في المناطق المحررة، بعد أن اعتقل هؤلاء من جبهات القتال، الأمر الذي يكشف زيف ادعاءات الحوثيين. والتقت وكالة أسوشييتد بريس بـ18 طفلًا في مخيمات النازحين ومراكز تابعة للتحالف في مدينة مأرب المحررة، ذكروا لها أعمالًا وحشية تعرضوا لها على يد الانقلابيين، بما فيها تهديدهم باستهداف عائلاتهم بالقتل، وإرغامهم على القتال لصالحهم بشكل قسري.

ووجهت الجماعة الأطفال إلى نقاط التفتيش التابعة للجماعة شمالي وغربي اليمن، فيما أرسل آخرون إلى الخطوط الأمامية كجنود مشاة.

أحد هؤلاء يدعى رياض (13 سنة)، قال للوكالة الأمريكية إن نصف المقاتلين الذين خدم معهم في الخطوط الأمامية في جبال صرواح كانوا من الأطفال، وإن الحوثيين أمروهم بمواصلة القتال والتقدم، حتى أثناء ضربات التحالف المركزة التي استهدفت المسلحين الحوثيين.

لا يعرف العدد الدقيق للأطفال الذين توفوا في ساحات المعارك، لكن قرابة 6000 طفل قتلوا أو أصيبوا إصابات بالغة منذ بداية الحرب الحوثية، بحسب يونيسيف. لم تستطع المنظمة الأممية أن تحدد العدد الدقيق لهؤلاء، كما ترفض وزارة الحرب الحوثية أن تعلن أي معلومات حول خسائرها في المعارك.

كيو بوستس

أحد المعلمين الذين قابلتهم الوكالة قال إن 24 طفلًا من مدرسته ماتوا في المعارك؛ إذ وضع الحوثيون صورهم على مقاعد الصفوف المدرسية الخاصة بهم، ضمن ما يسميه هؤلاء “أسبوع الشهيد”، معظمهم من طلبة الصف الخامس والسادس.

وتكشف الوكالة أن الأطفال الفقراء هم الأكثر احتمالية للقبول بالتجنيد مقابل مبلغ زهيد، وتبحث الميليشيات عنهم بالاستفادة من سجلات السكان والسجل المدني، التي سيطرت عليها بعد أن انقلبت على الحكومة الشرعية.

وتنظم وزارة الدفاع الحوثية ما تسميه حملة “التطوع الوطنية للتجنيد” في المناطق الخاضعة لسيطرتها، الأمر الذي تهدف من خلاله إلى إشراك المزيد من المقاتلين في الصراع ضد الحكومة الشرعية وحلفائها من القوى الدولية، أي تلك الجهات التي تعتبرها إيران عدوة لها. وغالبًا ما تزعم الميليشيات الحوثية أن الصراع في اليمن هو حرب دينية مقدسة، وفق الأيديولوجيات التي تؤمن بها وتحركها، خصوصًا بسبب الدعم الإيراني لها.

حمل تطبيق كيو بوست على هاتفك الآن، من هنا

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة