شؤون خليجية
فشل صفقة إس-400 القطرية يكشف عن رفض روسيا الانحياز إلى الدوحة
فشل الجولات الأوروبية الأخيرة لتميم بن حمد

كيو بوست –
يبدو أن الصفقة القطرية الروسية حول صواريخ إس-400 المضادة للطائرات، لاقت فشلًا ذريعًا، الأمر الذي ظهر مع اعتراف أمير قطر تميم بن حمد بأنه لم يحصل على ضمانات من روسيا من أجل إتمام الصفقة.
ويشير ذلك إلى تفضيل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعلاقته مع السعودية والإمارات على حساب قطر، التي تحاول الخروج من الأزمة عبر التلويح باستخدام القوة العسكرية، وعبر شراء الأسلحة من القوى الدولية الفاعلة.
اقرأ أيضًا: 5 مليار دولار ستدفعها قطر لتوسعة قاعدة العديد الأمريكية
ومنذ فترة، تدور نقاشات كثيرة حول عقد محادثات جادة بين الروس والقطريين من أجل شراء منظومات دفاع جوي متطورة، لكن الاعتراف الأخير الذي أدلى به أمير قطر من باريس يوضح أن انهيار الصفقة يكاد يكون وشيكًا، بسبب رفض روسيا بيع منظومتها الدفاعية للقطريين، من أجل الحفاظ على علاقاتها مع السعودية والإمارات، على ما يبدو.
وكانت السعودية قد أرسلت تهديدًا غير مباشر، سابقًا، بأن شراء المنظومة من روسيا قد يؤدي إلى القيام بتحركات عسكرية ضد الدوحة، خصوصًا بعد أن ذكرت تقارير إعلامية أن المحادثات التي جرت في آذار/مارس الماضي، قد أفضت إلى نشوء شبه اتفاق على بنود الصفقة.
ونشرت صحيفة لوموند الفرنسية خبرًا في 1 يونيو/حزيران، قالت فيه إن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أبلغ الرئاسة الفرنسية أن المملكة مستعدة لتنفيذ عمل عسكري ضد قطر في حال نجاح الصفقة، وحصول الدوحة على النظام الروسي المضاد للطائرات.
جولات فاشلة
بعد أن أعلنت دول المقاطعة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر لدعمها للإرهاب، سعت الدوحة إلى مواجهة المقاطعة من خلال البحث عن سبل أخرى غير إيجاد حلول للأزمة. ومنذ ذلك الحين، حاولت الدوحة التواصل مع أطراف دولية وإقليمية من أجل عقد صفقات تسلح ضخمة.
ورغم موافقة دول معينة، أبرزها تركيا، على الدخول في حلف مع العائلة القطرية الحاكمة، إلا أن دولًا أخرى رفضت أن تقف إلى جانب الدوحة، وفضلت الوقوف إلى جانب المحور السعودي الإماراتي، أو على الحياد على الأقل، بما يكشف عن فشل مجموعة من الجولات التي قام بها أمير قطر إلى أوروبا بهدف استمالة بعض القوى الدولية.
اقرأ أيضًا: قطر تستنجد بالكتّاب الأمريكيين لكسب دعم واشنطن
وكان الأمير تميم قد وصل إلى باريس الجمعة الماضية، للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل أن يظهر الاثنان في مؤتمر صحفي أعلن فيه تميم عن عدم وجود أي ضمانات لشراء المنظومة الروسية.
وكان الملك السعودي قد طالب الرئيس الفرنسي بالتوسط للحفاظ على استقرار المنطقة، عبر منع الدوحة من شراء المنظومة الدفاعية، من أجل حماية السلام في المنطقة، الأمر الذي –على ما يبدو- أتى بثماره في الإعلان الأخير من أمير قطر، الذي تضمن معلومات عن فشل الصفقة بالكامل، من العاصمة الفرنسية باريس.