الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية
فشل الحل السلمي في الحديدة: تقدم جديد لصالح التحالف في “أم المعارك” اليمنية
توقعات بسقوط الحوثيين في الحديدة

كيو بوست –
تجددت المعارك في محافظة الحديدة اليمنية، بعد فشل الحلول السلمية التي عرضت على الحوثيين بالانسحاب من المحافظة. وتبدو المواجهة في مراحلها الأخيرة، بعدما سيطرت على الأرض قوات المقاومة اليمنية المشتركة، التي تحارب بدعم من القوات المسلحة الإماراتية.
وتفيد الأنباء الواردة بأن القوات المشتركة “تتقدم بثبات على جبهات المدينة”، وسط ما وُصفت بانهيارات في صفوف جماعة الحوثي، وبأن اشتباكات عنيفة تدور بالقرب من برج المطار، بعد أن اقتحمت المقاومة بعض مناطق المطار.
يأتي هذا في ظل تحرك عسكري مكثف لتحرير المدينة الإستراتيجية من الوجود الحوثي بشكل كامل، ضمن عملية عسكرية شاملة. وتسعى القوات المشاركة في الهجوم إلى تأمين المطار، قبل التوجه إلى ميناء الحديدة الإستراتيجي، الذي يستخدم كقاعدة لتهريب السلاح إلى البلاد.
وفجر السبت، شنت غارات التحالف العربي غارات مكثفة على المنطقة، تمهيدًا لدخول القوات على الأرض إلى داخل المطار. وبحسب آخر الإحصائيات فإن عدد القتلى الحوثيين، منذ انطلاق عملية تحرير الحديدة حتى الآن، بلغ 255 قتيلًا.
فشل الحلول السلمية
من الواضح أن المعركة الفاصلة ستكون في ميناء الحديدة، إذ شنت القوات اليمنية التي يقودها طارق صالح هجومًا على الميناء، وسط اشتداد المعارك في جبهات أخرى.
وبدأت قوات التحالف عملية قصف جوي على معاقل الحوثيين في الحديدة، في أعقاب تجاهل الجماعة الموعد النهائي الذي حدده التحالف لهم للانسحاب من الحديدة بحلول منتصف الليل (التاسعة بتوقيت غرينيتش من يوم الثلاثاء).
“صبر التحالف قد نفد، بعد استنفاد السبل الدبلوماسية، وانتهاء مهلة الـ48 ساعة التي منحها للحوثيين”، قال وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، لقناة بي بي سي.
وأضاف أن التحالف كان يريد وضع الميناء تحت إشراف الأمم المتحدة، لكنه في الوقت ذاته كان يستعد لشن عملية عسكرية حال رفض الحوثيون.
وقال المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، الأربعاء، إن الحوثيين أفشلوا الجهود السياسية كافة لتسليم الحديدة، مؤكدًا أن الميليشيات تجاهلت المهلة الممنوحة للخروج من الحديدة.
وأصاف أن القوات تتقدم في محاور عدة، أبرزها محور مطار الحديدة، مشيرًا إلى أن الحوثيين زرعوا كمية كبيرة من الألغام في محيط الحديدة.
“تقدمنا نحو الحديدة يتم بتأنٍّ بسبب الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي، وحفاظًا على المدنيين”، أضاف المالكي.
وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية، حررت المقاومة اليمنية مناطق واسعة بمديرية الدريهمي ومحيط مطار الحديدة ضمن العملية العسكرية الحاسمة.
حرب شوارع
ويبدو أن القتال يتجه ليأخذ شكل حرب الشوارع في نهاية المطاف، خصوصًا في ظل الحاجة لدخول أحياء المدينة كافة.
ووفقًا لخبراء عسكريين، يتوقع أن يلجأ الحوثيون إلى زرع الألغام في مداخل المدينة، وخوض حرب عصابات داخل أحيائها، ونشر القناصة أعلى المباني.
أكبر معركة منذ 3 سنوات
تشكل عملية الحديدة، المعركة الأكبر منذ نحو ثلاث سنوات بين التحالف والحوثيين. وتعتبر قوات التحالف عملية تحرير المدينة خطوة حاسمة لإسقاط الحوثيين وإنهاء سيطرتهم على السلطة في البلاد.
كما أن ميناء المدينة يعد من أهم موانئ اليمن، وتستخدمه الجماعة كمركز تهريب للأسلحة والصواريخ، من خارج اليمن إلى داخلها، وفق رواية التحالف.
خطة إغاثة
وفي وقت يتوقع فيه أن تسبب المعارك في المحافظة مزيدًا من التشرد في صفوف المدنيين، أعلن التحالف عن خطة شاملة وواسعة النطاق، للتسليم السريع للمساعدات الإنسانية إلى المدينة والمناطق المحيطة بها، وفقًا لتقارير.
وقالت وكالة أنباء الإمارات، نقلًا عن وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتية، مريم الهاشمي، إن المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية الأساسية قد تم تخزينها وتجهيزها للتدخل الفوري.
“لدى التحالف سفن وطائرات وشاحنات مزودة بإمدادات غذائية وأدوية، لتلبية الاحتياجات الفورية للشعب اليمني”، أضافت الهاشمي.
وأشارت إلى أن ميناء الحديدة لا يزال مفتوحًا للشحن، “وإذا حاول الحوثيون إحداث المزيد من الضرر وتدمير أي مرفأ أو بنية تحتية لوجيستية، فإننا وضعنا خطط طوارئ لنقل المساعدات إلى الحديدة وخارجها”.
و”إضافة إلى الـ14 مليار دولار التي خصصها التحالف لتقديم المساعدات إلى اليمن… فإننا نواصل العمل مع العديد من منظمات الإغاثة لضمان زيادة سعة ميناء الحديدة، وحجم المساعدات التي تصل إليه بمجرد تحريره”.