الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
فرنسا.. ديمقراطية معطلة وأمة منقسمة
"الجارديان" تستعرض وجهات نظر سبعة أشخاص من مناطق مختلفة في فرنسا

كيوبوست- ترجمات
في معرض تعليقها على الاحتجاجات الدائرة في فرنسا بشأن مشروع قانون رفع سن التقاعد، ذكرت صحيفة “الجارديان” خروج أكثر من مليون متظاهر إلى الشوارع في فرنسا، يوم الخميس الماضي، بعد قرار إيمانويل ماكرون فرض التشريع الأسبوع الماضي. وقد نجت الحكومة بفارق ضئيل من تصويت بحجب الثقة يوم الإثنين بعد أن استندت إلى المادة 49.3 من الدستور؛ لتجاوز البرلمان في تمرير مشروع القانون. واستعرضت وجهات نظر سبعة أشخاص من مناطق مختلفة في فرنسا، حول إصلاح نظام التقاعد والاحتجاجات، كما يلي:
اقرأ أيضًا: فرنسا في قبضة الغضب
أنا لا أعارض تغيير نظام التقاعد
“أنا لا أعارض تغيير نظام التقاعد؛ ولكن كان ينبغي أن يحدث عبر التشاور. الإصلاحات ليست عادلة للأشخاص الذين لديهم وظائف تتطلب جهداً بدنياً، والنساء اللواتي قد يأخذن إجازة من العمل من أجل الأبوة والأمومة، وسيتعين عليهن الآن العمل لفترة أطول. كما أنه غير عادل بالنسبة إلى الأشخاص الذين بدؤوا العمل في سن مبكرة، لماذا لا يتمكن الأشخاص الذين بدؤوا العمل في سن 18 من التقاعد في سن 61؟”، (ريمي، 47 عاماً، مُعلمة، بوردو).
غياب الديمقراطية في تمرير مشروع القانون
“المشكلة ليست في رفع سن التقاعد في حد ذاته. لم تكن هناك عملية ديمقراطية في الطريقة التي مرروا بها مشروع القانون. نشعر بالازدراء الشديد. وبالتالي فإن الاحتجاج الأخير يتعلق أكثر بموقف ماكرون، وطريقته في [تجاهل] الاقتراحات الأخرى، والنقابات والشعب. الهدف من الديمقراطية التمثيلية هو الاستماع إلى وجهات النظر الأخرى الموجودة في الدولة والتوصل إلى حل وسط”. (نويمي لو كارير، 36 عاماً، باحثة في مجال المناخ).

المعاشات التقاعدية سخية جداً في فرنسا
“رفع سن التقاعد ضروري للغاية، بالنظر إلى زيادة متوسط العمر المتوقع وانخفاض معدلات المواليد. في النهاية المطاف، سيتعين على شخص ما دفع تكاليف المعاشات التقاعدية السخية جداً في فرنسا. لو كانت هناك حكومة محافظة، لكان القانون الجديد أكثر صرامة بكثير… أنا قلق من أن تسحب الحكومة القانون، ما يثبت أنه لا يمكن إصلاح الدولة، وأن سُمعة فرنسا في الخارج آخذة في التراجع”. (أكسل فيرنر، 74 عاماً، مهندس استشاري في باريس).
يُحدث تفاوتاً بين الأجيال
“إنهم يطلبون من الأجيال القادمة بذل كل الجهد. كبار السن لا يتأثرون بذلك. إنه يخلق تفاوتاً بين الأجيال. جدي متقاعد في سن 58 عاماً ويتقاضى معاشاً تقاعدياً [سخياً جداً]. ربما يجب طرح السؤال حول المعاشات التقاعدية الحالية وإعادة التوزيع. من الواضح أننا لا نريد أن يكون كبار السن فقراء؛ ولكن يمكن تقليص المعاشات التقاعدية السخيَّة للغاية”. (أرنولد يزامبارت، 35 عاماً، مدير مطعم في باريس).
اقرأ أيضًا: مكافحة التطرف في فرنسا
لم نشهد مظاهرات هنا من قبل
“هذه منطقة ريفية للغاية. لم نشهد مظاهرات هنا في العادة؛ ولكن في الأسابيع الأخيرة شارك مئات الأشخاص في المظاهرات. على حد علمي هذه هي المرة الأولى. إنها واسعة الانتشار. تركز معظم الأخبار على المدن الكبرى والعنف الذي قد يحدث؛ ولكن هذا لا يعكس الأمة الفرنسية… لم يكن هناك عنف على الإطلاق. معظم المناطق الريفية في فرنسا إما صوتت لصالح الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد (Nupes) وإما لليمين المتطرف. هناك القليل جداً من الدعم لماكرون هنا”. (جولي، 56 عاماً، باحثة في منطقة جارد).
الأمر يتعلق بنظام الحكم
“بالنسبة إليَّ لم يعد الأمر يتعلق بإصلاح نظام التقاعد؛ بل يتعلق بنظام الحكم. إن استخدام ماكرون المادة 49.3 للمرة 11 في عهده لتجاوز البرلمان؛ يبدو وكأننا في نظام ملكي.. لقد سئم الناس الوضع. نريد المزيد من الحكم الذاتي للمناطق، والمزيد من القرارات على المستوى المحلي والمزيد من الاستفتاءات. يجب أن ينتهي تركيز السلطة في باريس. يشعر الكثير من الناس أن الديمقراطية محطمة للغاية. ولهذا السبب كان هناك إقبال ضعيف في الانتخابات الأخيرة. الغضب لن يهدأ. لقد تجاوزت [قضية المعاشات التقاعدية]”، (جان باتيست ياساك، 35 عاماً، عاطل عن العمل، أفينيون).

يبدو أنه أمر لا مفر منه
“يبدو الأمر حتمياً؛ لدينا أحد أدنى معدلات سن التقاعد في أوروبا. السكان يتقدمون في السن وهناك عدد أقل من الناس لتمويل النظام. يجب أن يحدث تغيير ما… بالنسبة إليَّ القضية هي 49.3. أمر سيئ أن يتم تمرير بعض التشريعات بالقوة. أشعر بقلق متزايد من انتخاب مارين لوبان في المرة القادمة؛ بسبب فشل ماكرون في توحيد فرنسا كما شرع في القيام بذلك. كل عام يحصل [اليمين المتطرف] على ذخيرة أكثر قليلاً ضد السياسة السائدة”. (آنا، 31 عاماً، مديرة برنامج بالقرب من بوردو).
المصدر: الجارديان