الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية

فجأة.. كيف انقلب موقف” الجزيرة” و ” الإخوان” من حزب الله؟

بالفيديو والصور، مسار العلاقة بين حزب الله والإخوان

خاص- كيو بوست

ارتبط حزب الله والإخوان المسلمين بعلاقة تحالف امتدت على مدار عقدين من الزمن، حيث كان حزب الله كقوة مسلحة، هو الداعم الأساسي للإخوان المسلمين في مواجهة الأنظمة التي يعارضونها، إلا أنه في الست سنوات الاخيرة، وبناءً على ما يخص الأزمة السورية، تدهورت العلاقة بين حزب الله وحركة الإخوان المسلمين، وذلك لعدة أسباب:

  • قيادة قطر لمشروع الثورة السورية، ومقدرتها على احتواء حركة الإخوان المسلمين وغيرها من التنظيمات الإرهابية والتحكم بها وتوجيهها، بحسب اعتراف وزير الخاريجة القطري السابق.
  • اعتبار حزب الله ما يحدث في سوريا على أنه مؤامرة، وتدخله المباشر في القتال إلى جانب النظام السوري.
  • رؤية الإخوان لحزب الله على أنه عائق أمام سيطرتهم على نظام الحكم في سوريا.

تقاتل الطرفان، حزب الله وإيران من جهة، والإخوان المسلمين وحلفائهم من التنظيمات المسلحة على الأرض السورية، واشتبكوا في أكثر من مكان، وانتقل معه العداء إلى شاشات التلفاز، حيث خاض الإخوان حملة تحريض هي الأقوى ضد حزب الله، وذلك لقوة الآلة الإعلامية الإخوانية، وبناءً عليه، تحول التحالف القديم إلى عداء مستحكم، وصل إلى درجة التحريض.

وانتهى العهد الذي كانت فيه الجزيرة تبث على الهواء مباشرة خطب الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بل صارت في أثناء الأزمة السورية تستضيف رجال الإخوان، لتكفير الحزب، ووصمه بالتحالف مع إسرائيل، بل أن برنامج الاتجاه المعاكس ذهب أبعد من ذلك في حلقة 28-05-2013 والتي حملت عنوان: “هل تعتقد أن حزب الله أصبح عدواً في نظر غالبية العرب والمسلمين؟”

بيّنت نتيجة التصويت مدى الكره الذي يكنّه متابعو الجزيرة- وجلّهم من الإخوان المسلمين- لحزب الله، كما روّجت القناة لخطاب معادٍ للحزب، وشككت القناة في كل بيانات الحزب عن مقتل قادته، وأرجعتها إلى خلافات داخلية وصراعات على النفوذ، كما روّجت للأخبار التي تقول بأن الحزب يعتمد في تمويله على تجارة المخدرات، ورأينا على فضائية الجزيرة أكثر السياسيين اللبنانيين عداءً لحزب الله، سمير جعجع، بعد أن كان يستحوذ على الظهور، من يٌعتبرون أصدقاءً لحزب الله.

( صوت مذيعة الجزيرة خديجة بن قنة في خلفية الفيديو المنشور على يوتيوب)

 

السياق الذي دار فيه الخطاب الإعلامي لقناة الجزيرة، لا يختلف عن سياق الخطاب العام للإخوان المسلمين، بل أنها دوماً ما كانت تنظر للقضايا العربية من خلال عيون الإخوان، وتوجهاتهم، والعكس بالمثل. ومع الضخ الإعلامي للإخوان ضد حزب الله، رافقه خطاب سياسي عبّر عنه الرئيس المصري السابق، محمد مرسي، وهدد فيه حزب الله، وحذرّه في إحدى خطبه النارية (في استاد القاهرة) من مغبة استمرار تدخله في سوريا، فيما وصفه مناصروه بـ”الرافضة”،  على مسمعِ و حضور مرسي، وعلى ألسنة قادة إخوانيين.

كما وخرجت مظاهرات في كافة أنحاء الوطن العربي، دعى إليها وقادها تنظيم الإخوان المسلمين، وقام عناصر الإخوان، وعلى مرأى من عيون قادتهم، في الأردن ومصر وليبيا وتونس، بحرق صور حسن نصر الله، ووصفه بـ”حزب الشيطان”.

 

الإخوان يعودون لحزب الله

في سبيل وصولهم إلى السلطة في سوريا، راهن الإخوان على جميع القوى العربية والغربية، من أجل دعمهم وتصفية منوائيهم، فكما استعانوا بالناتو في ليبيا، حاولوا ذات الأمر في سوريا، وتحالفوا مع جميع القوى المصنفة إرهابية؛ من إجل إضعاف النظام وحلفائه الإيرانيين وحزب الله. ولكن عندما انقلبت الأحوال على الأرض لصالح النظام، ومع انفجار الأزمة السورية وامتدادها إلى لبنان، ورواج الحديث عن احتمالية تعرّض حزب الله لهجوم عسكري، بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، عاد الإخوان المسلمون لتحالفهم القديم، واصطفوا إعلاميًا إلى جانب الحزب. وباتوا يرون أن ما يحدث هو فتنة، على الرغم من أنهم أول من طالب باجتثاث حزب الله، وقادوا من قبل أشرس المعارك لشيطنته، وتحالفوا إعلامياً وعسكريًا مع أشد التنظيمات عداءً للحزب؛ جبهة النصرة، التي أعلنت مسؤوليتها عن أكثر من تفجير انتحاري سقط فيه مدنيون في الضاحية الجنوبية، الحاضنة الشعبية لحزب الله. بل وعارض الإخوان أكثر من غيرهم، تصنيف النصرة في ذلك الوقت على أنها إرهابية.

تغيّر الموقف الإخواني تجاه حزب الله، سبقه تغير موقفهم من حرب اليمن.. فبعد أن كانوا مشاركين في حرب اليمن، لحقوا بالموقف القطري، ورفعوا شعارات إنسانية معارضة للحرب.

فعادت بيانات الحزب تتصدر نشرات أخبار قناة الجزيرة، بعد تجاهل استمر لأكثر من خمس سنوات، وعادت خطب أمينه العام، تبث في نشرات أخبارها. فتبنت الجزيرة في تقاريرها رواية الحزب عن استقالة سعد الحريري..

 

وراء الخطاب الإعلامي المتحول لقناة الجزيرة، انساق قادة إخوانيون وكتّاب، ليبثوا في أذرع التنظيم وجهة نظر مغايرة عن التي بثها الإخوان طوال السنين الفائتة..

 

فالسيد زكي بني ارشيد، الأمين العام الرابع السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي، الجناح السياسي للإخوان المسلمون في الأردن، والذي قاد في الفيديو السابق، المظاهرات الغاضبة ضد حزب الله في عمّان، يعود ليسمي الأزمة الحالية في لبنان، بأنها شحن طائفي.

 

وربما تحمل الأيام القادمة تغيرات جديدة بفعل اقتراب الإخوان المسلمين من إيران أكثر فأكثر، تقاطعاً مع الموقف القطري المناوئ لموقف مختلف الدول العربية.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة