الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفة

فبراير.. الشهر غير المحظوظ لدى الرومان

كيوبوست- مدى شلبك

سمّى الساكسونيون في بريطانيا شهر فبراير “Sol-monath” والذي يعني “شهر الكعكة”، لأنهم كانوا يقدمون الكعك للآلهة خلاله. فيما يطلق الويلزيون على شهر فبراير اسم “y mis bach” ما يعني “الشهر الصغير”، نظراً لكونه أقصر شهر في السنة، إذ يتكون شهر فبراير من بين جميع الأشهر من 28 يوماً، أو 29 يوماً خلال السنة الكبيسة، على عكس باقي الشهور التي تتراوح أيامها بين 30-31 يوماً، فلماذا حصل فبراير على عدد أيام أقل؟

الشهر غير المحظوظ

كان لدى الرومان القدماء الكثير من معتقدات الغريبة، من بينها أن الأعداد الزوجية غير محظوظة، وكان شهر فبراير ضحية لأحد معتقداتهم، فقبل إجراء سلسلة تعديلاتٍ على التقويم الروماني، ضم الأخير 10 أشهر من بينها ستة أشهر تكونت من 30 يوماً، وأربعة أشهر احتوت على 31 يوماً، ما يعادل 304 أيام في العام، في الوقت الذي اعتمد فيه الرومان السنة القمرية، التي تعتمد على دورات القمر، ويبلغ عدد أيامها 354.367، لكن الرومان اعتبروا أن عدد أيامها يساوي 355 يوماً، لأن العدد 354 رقم زوجي، فبالتالي غير محظوظ.

ولمزامنة التقويم الروماني مع عدد أيام السنة القمرية، ولتجنب وجود أرقام زوجية في تقويمه، قرر الإمبراطور الروماني نوما بومبيليوس (715-673 ق.م) إضافة شهرين إلى الأشهر العشرة؛ وهما يناير وفبراير، وإنقاص يوم من الأشهر المكونة من ثلاثين يوم لتصبح مكونة من 29 يوماً (عدد فردي)، ومع ذلك بقي لآخر شهر في التقويم عدد زوجي يعادل 28 يوماً، وكان من نصيب شهر فبراير؛ آخر شهر في التقويم الروماني، الذي كان يبدأ بشهر مارس، وبذلك كان فبراير الشهر غير المحظوظ.

وكدلالة على قلة حظ شهر فبراير، أنيط به مهرجان التطهير الروماني، وكانت تمارس فيه طقوس تطهيرية، ومن هنا جاءت تسمية فبراير نسبة لكلمة Februalia من الكلمة اللاتينية februa وتعني “التطهير”.

اقرأ أيضاً: الهندسة المدنية الرومانية… دروس للعالم الحديث

فبراير في التقويم اليولياني

ولمواكبة الفصول، أضاف الرومان للعام الشهر الثالث عشر، أطلقوا عليه اسم Mercedonius أوIntercalaris ، كل عامين مرة، ويأتي بعد شهر فبراير، وبهذه الحالة كان شهر فبراير يتقلص لـ23 يوماً، لغاية أن أجرى الحاكم الروماني يوليوس قيصر عام 45 ق.م تعديلاتٍ على التقويم الروماني، لضبط الأيام غير المحتسبة، ضمن ما عرف بالتقويم اليولياني.

تمثال ليوليوس قيصر في روما- Hornet83/iStock.co

وبموجب تقويم قيصر، استبدلت السنة القمرية بالسنة الشمسية في الإمبراطورية الرومانية، والتي تعتمد على دوران الأرض حول الشمس، إذ تضم كل سنة شمسية 365 يوماً، باستثناء السنة الكبيسة التي تضم 366 يوماً، وتأتي بعد كل ثلاث سنوات، واليوم الأخير فيها؛ هو تعويض لـ5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية، لا يتم احتسابها بالسنوات الثلاث السابقات للسنة الكبيسة، ويضاف هذا اليوم لشهر فبراير، فيتكون خلال السنة الكبيسة حصراً، من 29 يوماً، فيما ألغى قيصر شهر Intercalaris.

شهر الحب

وبرغم قلة حظه في عدد الأيام، يُشتهر فبراير بكونه عيد الحب، إذ يصادف عيد الحب الرابع عشر من فبراير، لكنه أيضاً يضم تواريخ مهمة، إذ يتم الاحتفال برأس السنة الصينية ضمن التقويم الصيني التقليدي اليونيسولار، خلال الفترة ما بين 21 يناير- 20 فبراير.

يتم الاحتفال برأس السنة الصينية خلال فبراير- JEFF J MITCHELL/GETTY IMAGES

ويرتبط شهر فبراير في أمريكا الشمالية بخرافة جرذ الأرض الشائعة هناك، ومفادها أن حيوان جرذ الأرض سيخرج من جحره في يوم 2 فبراير، وإذا كانت السماء الصافية ورأى ظله؛ سيستمر الشتاء لمدة ستة أسابيع أخرى، أما إذا لم يرَ جرذ الأرض ظلها بسبب الغيوم، فسيأتي الربيع مبكراً.

اقرأ أيضاً: عيد الحب.. ثلاث روايات حول تضحية القديس “فالنتاين” لأجل الحب

ويتميّز شهر فبراير عن باقي الشهور بخصائص فريدة، فهو الشهر الوحيد الذي يمكن أن يمر دون أن يكتمل خلاله القمر، ويُطلق على اكتمال القمر في شهر فبراير اسم “قمر الثلج” نسبة إلى الظروف الثلجية التي تكون سائدة خلاله في نصف الكرة الشمالي.

ومن المفارقات أن شهر فبراير هو الشهر الأخير في فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكوكب، بينما يكون الفصل الأخير من الصيف في نصف الكرة الجنوبي.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات