الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

غضب شعبي من نقل عائلات “داعش” إلى العراق

وكيل وزارة الهجرة العراقية كريم النوري لـ"كيوبوست": قرار عودة العائلات العراقية صائب لمنعها من السقوط ضحية بأيدي الجماعات المتطرفة

كيوبوست- أحمد الفراجي

باشرت السلطات العراقية نقل العائلات العراقية التي تقطن مخيم “الهول” في سوريا، إلى مخيم “الجدعة” في العراق، ونقلها على شكل دفعات، بعد تدقيق أسمائها أمنياً كمرحلة أولية.

وتم تبليغ قرابة 94 عائلة من مجموع واحد وثلاثين ألف عراقي يقطنون المخيم؛ أي في حدود 12 ألف عائلة، بقرار العودة، وجرى نقل هذه العائلات عبر حافلات نقل ركاب حكومية؛ حيث كانت قوات عراقية من الجيش والشرطة ترافقها لتأمين سلامتها حتى إدخالها إلى المخيم العراقي.

اقرأ أيضاً: تهجير إيران للسنة في العراق وسوريا.. الجذور والنتائج

غضب شعبي

وكان قرار الحكومة العراقية إعادة تلك الأُسر قد أثار سخط الشارع العراقي السُّني، وولَّد ردودَ فعل متباينة؛ وبالأخص سكان محافظة الموصل، لاتهام تلك العائلات بالانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية، أو مخالطة عائلات التنظيم؛ مما يحولها إلى مصدر خطر على أمن تلك المحافظات المحررة.

يعتقد أن مخيم الهول تحول إلى بؤرة تمركز جديدة لقيادات “داعش”- وكالات

وتم تأسيس مخيم “الهول” من قِبل الأمم المتحدة عام 1991، إبان حرب الخليج الثانية وغزو الكويت؛ حيث فرَّت العديد من العائلات العراقية تجاه سوريا حينها، هرباً من شبح المعارك؛ ليصبح في ما بعد هذا المخيم ملاذاً آمناً يؤوي آلاف النزلاء الفارين من الحروب التي شهدها العراق وسوريا ضد مقاتلي تنظيم داعش، وضم المخيم العائلات السورية والعراقية الموالية لـ”داعش” من مختلف دول العالم، فضلاً عن عائلات أخرى فرت من نيران وشدة وبطش المعارك الضارية.

كريم النوري

وعلَّق وكيل وزارة الهجرة العراقية كريم النوري، لـ”كيوبوست”، قائلاً: “نحن نجد أنفسنا في ملف قضية القاطنين من العائلات العراقية بمخيم الهول وإرجاعهم إلى العراق، أمام ثلاثة خيارات: أولاً إذا قررنا ترك تلك الأُسر فستكون ضحية للمخابرات الدولية، والخيار الثاني هو دفعهم للوقوع فريسة سهلة لتنظيم داعش، وطبعاً الثالث هو انخراطهم في صفوف التنظيمات الإرهابية الأخرى؛ خصوصاً الأطفال منهم، لأن هؤلاء الصغار في السن من الممكن استقطابهم وتجنيدهم وغسل أدمغتهم بأفكار إرهابية، وسيشكلون، مستقبلاً، خطراً أكبر على العراق”.

وأضاف النوري أن “قرار نقل أو السماح لتلك العائلات بالعودة إلى العراق هو بيد الأجهزة الأمنية حصراً وليس بيد وزارة الهجرة؛ لأن الوزارة لها دور خدمي إنساني يتمثل في تقديم الإيواء، ونحن لا نتدخل في شؤون الأمن والاستخبارات؛ هناك لجنة شُكِّلت من قِبل الأمن الوطني وقيادة العمليات المشتركة، فضلاً عن الأحوال المدنية ووزارة الداخلية، وهي التي أوكلت لها تدقيق أسماء العائلات كافة، والتأكد من سلامتها الأمنية قبل نقلها وإدخالها إلى العراق”.

اقرأ أيضاً: داعش يعيد لملمة صفوفه في سوريا والعراق وعبر مواقع الإنترنت

وأوضح وكيل وزارة الهجرة أن بقاء هذه الأُسر خارج البلاد يصعِّب السيطرة عليها، والسماح بعودتها قرار صائب؛ من أجل احتوائها وجعلها تحت أنظار ومراقبة وسيطرة القوى الأمنية، تمهيداً لوضعها في مخيمات للبدء، بالتعاون مع المنظمات الدولية، في تأهيلها للانخراط مع المجتمع، وهذا هو الخيار الأصلح، ولا يوجد لدينا بديل آخر للتعامل مع مثل هذا الملف المعقد.

من آثار الدمار في العراق.. الموصل- Getty

خطر وشيك

فيان دخيل

من جانبها، علقت النائبة السابقة في البرلمان العراقي فيان دخيل، بالقول: “نستغرب قرار الحكومة العراقية السماح لتلك العائلات بالرجوع إلى العراق، ونؤكد رفضنا الشديد هذه العملية؛ كون أغلب هؤلاء، وإن كانوا مُدَقَّقين أمنياً، كما تصرح الجهات الأمنية، لا يزالون يحملون أفكار (داعش) الإجرامية، وهم خطر داهم، ولا ننكر أن هناك عائلات، وهي بنسب قليلة جداً، لا تحمل أفكار (داعش) وبريئة؛ لكن مع الاختلاط ربما تأثرت عقول أفرادها بأفكار مسلحي التنظيم”.

وتضيف دخيل لـ”كيوبوست”: “كان على الحكومة العراقية تأهيلهم قبل إدخالهم إلى العراق بعد الاتفاق مع الأمم المتحدة والجهات الدولية المختصة؛ بهدف تغيير نصف أفكارهم التي يؤمنون بها، ثم إعادتهم إلى مخيمات قريبة من الموصل”، مشيرةً إلى أن هناك رفضاً شعبياً واسعاً وكبيراً من كل أطياف الشعب العراقي في محافظة نينوى، “حسب إحصائيات حصلنا عليها، فإن عدد العائلات التي تم نقلها مؤخراً؛ بينها 240 عائلةً وطفلاً يحملون أفكار (داعش)، وهنا الخطورة؛ لأنهم مستعدون لحمل السلاح وتفجير أنفسهم”.

وطالبت النائبة السابقة بالبرلمان العراقي عن الإيزيديين، الحكومةَ العراقية بضرورة وسرعة إيقاف هذه الصفقة، وعدم إرجاع العوائل في هذا الوقت بالذات، “هذه العائلات قنابل موقوتة، ربما تنفجر في أية لحظة في كل العراق؛ وهو الذي لا نريده”.

اقرأ أيضاً: لا عودة للعرب والإيزيديين إلى سنجار.. والجيش العراقي ممنوع من دخولها!

إعادة دمج

عبدالجبار الجبوري

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي عن محافظة الموصل، عبدالجبار الجبوري، في تعليقه لـ”كيوبوست”، قائلاً: تمت إعادة قرابة 100 عائلة؛ وغالبيتها من العوائل الهاربة من جحيم المعارك وليست من عوائل “داعش”؛ جميع أفرادها دُققت ملفاتهم الأمنية على أعلى مستويات الأمن العراقية، وقد زار مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، ومحافظ نينوى، وممثل وزارة الهجرة، مخيم “الجدعة”، واجتمعوا بوجهاء ورؤساء عشائر المنطقة، وشرحوا لهم الموقف الأمني من هذه العوائل العائدة؛ معظمهم عائلات غير داعشية ولا تحمل أفكار “داعش”.

وأضاف الجبوري: أهل الموصل والمنطقة ينقسمون أيضاً إلى قسمَين؛ قسم يرفض بشكل قاطع عودتهم، بل يهدد بتصفية أبنائهم، والقسم الآخر يطالب بإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع، بعد محاضرات وندوات وتخصيص باحثين اجتماعيين لتغيير توجهاتهم الفكرية، وتحويلهم إلى أشخاص طبيعيين.

اقرأ أيضاً: كردستان العراق بين القبضة التركية وبلطجة الميليشيات

ويختم الجبوري حديثه إلى “كيوبوست”: “أنا مع الرأي الذي يدعو إلى دمجهم في المجتمع بعد إعادة تأهيلهم بهدوء، بعيداً عن أعين الذين لا يريدون إلا قتلهم، وتأليبهم ضد المجتمع، وإبقاءهم يحملون فكراً متشدداً تكفيرياً؛ وهذه مهمة الحكومة والمجتمع معاً، لتفادي تحويلهم إلى قنبلة تنفجر في أية لحظة، لتُعيدنا إلى المربع الأول”.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة