اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةشؤون دولية
غانتس يحصل على فرصة تشكيل الحكومة الإسرائيلية بدعم عربي
حظي بدعم ليبرمان والقائمة العربية وسط فرص أكبر في الكنيست الجديد.. واتهامات لنتنياهو باستغلال أزمة "كورونا" للبقاء في السلطة

كيوبوست
حصل زعيم تحالف “أزرق أبيض” بيني غانتس، على فرصة جديدة لتشكيل الحكومة الإسرائيلية بعدما حصد موافقة 61 نائبًا بالكنيست الإسرائيلي بداية الأسبوع الجاري؛ ليكون أمام فرصة ثانية لتشكيل الحكومة بعد إخفاقه في الفرصة الأولى بعد انتخابات سبتمبر الماضي، وسط حالة ترقُّب لقدرة غانتس على تشكيل حكومة ترضي الأطراف المتناقضة التي حصل على موافقتها.
وكلَّف الرئيس الإسرائيلي روفلين ريفيلين، غانتس بتشكيل الحكومة بعدما فشلت مفاوضات مجددة قام بها سعيًا لتشكيل حكومة وحدة تضم تحالف “أزرق أبيض” و”الليكود”، بينما تعهَّد غانتس بتشكيل الحكومة في أسرع وقت وسط اتهامات لنتنياهو بمحاولة عرقلة خليفته المحتمل، مستغلًّا ظروفًا عدة؛ في مقدمتها انتشار فيروس كورونا حول العالم ورصد حالات إصابة به في إسرائيل.

استغلال أزمة
وتتباين الآراء داخل إسرائيل بشأن الإجراءات التي يتخذها نتنياهو للتعامل مع أزمة الفيروس، وسط اتهامات بمحاولة استغلال الأزمة لصالحه وباتخاذ مزيد من الإجراءات التي تضمن سيطرته على مفاصل الدولة بالكامل، وهو ما رصدته عدة مقالات في الصحف العبرية؛ منها مقال كيمي شاليف في “هآرتس” الذي وصف الإجراءات المتخذة من الحكومة بأنها تأكيد للقبضة الاستبدادية في السلطة.
اقرأ أيضًا: عرب 48 يرفضون الانضمام إلى دولة فلسطين.. ويفضلون البقاء في إسرائيل

أستاذ النظام السياسي الإسرائيلي بجامعة القاهرة، د.حنان أبو سكين، قالت في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن تكليف غانتس برئاسة الحكومة لا يعني انتهاء جميع التعقيدات التي شهدتها إسرائيل على مدى عام”، مشيرةً إلى أن نتنياهو لا يزال يحاول الاحتفاظ برئاسة الحكومة واستغلال الظرف الحالي في ما يتعلق بأزمة انتشار فيروس كورونا عبر دعوته إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسته لحين تجاوز حالة الطوارئ الحالية.
وأضافت أبو سكين أن إسرائيل أمام سابقة في موافقة القائمة العربية المشتركة على ترشيح رئيس الحكومة الجديد؛ فأعضاء القائمة يشعرون بأنهم في موقف قوي للغاية مما حدث، لافتةً إلى أنه على الرغم من إمكانية مشاركتهم نظريًّا في الحكومة؛ فإن هذا الأمر شبه مستحيل في الوقت الحالي.
اقرأ أيضًا: صفقة القرن.. صيغة ترامب للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين
أحزاب اليمين وغانتس
وأكد أستاذ النظام السياسي الإسرائيلي بجامعة القاهرة أن تحالف نتنياهو مع الأحزاب اليمينية سيسعى إلى إسقاط غانتس وعدم نجاحه في مهمة تشكيل الحكومة التي منحه قانون الأساس فرصة 28 يومًا لتشكيلها، مع أحقيته في طلب أسبوعَين إضافيين، لافتةً إلى أن زعيم حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان، الذي يوصف بأنه رمانة الميزان في الوقت الحالي داخل إسرائيل، لن يقبل أن يكون هناك وزراء من القائمة العربية في حكومة يشارك فيها ويمنحها موافقة كتلته داخل الكنيست.
اقرأ أيضًا: نتنياهو وغانتس.. المواجهة الثالثة في عام
وأشارت أبو سكين إلى أن قبول القائمة العربية المشاركة في الحكومة سيجعل هناك تناقضًا مع موقفها من القضية الفلسطينية، لافتةً إلى أن غانتس سعى للموافقة على مطالب القائمة العربية ومطالب ليبرمان بالدفاع عن الدولة العلمانية وزيادة المخصصات المالية للتقاعد من أجل تشكيل الحكومة الجديدة.
تحالف محرج
وأكدت أستاذ النظام السياسي الإسرائيلي بجامعة القاهرة أن اتجاه غانتس للتحالف مع نتنياهو سيجعله في موقف حرج أمام قاعدته الانتخابية بعدما اعتمد في حملته الانتخابية على عدم جواز تولِّي فاسد منصبًا في الدولة، بينما نتنياهو تلاحقه قضايا فساد بشكل واضح، فضلًا عن أن هذا الأمر لن يكون مفضلًا لدى باقي تحالف “أزرق أبيض”؛ لوجود طموح لدى بعضهم بالوصول إلى منصب رئيس الحكومة مستقبلًا، وتقاسم السلطة بين غانتس ونتنياهو سيقضي على هذا الطموح.
اقرأ أيضًا: لماذا يعيش الفلسطينيون “المرحلة الأخطر” في تاريخ القضية؟
وتوقعت أبو سكين استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل، مع قِصر عمر الحكومة الجديدة، مشيرةً إلى أن جميع السيناريوهات مفتوحة في الوقت الحالي. فرغم ظهور بوادر انفراجة في الإطار العام لأزمة تشكيل الحكومة؛ فإن الدخول في التفاصيل يؤكد أن هذه الانفراجة لم تحدث بعد بشكل كامل.
مماطلة للتهرب من اتهامات الفساد
وحول تأثير التطورات الأخيرة على ملف محاكمة نتنياهو، قالت أبو سكين: “إن وزير العدل متعاطف مع نتنياهو الذي جعله على رأس الوزارة قبل عدة أشهر؛ حيث يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي لإطالة فترة المحاكمة مع المحافظة على منصبه كرئيس للحكومة؛ لما يمثله ذلك من مصدر قوة”، لافتةً إلى أن نتنياهو يجيد المناورة بالوقت؛ ليحقق ما يريده على المستوى الشخصي.

مدير مركز المساواة والمجتمع المشترك في إسرائيل، محمد دراوشة، يتفق مع رأي د.حنان أبو سكين في تعليقه لـ”كيوبوست”، مؤكدًا أن نتنياهو يرغب في الحفاظ على وزارة العدل والاحتفاظ بها لحزبه؛ حتى لا يتعرض إلى أية مشكلات قضائية مستقبلًا، مشيرًا إلى أن التوافق بين القائمة العربية وغانتس حول النقاط الـ28 عن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لعرب إسرائيل لا يعني إشراكهم في الحكومة.
لا مكان للوزراء العرب
وأكد دراوشة أن هناك شبه استحالة في انضمامهم إلى الحكومة في ظل وجود ليبرمان متحالفًا مع غانتس؛ خصوصًا أن موافقة ليبرمان على استجابة غانتس لبعض مطالب عرب إسرائيل لم تتضمن موافقته على الشراكة في الحكومة أيضًا، لافتًا إلى أن هناك أكثر من سيناريو متوقع خلال الفترة القادمة مرتبط بخريطة التحالف التي ستحدث لتشكيل الحكومة الجديدة.
اقرأ أيضًا: بعيدًا عن التعصب.. عهد جديد في الشرق الأوسط يشهد تحالفًا عربيًّا- إسرائيليًّا
واستبعد مدير مركز المساواة والمجتمع المشترك في إسرائيل إمكانية إقصاء نتنياهو من رئاسة “الليكود” في مقابل تحالف بين غانتس و”الليكود”؛ خصوصًا أن نتنياهو يحكم قبضته على الحزب بصورة كبيرة، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نجح في إحداث شرخ بتحالف “أزرق أبيض” عبر اثنين من النواب الذين تحفظوا على عدة نقاط؛ وهو ما قد يكون تأثيره قويًّا، خصوصًا أن غانتس حصل على موافقة 61 نائبًا فقط من أصل 120 بالكنيست؛ الأمر الذي يجعل هناك ضرورة لعدم تحول مواقف أيٍّ من النواب لضمان تشكيل الحكومة.