الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

عن ابنة القرضاوي وأبناء “باقي الناس”!

بماذا تختلف ابنة القرضاوي عن الآخرين؟

كيو بوست –

نشر الزعيم الروحي لجماعة الإخوان المسلمين، يوسف القرضاوي، رسالة إلى ابنته “عُلا” المسجونة منذ عام على ذمة النيابة المصرية بتهمة الانضمام لجماعة محظورة، وتمويل جماعة الإخوان المسلمين.

ومما كتبه القرضاوي في رسالته -التي تم تداولها على نطاق واسع- على تويتر: “لو كانت المناشدة يا ابنتي تجدي عند هؤلاء لناشدتهم، ولكنهم قساة القلوب”، في إشارة إلى النظام المصري.

حملت الرسالة نبرة عاطفية مدروسة بعناية، هاجم فيها الدولة المصرية أكثر مما خاطب ابنته، لتبدو أن الرسالة سياسية بالأساس، نظرًا للغموض الذي تحويه، والمآرب التي هدف إليها.

فالرسالة بمعظمها حملت أبعادًا سياسية للتشهير بالدولة المصرية، ومحاولة توصيفها على أنها تستهدف ابنته ظلمًا. فيما أوضح محامي ابنته، لحظة اعتقالها، أنها مسجونة بتهم تتعلق بتمويل فلول الإخوان في مصر، وأن النيابة تملك أدلة على تواصلها مع قيادات من الجماعة في داخل مصر وخارجها، نظرًا لمقدرتها على السفر، فهي تحمل الجنسية القطرية، وهذا ما ألمحت إليه النيابة أثناء اعتقالها في يوليو/تموز 2017، فقد زارت ابنة القرضاوي قطر وعادت إلى مصر أكثر مرة، في الفترة التي كانت تخرج فيها مظاهرات إخوانية وأعمال عنف ضد الدولة المصرية.

ورجّح خبراء قانونيون أن ابنة القرضاوي عملت كوسيط بين إخوان الداخل الفارين من وجه العدالة، وقياداتهم في الخارج، خصوصًا أولئك الهاربين إلى دولة قطر وتركيا، المحكوم على معظمهم بتهم تتعلق بالإرهاب والتحريض على استهداف المدنيين والعسكريين داخل مصر لإشاعة الفوضى.

ولكن السؤال الذي طرحه نشطاء: أين كانت عاطفة القرضاوي حين كان يحرّض ضد أبناء الناس؟!

فالقرضاوي الذي يعتبر الزعيم الروحي لجماعة الإخوان المسلمين، ومفتيهم الأول، أفتى على الهواء مباشرة، من على قناة الجزيرة القطرية، بضرورة قتل المدنيين والعسكريين، فقط لأنهم يعملون مع الحكومات التي يخوض الإخوان ضدها حروبًا إرهابية للوصول إلى السلطة.

وأصابت سهام التعميم الذي انتهجه القرضاوي في فتاويه “الإرهابية” مئات الآلاف من الأُسر العربية في الدول التي شهدت حراكًا إخوانيًا، ففي سوريا لوحدها تجاوز عدد ضحايا الحرب الأهلية نصف مليون، بعد أن رفع الإخوان وحلفاؤهم من تنظيمات النصرة وداعش السلاح، وحوّلوا الثورة من سلمية، إلى حرب أهلية هدمت المدن.

أما في مصر التي قاد الإخوان فيها الحراك ضد الدولة، ورفعوا السلاح ضد العسكريين والمدنيين والأقباط في سيناء وغيرها، فقد حصدت حربهم آلاف الضحايا من فئات الدولة المصرية كافة، وكلّفت عملياتهم الإرهابية بما فيها ضرب قطاع السياحة، خسائر بمليارات الدولارات، مما أدى لتردي الوضع الاقتصادي الذي أثر على باقي “أبناء الناس”.

ناهيك عن التوابيت التي كانت تعود من صحراء سيناء وتحوي في داخلها مدنيين وعسكريين من الجيش المصري وأبناء “باقي الناس”، على يد الإخوان وفروعهم من التنظيمات الجهادية المقاتلة.

لو قارنا رسالة القرضاوي الحزينة، بفتاويه القديمة، عندما كان يأمر بقتل كل من يعمل مع الحكومات، لوجدنا أن الرجل يستغل حتى ابنته لمآرب سياسية تخدم الجماعة والإمارة الغنية (قطر) التي أعطته الجنسية ووضعت بين يديه أخطر وأقوى الماكينات الإعلامية لخدمة أفكاره المتطرفة.

وها هو يرد لقطر الجميل، عبر استخدام ابنته وسيلة:

يدّعي القرضاوي بأن مصر تعتقل ابنته للانتقام منه ومن قطر، حسنًا: وهل يمكن اعتبار إيقاف مصر لآلاف الإخوان الذي مارسوا التخريب، كان أيضًا للانتقام من قطر؟! أم لأنهم أخذوا فتوى القرضاوي للجهاد في مصر وتحرّكوا بأوامر منه ومن قطر، وتتحكم بواسطته الأخيرة بالتنظيم الدولي لتحقيق مصالحها الخارجية في استهداف الدول العربية الكبرى سوريا ومصر وليبيا… حتى تصبح هي الدولة الآمرة الناهية في المنطقة!

أما كان للـ”شيخ” أن يعلن حزنه أولًا على باقي “أبناء الناس” الذين ذهبوا ضحية لما يسمى “الربيع العربي” الذي قاده الإخوان، ولم يكد يخلو فيه بيت في سوريا أو ليبيا أو اليمن أو مصر من قتيل أو جريح أو لاجىء؟ يتساءل نشطاء.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة