الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفة
عندما لا يكون النجاح مُرضياً

كيوبوست- ترجمات
راشيل فاينتزيغ♦
تحاول راشيل فاينتزيغ كاتبة عمود “العمل والحياة” في صحيفة “وول ستريت جورنال”، الإجابة عن سؤال يشغل الكثيرين: “لقد حصلت على الوظيفة، وفزت بالجائزة، وأطلقت المشروع الجديد الذي نال الإعجاب والاستحسان. فلماذا لا تشعر بالرضا والسعادة؟”. وتشير إلى محاولة روبرت والدينجر، أستاذ الطب النفسي بجامعة هارفارد، الإجابة عن هذا السؤال من خلال دراسة نهض بها عام 1983؛ حيث اعتبر أن كل شخص عندما يحصل على اللقب الذي كان يتوق إليه، يبدأ في التساؤل: هل هذا ما كنت أريد حقاً؟
اقرأ أيضًا: الدرس المستفاد من أكبر دراسة علمية في العالم حول السعادة
التأقلم مع المُتع
في بعض الأحيان، يكون الحصول على الشيء الذي يريده الإنسان رائعاً كما نتخيَّل. في أحيان أخرى، نظل نتسلق ونتسلق، ثم نشعر بأننا محبطون أو غير منبهرين مما نجده في القمة، ثم نبذل المزيد من العمل، أو ندخل في مشاحنات سياسية مثلاً، وندخل في دورة الشعور الذي يُطلق عليه “متلازمة المحتال” (Impostor syndrome)؛ حيث يتلاشى الشعور بالنجاح بسرعة، ويحل محله ذلك الذعر القديم الذي كنا نأمل أن يعالجه الإنجاز أخيراً. ثم نتساءل: أين النجاح التالي؟
نحن جميعاً نركض على ما يسميه علماء النفس “مشّاية اللذة” (hedonic treadmill)؛ حيث تحدث حالة من “التأقلم مع المُتع”، أي أننا قد نحصل على جرعة من الفرح عندما نحقق شيئاً ما؛ لكننا في النهاية نعود إلى مستوى السعادة الأساسي (أو التعاسة). مهما كان العلو الذي نصل إليه، نجد أنفسنا ما زلنا، كما نحن.
السعادة الحقيقية
النجاح في حد ذاته ليس مصدراً للسعادة، فوالدينجر يضيف جملة مهمة: “فقط لا تتوقع أن يجعلك سعيداً”. من خلال دراسة حالات سابقة تتعلق بالسعادة لمئات المشاركين في دراسة جامعة هارفارد، اكتشف الدكتور والدينجر أن الناس يعتادون على مظاهر الإنجاز بسرعة؛ بما في ذلك شيكات الرواتب الضخمة. يضيف والدينجر: “يصبح المكتب الفخم هو المكان الذي تذهب إليه وتؤدي عملك، ولكن بعد فترة.. يزول البريق”. فالسعادة الدائمة تنتج عن المكاسب المعنوية؛ مثل العلاقات العميقة، المردود الأكبر الذي يتجاوز راتبك. فكّر في العمل الذي يؤثر على حياة العملاء أو يربط فريقك معاً. عندما طلب منهم مشاركة أكثر ما يفخرون به، تحدث العديد من المشاركين في دراسة هارفارد عن كونهم قادة جيدين أو مرشدين مفيدين للآخرين.
إضافة إلى ذلك، يجد الكثيرون أنهم بحاجة إلى أن يكونوا قادرين على تحقيق النجاح دون أن يغيِّروا شخصيتهم، لا قولبة شخصياتهم لتناسب الهدف المبتغى. في بعض الأحيان تأتي الخطوة المرغوبة للترقي مصحوبة بالإنهاك.
اقرأ أيضاً: هل السعادة اختيار؟
التغلب على “متلازمة المحتال”
أما روث جوتيان، مدربة تنفيذية ومؤلفة كتاب عن الوصول إلى قمة النجاح، فتقول إن المحترفين غالباً ما يخشون أن يُنظر إليهم على أنهم مُزيفون في نفس اللحظة التي ينجحون فيها. لذلك، قد يتجاهلون المجاملات ويخشون أن تُسحب منهم الجائزة. وتنصح الناجحين بقولها: “كون الوضع غير مألوف بالنسبة إليك لا يعني أنك مُحتال.. حاول إعادة تأطير الانزعاج على أنه أمر إيجابي، إشارة إلى أنك دخلت مرحلة جديدة في حياتك المهنية. اجمع برقيات الشكر وسجلات انتصاراتك على طول الطريق؛ لكي تتكئ عليها متى داهمتك مشاعر الضعف والهشاشة”.
♦كاتبة عمود “العمل والحياة” في صحيفة “وول ستريت جورنال”
المصدر: وول ستريت جورنال