الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون عربية
عمان.. تلاحم رسمي وشعبي لمعالجة تداعيات “شاهين”
تتواصل عملية إزالة آثار الإعصار المداري في وقت تسعى فيه السلطات للتخفيف عن المنكوبين

كيوبوست
تواصل السلطات العمانية التعامل مع تداعيات الإعصار المداري شاهين، الذي ضرب البلاد الأسبوع الماضي، وتسبب في خسائر مادية كبيرة بعدة مناطق، في وقت انطلقت فيه أعمال الإغاثة للمناطق المنكوبة؛ خصوصاً في محافظتَي شمال وجنوب الباطنة، وسط مساعدات أهلية وشعبية بجانب التحركات الرسمية.

ونفذت قوات الجيش العماني عملية إعادة فتح وشق وتمهيد عدد من الطرق الرئيسية والفرعية التي تعرَّضت إلى أضرار بالغة نتيجة الإعصار، في وقت تتواصل فيه عملية إعداد الوجبات الغذائية الجاهزة وتوزيعها على المتضررين، بينما تباشر البحرية العمانية عمليات المسح البحري للسواحل البحرية؛ من أجل انتشال الحطام والمخلفات العالقة في البحر جراء ما جرفته الأودية من المواقع والمنازل والطرقات؛ لضمان سلامة حركة الملاحة البحرية والصيد والقوارب.

استعداد مبكر

رغم قوة الإعصار؛ فإن التعامل معه قلَّل من خسائره بشكل كبير، حسب عضو مجلس الشورى محمد بن سليمان تميم الهنائي، الذي يقول لـ”كيوبوست”: إن التحركات المبكرة والبيانات التي توفرت من مركز التنبؤات بهيئة الأرصاد الجوية مبكراً، وما تبعها من تحديد أماكن للإيواء خلال فترة الإعصار، أسهمت في تقليل الخسائر بشكل كبير، على الرغم من سقوط بعض الضحايا والخسائر المادية في البنية التحتية والمنازل، مشيراً إلى التكاتف الشعبي والتحرك السريع للتعامل مع الإعصار وتداعياته.
واحتشد العمانيون يوم الجمعة بالتوجه إلى المناطق المنكوبة؛ من أجل مساعدة المتضررين، حيث توافد على المناطق المنكوبة الآلاف من المواطنين والمقيمين، في مشهد وصفته صحيفة “عمان” بملحمة وطنية خالدة في مواجهة آثار الإعصار، بينما وجِد رجال القوات المسلحة العمانية للمساعدة في عملية إعادة البناء وفتح الطرق.

تلاحم شعبي
يشير محمد الهنائي إلى أن هناك تحركات سريعة حدثت بالفعل وتوجيهات من جلالة السلطان هيثم، بمساعدة المتضررين وتعويض أي شخص فَقَدَ منزله، مشيداً بالتكاتف الشعبي الذي حدث بالفعل فور انتهاء الإعصار وبدء التعامل مع تداعياته على أرض الواقع؛ بما يقلل من الأضرار التي تعرض إليها المنكوبون، وهو ما ظهر بشكل واضح في يوم التطوع العماني الذي تم إطلاقه الجمعة الماضية، وشهد تعاوناً كبيراً بين جميع المؤسسات والقطاعات الرسمية وغير الرسمية.
يقول مؤسس الشبكة العمانية للمتطوعين يحيى راهي، إنهم يقومون في الوقت الحالي بتوزيع مهام العمل لعدة قطاعات؛ الأول يعمل على تنظيف الملابس والطرق والأماكن والقطاعات التي تضررت، والآخر يسعى إلى توفير المؤن والأدوات الأساسية للمناطق المتأثرة؛ وهو أمر صعب للغاية في ظل الظروف الحالية، بسبب تجمع كميات كبيرة من المياه وصعوبة وصول السيارات؛ “مما يدفعنا إلى الدخول بشكل منفرد بما نحمله”، مشيراً إلى أن الخسائر كبيرة من الناحية المادية في كثير من المزارع والمنازل والسيارات.
يشيد يحيى راهي بالانخراط الكبير في يوم التطوع العماني؛ باستجابة الكثير من الشباب وتحويله إلى يوم ملحمة وطنية غطَّت المناطق المتضررة وتكاتف فيها الكبار والشباب والرجال والنساء والأطفال؛ بما ساعد على تخفيف المعاناة عن المنكوبين، وهو أمر ليس بغريب عن الشعب العماني.

يلفت محمد الهنائي إلى أن جميع الأضرار يجري التعامل معها، وهناك بالفعل نحو 80% منها جرى إزالته والانتهاء منه؛ لكن تتبقى بعض الطرق وبعض المناطق التي يجري العمل فيها بكثافة، لكن بعض الأضرار، خصوصاً الكبيرة، تأخذ وقتاً في التعامل، وغالبية الطرق التي أغلقها الإعصار جرى فتحها مجدداً مرة أخرى، معتبراً أن التحركات الشعبية والاصطفاف خلف المتضررين ومساعدتهم عكست ملحمة وطنية لم نشاهدها من قبل في أي بلد.

يرى مؤسس الشبكة العمانية للمتطوعين أن التعامل الاستباقي ساعد كثيراً من خلال متابعة الحالات الطارئة وتوزيع المساعدات بمختلف المواقع، مع العمل على إرجاع كل الخدمات الأساسية في الولايات المتضررة بشكل سريع والتعامل مع الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية وتسببت في انقطاع الكهرباء والاتصالات والمياه نتيجة تضرر الموزعات الرئيسية؛ وهو ما يجري العمل على التعامل معه بشكل سريع، مشيداً بالقرارات الرسمية لدعم المتضررين بشكل سريع.