الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
علم بريطانيا في احتجاجات هونج كونج
معارضون للاحتجاجات: الشارع يرفض ما يقومون به

خاص
هونج كونج- كيوبوست
تصاعدت وتيرة الاحتجاجات في هونج كونج على خلفية طرح نواب في البرلمان قانونًا يسمح بتسليم المجرمين إلى الصين؛ لتبلغ هذه المظاهرات ذروتها يوم الأحد، منبئةً بمزيد من التصعيد، ولتأخذ منحى العنف والتخريب وأعمال الشغب، وإشعال النيران في الطرقات، والاعتداء على رجال الأمن والممتلكات العامة والخاصة، وسط انقسام في الشارع الهونج كونجي بين مؤيد ومعارض. ودعت الحكومة، في بيان لها صباح أمس الإثنين، إلى الالتزام بضوابط حرية التعبير، واحترام العملية الديمقراطية، والمعارضة السلمية وَفق الأشكال القانونية والدستورية، وشجبت أعمال العنف والتخريب التي قام بها المتظاهرون الذين وصفتهم بـ”المتظاهرين الراديكاليين المتطرفين”. وشدد البيان على وقوف الحكومة مع الشرطة؛ للحفاظ على الأمن والقانون ومحاكمة المتجاوزين.
وتضم الحركة الاحتجاجية شبابًا بين العقدَين الثاني والثالث من العمر. وشارك في المسيرات عدد من مواطني دول أوروبية، وهم يرتدون القمصان والسراويل السوداء، وكانوا حريصين على تغطية وجوههم، بينما تقدَّمت امرأة هونج كونجية طاعنة في السن مسيرة أخرى وهي تلوِّح بعلم بريطانيا، في الوقت الذي أهان فيه عدد من المتظاهرين الشبان شعار الصين وهونج كونج.. يقول “وانج”، 51 عامًا: “إنه شعار وطنك.. كيف تطمسه بالحبر الأسود؟! هذا وطننا.. هؤلاء شباب يافعون تعرضوا لغسيل الأدمغة لتخريب وطنهم.. هذا ليس في صالحنا جميعًا”.

يقول (يانغ)، 67 عامًا، لـ”كيوبوست”: “إنه شيء محزن حقًّا.. أنا أسكن هذه المنطقة منذ أربعة عقود، إنه حي جميل.. وهؤلاء الشباب لا يعرفون كيف يعبرون عن آرائهم ولا يحترمون سكان الحي.. هذه ليست مظاهرات، هذه فوضى”. وكان عدد من الشبان المتظاهرين قد اقتلعوا الحواجز الحديدية بين الشوارع واستخدموها كحواجز ومتاريس، بينما حفروا الأرصفة واستخدموا حجارتها كأسلحة يرمون بها تجمعات الشرطة.. واقتلع آخرون لوحات الشوارع وألقوا بها من فوق جسر مشاة على تجمعات الشرطة.
اقرأ أيضًا: شكاوى من سيطرة اليساريين على الجامعات في هونج كونج
يقول (يانغ): “الشرطة هنا لحفظ الأمن وحماية القانون والسيطرة على هذه المظاهرات غير المصرَّح بها.. لقد صرَّحت لهم الشرطة بحق التجمع والتظاهر في منطقة تبعد عن هنا محطتَين بالقطار.. لقد خرجوا عن مسارهم وعطلوا حياة الناس وأغلقوا الشوارع الرئيسية”. في المقابل وقف ثلاثة شبان من المتظاهرين يستمعون إلى ما يقوله (يانغ)، قائلين: “إن الحكومة لم تحترم رأي الشعب، الناس في هونج كونج ضد القانون، نحن نريد الحفاظ على هونج كونج مستقلةً، ولا نريد أن نكون تابعين للصين”. ليرد عليهم (يانغ): “اعترضوا بالطرق القانونية؛ أمامكم البرلمان وأمامكم حق التظاهر السلمي.. لماذا هذا التخريب؟! هذا ليس تعبيرًا، بل فوضى.. إنهم صغار غُسلت أدمغتهم”. سخر الشبان من (يانغ)، قائلين إنهم “سيقاتلون للحفاظ على استقلال هونج كونج”. (يانغ) همس في أُذن المراسل: “الغرب يستخدمهم.. ونحن وهم الضحايا”.

وأُصيب أحد رجال الأمن، وصادرت الشرطة أموالًا وأسلحة بيضاء، كما ألقت القبض على 49 متظاهرًا، واستخدمت خلال المواجهات الغازات المسيلة للدموع، بعد تحذيرات استمرت ثلاث ساعات. وعادت الحياة طبيعية صباح اليوم الإثنين في كل مناطق هونج كونج.
اقرأ أيضًا: انتفاضة شباب هونج كونج في وثائقي على “دويتش فيله”
ويعلق (يانغ): “هذا هراء سينتهي قريبًا.. إنهم في عطلة الصيف وأغلبهم من طلبة الجامعات، وأعدادهم تتناقص، وبدأ الشارع يرفض ما يقومون به”. شاب آخر من المتظاهرين صرخ: “نحن ننظر إلى المستقبل.. أعدادنا في ازدياد وأغلب الشعب معنا”.
يُذكر أن المتظاهرين يوم أمس لم يتجاوزوا بضعة آلاف موزعين على ثلاث مناطق، في الوقت الذي يبلغ فيه تعداد سكان هونج كونج بين 7 ملايين في الليل و9 ملايين في النهار.