الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربيةملفات مميزة

عضو فريق أكسفورد لإيجاد لقاح “كورونا” يتحدث إلى “كيوبوست”

الدكتور أحمد سلمان يكشف عن كواليس التجارب الناجحة حتى الآن.. ويؤكد أن الموعد النهائي لإعلان نتائج المرحلة الثالثة لا يمكن الجزم به

كيوبوست

تحدث أحمد سلمان؛ دكتور المناعة وأبحاث تطوير اللقاحات، بمعهد إدوارد جينر في جامعة أكسفورد بإنجلترا، وعضو الفريق البحثي العامل على إيجاد لقاح لفيروس كورونا، في مقابلةٍ خاصة مع “كيوبوست”، عن تفاصيل الدراسات التي يقومون بها، وتفاصيل المرحلتَين الأولى والثانية من اللقاح الذي يعوِّل عليه العالم لمواجهة تفشِّي فيروس كورونا.

في المقابلة يتحدث سلمان عن تفاصيل المرحلتَين الأولى والثانية من الأبحاث، وتفاصيل المرحلة الثالثة التي تُجرى في الوقت الحالي، بالإضافة إلى عملية متابعة المتطوعين الموجودين خارج المملكة المتحدة. وتطرق سلمان إلى أُسس عمل اللقاح وتكلفة بيعه، متوقعاً أن تكون المليار جرعة الأولى منه متوفرة بنهاية 2020 أو أوائل 2021، وإلى نص الحوار…

من هو أحمد سلمان؟
من أوائل دفعته بكلية العلوم جامعة عين شمس في القاهرة

حصل على منحة من الجامعة لاستكمال الدكتوراه في الخارج

يعمل حالياً في مركز تطوير اللقاحات بمعهد إدوارد جينز بجامعة أكسفورد

هو المصري الوحيد المشارك في فريق العمل الذي يعمل على لقاح “كورونا”

♦ ما الإمكانات التي وفَّرتها “أكسفورد” لفريق العمل من الباحثين والأطباء العاملين على اللقاح؟

– تتمثل احتياجات الباحثين في عاملَين أساسيَّين؛ هما: التمويل، والأجهزة والمعدات، وفي معهد إدوارد جينر الذي أعمل فيه، والمتخصص في تطوير اللقاحات للأمراض المعدية، تم توفير جميع الإمكانات بالنسبة إلينا؛ فعندما تعمل على تطوير لقاحٍ جديد لمرض معدٍ تبدأ بالتجارب المعملية، وبعدما تكون النتائج إيجابية يمكنك طلب تمويل أكثر لإجراء مزيد من التجارب. هذه هي السياسة المعتمدة بالفعل في المعهد منذ فترة طويلة، أما على مستوى الإمكانات فجميع الأجهزة والمتطلبات الكيميائية موجودة بالفعل، ومع زيادة وتيرة العمل تدخلت الحكومة البريطانية، وقامت بضخِّ مزيدٍ من التمويل، ووصلتنا لاحقاً تمويلات من منظمات مختلفة؛ مثل منظمة الصحة العالمية، ومنظمات بحثية غير ربحية، بالإضافة إلى الحكومة الأمريكية التي دعَّمت الأبحاث، ويمكن القول إن التمويل أصبح دولياً؛ فجامعة أكسفورد دائماً ما تحتل المراكز الأولى في الترتيب العالمي للجامعات بشكل عام، وفي المجال الطبي بشكل خاص، وذلك بسبب اهتمامها بالأبحاث الطبية عموماً وتطوير اللقاحات خصوصاً، ومعهد إدوارد جينر الذي أعمل فيه يضم مجموعة كبيرة من المتخصصين في مجال اللقاحات، وتتبعه وحدة تصنيع لقاحات قادرة على إنتاج لقاحات للاستخدام البشري، وللأسف فنحن نفتقد مثل هذه الوحدات في المنطقة العربية بأكملها.

صورة تعبيرية للعالم أمام عينة من كورونا

موعد مبدئي

♦ لو تحدثنا عن آخر تطورات بدء المرحلة الثالثة، ما الموعد المتوقع لانتهائها بشكل كامل؟

– المرحلة الثالثة بدأت في إنجلترا من يوم 22 مايو الماضي، واعتمدت في البداية على أن يكون هناك 10 آلاف متطوع داخل إنجلترا. وبداية من أول يوليو، تم البدء في هذه المرحلة خارج إنجلترا، والتي تضم ما يقرب من 4 آلاف متطوع في البرازيل، وألفي متطوع من جنوب إفريقيا. وتم التنسيق مع شركة “أسترازينيكا” في الوقت الحالي؛ لإدراج نحو 30 ألف متطوع من الولايات المتحدة الأمريكية، خلال الشهر الحالي. أما بالنسبة إلى النتائج، فالمتوقع أن تظهر نهاية سبتمبر أو بداية أكتوبر، ولا نستبعد حدوث ظروف تؤجل هذا الموعد؛ فالمواعيد التي حُددت في السابق للمرحلتين الأولى والثانية تم تأجيلها لأسبابٍ طارئة، ومن ثمَّ فلا يمكن الجزم بموعدٍ نهائي لإعلان نتائج المرحلة الثالثة حتى اللحظة.

صورة لطبيب عراقي داخل مقبرة موتى المصابين بـ”كورونا” في العراق- وكالات

♦ كيف تم اختيار المتطوعين الذين ستُجرى عليهم تجارب المرحلة الثالثة؟

– في المرحلتَين الأولى والثانية، كان هناك اشتراط بسلامة المتطوعين صحياً، وأن يكونوا من ضمن الفئة العمرية من 18 إلى 55 سنة. أما في المرحلة الثالثة، وبعد ثبات أمان اللقاح وفاعلياته بجدارة كبيرة، فقد تم توسيع الفئة العمرية للمتطوعين، وتضمين مجموعاتٍ جديدة تشمل أطفالاً من سن 5 سنوات حتى 12 عاماً، بالإضافة إلى الفئة العمرية من 55 إلى 70 عاماً، وهناك أيضاً متطوعون أكبر من 70 عاماً، وهذا الأمر بهدف اختبار والتأكد من أمان وفاعلية اللقاح على جميع الفئات العمرية المختلفة.

وأيضاً في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية يتم اختبار فعالية وأمان اللقاح على عددٍ كبير جداً من البشر من الأجناس والأعراق المختلفة ذات التركيب الوراثي المتنوع من المناطق والقارات المختلفة، والتي قد تتأثر استجابتهم المناعية وفقاً لهذا التنوع في خلفياتهم الجينية؛ ولكن نظراً لكون البروتين مسماري الشكل البارز من سطح الفيروس والمعروف بـ”Spike Protein” والمستهدف من قِبل اللقاح، ضخم جداً ويحوي على المستضدات القادرة على تحفيز جهاز المناعة، فإن ذلك يعزِّز الفرصة الكبيرة لقدرة اللقاح على تحفيز جهاز المناعة بشكل فعَّال للأجناس أو الأعراق البشرية المختلفة ذات الخلفيات الجينية المختلفة. بل ونأمل أن نرى استجاباتٍ مناعية أفضل في الخلفيات الجينية التي هي قيد الدراسة أو لم تختبر بعد؛ خصوصاً أنه يتم الآن تجربة اللقاح سريرياً على شرائح مختلفة من سكان إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية وجنوب إفريقيا والبرازيل؛ وهي دول منفتحة عالمياً وبها العديد من السكان الوافدين من القارات والدول المختلفة الذين تم تضمينهم بصورة عشوائية في مرحلة التجارب السريرية الثالثة للقاح، وبالتالي قياساً فإن إثبات اللقاح فاعليته في هذه المرحلة سيعزِّز بشكلٍ كبير قدرته على تحفيز جهاز المناعة بشكل فعال لجميع الأعمار والأعراق في المناطق الأخرى من العالم، وإن وُجدت بعض الفروقات بينها.

خلت الشواطئ والشوارع بسبب كورونا – وكالات

متابعة المتطوعين

♦ كيف تتم المتابعة الدقيقة للمتطوعين الذين تُجرَى عليهم التجارب من خارج بريطانيا؟

– ليست هي المرة الأولى لنا في أكسفورد لعمل تجارب سريرية خارج بريطانيا، وعلى سبيلِ المثال فهناك تعاون دائم لإجراء العديد من التجارب السريرية في قارات ودول العالم المختلفة لأمراض متعددة؛ مثل الملاريا والدرن ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية “MERS”، والإيبولا الذي خرج من معهد إدوارد جينر بجامعة أكسفورد. وبدءاً من شهر أبريل الماضي، تم وقف جميع الأبحاث التي تُجرَى على الأمراض المختلفة في معهد إدوارد جينر بجامعة أكسفورد، ودعوة العلماء المتخصصين فيه من المجموعات البحثية المختلفة إلى المشاركة في أبحاث التجارب السريرية، والتركيز على تطوير لقاح فيروس كورونا المستجد؛ لسرعة إنجازه. ومنذ هذا التاريخ، وهناك تعاون وثيق مع جميع المؤسسات من خارج جامعة أكسفورد؛ من معاهد ومستشفيات وحكومات الدول التي تجرى فيها التجارب السريرية؛ وفقاً لبروتوكولات محكمة ومشتركة تم تدريبها عليها ومتفق على تفاصيلها؛ حتى تكون طرق الاختبارات والنتائج العلمية موحدة، لتلافي وجود اختلافات بالنتائج.

اقرأ أيضاً: هكذا تعاملت أبوظبي مع التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا

♦ هل ظهرت أي أعراض جانبية للعلاج؟ وما مدى احتمالية ظهورها على المدى الطويل؟

– بناءً على البحث الذي تم نشره لتوضيح معامل الأمان والاستجابة المناعية للقاح في المرحلتَين الأولى والثانية من التجارب السريرية، فإنه لا توجد أعراض خطيرة مصاحبة للقاح، واللقاح أثبت أنه آمن بصورة عالية حتى الآن، والأعراض الجانبية التي ظهرت مثل ارتفاع درجة الحرارة، والاحمرار في أماكن الحقن، يتم التعامل معها بالمسكنات العادية؛ مثل البانادول، وتكمن أهمية المرحلة الثالثة في اختبار قدرة حماية اللقاح وفعاليته، بالإضافة إلى اختبار ما إذا كان هناك أي أعراض مصاحبة للقاح يمكن ظهورها بشكل أوضح في الأعداد الأكبر من المتطوعين على المدى الطويل.

عينات اختبار فيروس كورونا في المعمل – أ ف ب

♦ هل سيكون اللقاح للتحصين من الفيروس؛ بمعنى أن كل شخص يمكنه الحصول عليه للوقاية من “كورونا” أم سيتم الحصول عليه عند الإصابة فقط؟

– اللقاح سيكون من أجل الحماية والوقاية من الفيروس، وسيسهم في منع أو تقليل أعداد الإصابات بشكل كبير ما إذا كان فعَّالاً بالشكل المطلوب، وهو أكثر فائدة من الناحية الصحية والاقتصادية والاجتماعية من العلاج، فاللقاح سيمنع الإصابة بالعدوى والمعاناة من الأعراض الكارثية للمرض من الأساس في المجتمع، على العكس من العلاج الذي سيتم الحصول عليه بعد الإصابة بالعدوى والمعاناة من الأعراض الكارثية للمرض، بل والتسبب في نقل الإصابة إلى الآخرين؛ بسبب سرعة انتقال الفيروس، حيث إن اللقاح يقوم بتدريب جهاز المناعة على إنتاج كميات كبيرة من الخلايا المناعية المتخصصة ذات الذاكرة والأجسام المضادة، القادرة على تحفيز الاستجابة المناعية السريعة والقوية للتصدي للفيروس، ومنع حدوث العدوى والإصابة بالمرض، ما إذا حدث التعرض الطبيعي للفيروس في المستقبل.

الوصم الاجتماعي يلاحق مصابين بفيروس كورونا- “أ ف ب”

لقاحات متعددة

♦ ماذا عن اللقاحات التي يجري العمل عليها عالمياً اليوم؟

– اللقاح الأكثر تصدراً هو الذي نعمل عليه في جامعة أكسفورد؛ كوننا قد بدأنا المرحلة الثالثة والأخيرة بالفعل من 22 مايو الماضي داخل إنجلترا على ما يزيد على عشرة آلاف متطوع، وأيضاً خارج إنجلترا في دول مختلفة من الأول من يوليو الماضي، وهناك المرحلة الثالثة من اللقاح الأمريكي التي بدأت للتو في 27 يوليو الماضي، وثلاثة لقاحات صينية؛ واحد منها قد تم اعتماده بشكل جزئي بصورة استثنائية بعد الانتهاء مباشرة من المرحلة الثانية من التجارب السريرية للاستخدام فقط في حالة الضرورة داخل الجيش الصيني، ولم يبدأ مرحلته الثالثة بعد، واللقاح الأسترالي الذي بدأ المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، ويستخدم لقاح الدرن “BCG”؛ وهو لقاح غير متخصص ويتم اختباره أملاً في ما إذا كانت له القدرة على تحفيز مناعة غير متخصصة في الجهاز التنفسي عموماً قد تساعد في تقليل أعراض العدوى بفيروس كورونا المستجد.

♦ ماذا عن اللقاح الروسي الذي أُعلن عنه مؤخراً ووعدت موسكو بإتاحته قريباً؟

– هناك فارق بين المصل واللقاح؛ فالمصل هو عبارة عن مكون من المكونات المناعية كالأجسام المضادة قد تم إنتاجها في مصدر خارج جسم الشخص المتلقي لها، ثم يتم إدخالها أو حقنها في جسم الشخص المصاب بالعدوى لتعزيز مناعته في مكافحة الفيروس؛ مثل العلاج بالبلازما ضد عدوى فيروس كورونا المستجد. أما اللقاح فهو جزء من مُسبب المرض، وفي هذه الحالة فهو جزء من الفيروس نفسه، يتم إدخاله أو حقنه بطريقة في جسم الشخص المعافى -في الغالب- لتحفيز جهاز المناعة لإنتاج استجابة وخلايا مناعية متخصصة ذات ذاكرة قادرة على الاستجابة السريعة والقوية للتصدي لمسبب المرض ومنع حدوث العدوى والإصابة بالمرض ما إذا حدث التعرض الطبيعي إلى مسبب المرض في المستقبل.

أما بالنسبة إلى اللقاح الروسي؛ فرغم الضجة المثارة حوله؛ فإنه ما زال في مراحله الأولية من التجارب السريرية، وما زال أمامه الكثير من الاختبارات اللازم عملها بصورة علمية دقيقة قبل التأكد من فاعليته؛ حيث إن ما تم إعلانه حتى الآن هو اختباره على 18 متطوعاً فقط، لتحديد معامل أمان اللقاح ونحو 20 متطوعاً فقط لتحديد مدى الاستجابة المناعية للقاح. وعلى الرغم من التصريح بنتائج أولية إيجابية؛ فإنه ما زال هناك الكثير من الاختبارات التي يلزم عملها على عددٍ أكبر بكثير من المتطوعين من هذا العدد المحدود للغاية. فعلى سبيل المثال؛ فإن اختبارات لقاح أكسفورد قد تضمنت في المرحلتَين الأولى والثانية من التجارب السريرية ما يقارب 1100 متطوع، والآن يتم العمل على تضمين ما يقارب الـ50 ألف متطوع في المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية، في أربع دول مختلفة حتى الآن (إنجلترا، والبرازيل، وجنوب إفريقيا، والولايات المتحدة الأمريكية)؛ نصفهم سوف يحصلون على لقاح أكسفورد ضد فيروس كورونا المستجد، والنصف الآخر سوف يحصل على لقاح وهمي (Placebo)؛ حتى يمكن مقارنة المجموعات المختلفة لاستنتاج تأثير وفعالية اللقاح الذي يتم اختباره، فما حدث في روسيا يمكن القول عنه إنه بداية مبشرة؛ ولكن ما زال المشوار طويلاً أمامهم قبل الوصول إلى نتيجة علمية قاطعة. وعلى الرغم من كل النتائج المبشرة التي تم إعلانها بشكل رسمي من العديد من المجموعات البحثية المختلفة على مستوى العالم، والتي تتصدرها جامعة أكسفورد؛ فإنه حتى هذه اللحظة لا يوجد على مستوى العالم لقاح ضد فيروس كورونا المستجد قد أتم جميع التجارب السريرية والعلمية اللازمة لاعتماده بشكل علمي ورسمي للاستخدام العالمي على البشر، ولكن نرجو من الله أن يحدث ذلك قريباً مع وجود هذا الكم الهائل من النتائج العلمية والمنطقية المبشرة التي تدعم هذا الأمل بشكلٍ كبير.

العزل الاجتماعي لمواجهة فيروس كورونا حتى الآن- وكالات

♦ هل هناك تنسيق بينكم كفريق في أكسفورد والفرق البحثية التي تعمل على تطوير لقاح لكورونا حول العالم؛ سواء في الولايات المتحدة أو الصين أو ألمانيا؟

– هذا الأمر لا يتم على مستوى الباحثين؛ ولكن يتم من خلال التنسيق بين المنظمات العالمية، والجهات المسؤولة بشكل رئيسي، والمراكز البحثية.

♦ اللقاح الذي تعملون عليه في أكسفورد يقوم بالعمل على توليد الخلايا التائية القاتلة المعروفة بـ”Cytotoxic T-cells”، ما دور هذه الخلايا في مواجهة الفيروس؟

– اللقاح يعمل على تحفيز جهاز المناعة بشكل مباشر، وبعد الحصول عليه يكون جهاز المناعة قادراً على خلق جيش من الخلايا المناعية التي لها ذاكرة وقادرة في حالة التعرض إلى العدوى الطبيعية أن تستجيب وتتصدى للفيروس بصورة أقوى وأسرع، وهذا الأمر يمكن تحقيقه من خلال نوعين فقط من الخلايا التي تمتلك هذه القدرة؛ وهما الخلايا البائية (B cells)، وهي الخلايا التي تكون قادرة على إنتاج الأجسام المضادة للتعامل مع الفيروس والتصدى له وهو خارج الخلايا قبل أن يحدث العدوى في الخلايا المستهدفة. ولكن نظراً لأن الأجسام المضادة لا يمكنها الدخول إلى الخلايا أو اختراق غشائها الخلوي، فهي غير قادرة على تدمير الفيروس أو منع تكاثره إذا نجح في اختراق الخلية المستهدفة.

أما في حالة قدرة الفيروس على اختراق ودخول خلايا الجسم، فيأتي الدور المهم للخلايا التائية القاتلة “Cytotoxic T-cells”  والقادرة على التعرف بشكل متخصص جداً على الخلايا المصابة بالفيروس وتدميرها والتخلص منها من دون إحداث أي ضرر على الخلايا السليمة المجاورة لمنع تكاثر وانتشار الفيروس إلى الخلايا السليمة. ومن مميزات اللقاح قدرته العالية على تحفيز ذراعَي جهاز المناعة من خلايا بائية قادرة على إنتاج الأجسام المضادة، وخلايا تائية قاتلة قادرة على التصدي للفيروس سواء قبل أو بعد اختراقه ودخوله إلى الخلايا المستهدفة في جسم الإنسان.

القياس الحراري للكشف عن “كورونا”- “أ ب”

نسب النجاح

♦ تحدثتَ في السابق عن فاعلية 100% للقاح على القرود، ما احتمالية تطبيق نفس النسبة على البشر؟

– هذا الأمر لا يمكن علمياً التنبؤ به حتى الآن؛ لكن طبقاً لما تم نشره من نتائج المرحلتين الأولى والثانية اللتين تضمنتا أكثر من 1100 متطوع، وأكدت استجابة البشر للقاح بفعالية كبيرة وإنتاج أجسام مضادة متخصصة قادرة على معادلة وتدمير الفيروس معملياً بنسبة تتعدى 91%- 100% حال حصول الإنسان على جرعتين من اللقاح، بالإضافة إلى قدرة اللقاح على تحفيز استجابة مناعية خلوية قوية؛ لكن تحديد نسبة فعالية وحماية اللقاح بشكل حاسم لن يكون ممكناً قبل إنهاء المرحلة الثالثة بشكل تام وعمل التحاليل الإحصائية اللازمة، وعرض النتائج بصورة علمية؛ خصوصاً أن مرض “كورونا” المستجد ليس له علاج فعال وآمن بنسبة 100% حتى الآن، وبالتالي فيجب الانتظار وترك الأشخاص الذين خضعوا للاختبار ليكونوا عرضة للعدوى الطبيعية فقط، إذ لا يمكن أخلاقياً تعريضهم للفيروس تحت أي ظرف لتحديد مدى فعالية وقدرة اللقاح على حمايتهم ضد العدوى بفيروس كورونا المستجد.

محاولات مستمرة لعلاج فيروس كورونا – وكالات

♦ هل توافر اللقاح بنهاية سبتمبر، كما هو متوقع، سيجعله متاحاً بجرعاتٍ كافية لجميع دول العالم؟

– لن يكون اللقاح متوفراً بنهاية سبتمبر؛ ولكن التجارب السريرية للمرحلة الثالثة هي التي نرجو أن تنتهي في هذا بنهاية سبتمبر أو أول أكتوبر، وحال ثبوت إيجابية النتائج، وفعالية اللقاح، سيتم الاعتماد وبداية دورات التصنيع؛ حيث تستغرق كل دورة ما بين 3 و6 أشهر لإنتاج ما يقرب من مليار جرعة، ونأمل أن تكون جاهزة بنهاية 2020 أو أوائل 2021، والتعاقدات التي جرت على إنتاج أكثر من ملياري جرعة ستستغرق بعض الوقت، ونأمل أن تكون جاهزة في منتصف أو أواخر 2021، وسرعة الإنتاج ستكون مرتبطة بالتعاقدات التي ستبرمها شركة “أسترازينيكا” التي لها حق تصنيع وتوزيع اللقاح.

الموافقات المطلوبة

♦ هل تتوقع موافقات استثنائية سريعة على ترخيص اللقاح للاستخدام الطارئ؟

– ثمة خطوات علمية معينة وصارمة لا بد أن يتم اتباعها بداية من خطوات التجارب والانتظار، وصولاً إلى تجارب الأمان والاستجابة المناعية والفعالية للقاح، وهذه الخطوات لا يوجد بها أي نوع من الاستثناءات؛ لكن الاستثناءات وتسريع الخطوات اللازمة للحصول على التمويل والموافقات اللازمة لاختبارات اللقاح مع مراعاة أننا في فترة وباء هي ما قد يكون بها نوعٌ من الاستثناء. أيضاً في الوضع الطبيعي لا بد أن تتعدى نسبة فعالية وحماية أي لقاح الـ50% لمَن حصلوا عليه؛ لكن قد تكون هناك اعتبارات أخرى في فترة الوباء لضمان حماية أكبر عدد ممكن من الأرواح، وقد يتم الاعتماد بصورة استثنائية وطارئة.

فيروس كورونا كما يبدو تحت المجهر – أرشيف

سعر الجرعة

♦ما سعر الجرعة المتوقع لتعافي المريض؟ وهل ستقترب نسبة الشفاء من 100% خصوصاً لكبار السن وذوي الأمراض المزمنة؟

– سعر اللقاح حتى اليوم يقدر بـ7 دولارات، وهناك جهود لتقليله ليكون بين 5 و6 دولارات لو تم الإنتاج بكميات كبيرة، وقد تم التصريح بأنه لن يكون هناك أي نوع من الربح خلال فترة الوباء؛ ولكن اللقاح سيكون بسعر التكلفة، ونسب الشفاء أو الحماية لا يمكن الجزم بها إلا مع انتهاء التجارب.

♦كعالِم متخصص في علم المناعة، كيف تنظر إلى التصريحات المتضاربة أحياناً التي تصدر عن منظمة الصحة العالمية؟

– هذا الأمر شبه طبيعي ومقبول في المجتمع العلمي؛ فكل شخص أو جهة تشارك في الأبحاث التي توصلت إليها وبناءً عليه يكون هناك استنتاج معين، وتتم إعادة البحث أكثر من مرة في فرق مختلفة حول العالم؛ لتأكيد أو نفي هذا الاستنتاج السابق، وما يحدث مرتبط بأن فيروس كورونا “مستجد” وليست هناك خبرة كافية في معرفة قدرته على العدوى أو أعراضه بشكل واضح؛ فعمر ظهور الفيروس نحو 7 أشهر فقط، وهي فترة غير كافية لدراسته وفهمه بشكل كامل والخروج باستنتاجات قاطعة من الناحية العلمية.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة