الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفة
عشر مهن غريبة لم تعد موجودة
كانت وظيفة "مشرف المرحاض" مهمة ولها الكثير من الخصوصية؛ حيث كان المشرف في عهد هنري الثامن يراقب حركة وأداء أمعاء الملك للتأكد من أنه يتمتع بصحة جيدة

كيوبوست– ترجمات
يسلط كارل سيفر الضوءَ في هذا المقال، على مهن كانت مطلوبةً جداً في السنين الماضية؛ ولكنها لم تعد كذلك مع تطور المجتمع والتكنولوجيا. ويقول إن الكثير من المهن الشائعة اليوم لم تكن موجودة قبل 10 أو 20 أو 30 عاماً، أو أنها أصبحت تختلف كثيراً عما كانت عليه قبل ذلك.
وفي ما يلي بعض من أغرب المهن التي كانت ضرورية في حينها؛ ولكنها اختفت اليوم:
المنبّه البشري
قبل اختراع المنبه اعتاد كثيرون على توظيف أشخاصٍ لإيقاظهم في الصباح؛ ربما تبدو مهنة غير معقدة ولكنها كانت ضرورية في القرن التاسع عشر. وكثيراً ما كان مَن يمارسون هذه المهنة يستخدمون عصياً طويلةً للنقر على نوافذ زبائنهم أو يرمون عليها حبات البازلاء. ربما تبدو وظيفة غير مهمة، ولكن فكّر في الأمر؛ ألم يكن الناس في الماضي بحاجة إلى الاستيقاظ في أوقات محددة؟
اقرأ أيضاً: اندثار مهنة الحكواتي في العراق
واضعو مسامير البولينغ
إذا مارستَ لعبة البولينغ من قبل فقد رأيت آلةً تقوم بوضع المسامير في أماكنها بعد كل جولة؛ ولكن قبل وجود هذه الآلة، كانت هذه مهنة قائمة بذاتها. وكان الأطفال غالباً هم مَن يقومون بهذا العمل، إلى أن قامت شركة “برانسويك” بصنع آلة توضيب المسامير التي أحدثت ثورةً في ملاعب البولينغ، أدت إلى خسارة العديد من العاملين فيها وظائفهم. بالطبع مثل هذه الوظيفة اليوم تنتهك قوانين عمالة الأطفال؛ لكن الأمر كان مختلفاً في ذلك الوقت.

قاطعو الجليد
هل تعلم أنه قبل اختراع أجهزة التبريد الحديثة كان الناس يقطعون الجليد من البحيرات والأنهار المتجمدة لاستخدامه في تخزين الطعام؟ كان قطع الجليد مهنة حقيقية حتى القرن التاسع عشر، وكانت مهنة خطيرة. كان قاطعو الجليد يستخدمون مناشير كبيرة لقطع كتل الجليد ثم ينقلونها إلى المنازل والشركات. ومع ظهور أجهزة التبريد بحلول عشرينيات القرن الماضي، انقرضت هذه المهنة، وأصبح من الصعب تصديق أن الناس كانوا يمارسونها لكسب عيشهم؛ لكن هذا الأمر يظهر مدى تغيُّر مجتمعنا في مثل هذه الفترة القصيرة.
جامعو العلق
قبل الطب الحديث كانت العلقات تُستخدم لمصّ الدم؛ وهي ممارسة طبية يتم فيها سحب الدم من المريض لعلاج أمراضٍ متعددة. ربما تنظر إلى هذا الأمر على أنه ممارسة بربرية غريبة؛ لكن في الواقع كان الطلب على العلق كبيراً من الأطباء؛ لدرجة أنه كان هناك أشخاص يجمعونه لكسب لقمة عيشهم. وكان هؤلاء يذهبون إلى المستنقعات ويدفعون إليها بالخيول المسنَّة كي تعلق عليها العلقات؛ بل كان بعضهم يستخدمون أجسادهم لهذا الغرض. هل يمكنك أن تتخيل القيام بذلك العمل من أجل لقمة العيش؟
مشعلو المصابيح
كانت الشوارع تُضاء ليلاً بواسطة مصابيح الزيت، وكان مشعلو المصابيح يستخدمون عصا طويلة يثبتون في نهايتها فتيلاً من أجل إشعال مصابيح الزيت أو الشموع في مصابيح الشوارع عند المساء، ثم يعودون لإطفائها صباحاً. وقد بدأت هذه المهنة في الاختفاء مع اختراع مصابيح الغاز عام 1814 في أوروبا، ثم تراجعت بسرعة كبيرة مع اختراع توماس أديسون المصباح الكهربائي المتوهج عام 1879، إلى أن انقرضت بالكامل مع مطلع القرن العشرين.
صائدو الفئران
كان اصطياد الفئران مهنةً شائعةً في أوروبا؛ خصوصاً خلال انتشار مرض الطاعون الأسود؛ حيث كانت الفئران تمثل مشكلةً كبيرةً في المدن. وكان صائدو الفئران يطلقون النار عليها في المجاري ويسلمونها إلى السلطات للحصول على أجرهم. وفي بعض الأحيان كانت مهمتهم تشمل التخلص من الفئران بعد قتلها. انقرضت هذه المهنة مع ظهور الأساليب الحديثة في المكافحة ومبيدات القوارض.

الكمبيوتر البشري
كانت الشركات والمؤسسات توظف أشخاصاً لإجراء العمليات الحسابية التي تتم الآن بواسطة أجهزة الكمبيوتر. وغالباً ما كانت هذه الكمبيوترات البشرية من النساء؛ حيث اعتقد الكثيرون أن النساء أكثر قدرةً على أداء المهام المتكررة. وبالطبع قضت أجهزة الكمبيوتر على هذه المهنة في سبعينيات القرن الماضي. من الصعب تصديق أن هذه كانت وظيفة حقيقية.
نابشو القبور
قبل الطب الحديث، اعتقد الناس أن تشريح الجثث هو أفضل طريقة لدراسة علم التشريح؛ ولكن المشكلة كانت في ندرة الجثث المتوفرة. لذلك اضطر الدارسون إلى الاستفادة من خدمات نابشي القبور لسرقة الجثث من المقابر. وكان على الجامعات أن توظف هؤلاء لتوفير الجثث لطلابها. ومع أن نابشي الجثث لم يكونوا محبوبين في المجتمع لأسباب واضحة؛ فقد كانت هذه المهنة شائعة في بريطانيا حتى تمرير قانون التشريح عام 1832 الذي جعلها مهنةً غير قانونية. ومع تطور كليات الطب الحديثة، لم تعد هناك حاجة إلى هذه المهنة.
اقرأ أيضاً: هذه المهن مطلوبة في 2021 لمواجهة فترة ما بعد “كورونا”
فتيات السجائر
في أوائل القرن العشرين كانت مهنة فتيات السجائر شائعةً في الولايات المتحدة. وكانت الفتيات يتجولن في الأماكن التي يكثر فيها التدخين؛ مثل الحانات والنوادي، ويبعن السجائر لروادها. وعادةً ما كانت الفتيات يرتدين ملابس مثيرة ويحملن السجائر في صندوق يعلقنه حول أعناقهن. وقد بدأت هذه المهنة في الاختفاء مع ظهور آلات بيع السجائر في منتصف القرن العشرين، إلى أن انقرضت تماماً مع نهاية القرن.

مشرفو المراحيض
ربما تكون هذه أغرب الوظائف حتى الآن؛ ولكن كان على شخص ما القيام بها. كان مشرف المرحاض في القصر مسؤولاً عن تزويد الملك بالأساسيات التي يحتاج إليها للذهاب إلى الحمام. وكانوا يزودونه بالمناديل والماء والوعاء اللازم لإنهاء عمله، ثم يقوم بتفريغ الوعاء. ولا يزال الجدل قائماً حول ما إذا كان مشرف المرحاض يقوم بتنظيف مؤخرة الملك أيضاً. كانت هذه وظيفة مهمة لها الكثير من الخصوصية؛ حيث كان المشرف في عهد هنري الثامن يراقب حركة وأداء أمعاء الملك، للتأكد من أنه يتمتع بصحة جيدة، وإلا فإنه يخبر الأطباء لتصحيح الوضع. وفي النهاية؛ تطورت هذه المهنة، ولكنها لم تفقد قيمتها قط.
وعلى الرغم من أن تطور المهن قد يكون مزعجاً لمن خسروا وظائفهم بسبب التقنيات الجديدة، لا بد من أن نتذكر أن هذا الأمر هو جزءٌ من التطور الطبيعي. فمع تغير عالمنا تتغير المهن أيضاً. ومع تطور التكنولوجيا من المحتمل أن يكون هناك المزيد من المهن التي ستختفي في المستقبل. ومؤخراً أدى التطور السريع للذكاء الاصطناعي إلى إثارة مخاوف كثيرين من خسارتهم وظائفهم.
وفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي؛ فإن نحو 40% من العمال يعتقدون أن وظائفهم ستنتهي في السنوات الخمس المقبلة، وعلاوةً على ذلك يشعر ستة من كل عشرة أشخاص بالقلق من أن الأتمتة ستعرِّض العديد من الوظائف للخطر. لسوء الحظ؛ لا أحد لديه كرة بلورية ليعرف ماذا يحمل المستقبل، لكن قراءة التاريخ تشير إلى أنه من المحتمل أن تختفي العديد من الوظائف في السنوات القادمة. ومن الوظائف التي يعتقد أنها مرشحة للانقراض قريباً، وظيفة أمين الصندوق، وصراف البنك، وسائق التاكسي، ووكيل السفريات، وساعي البريد.
ولكن فقدان بعض الوظائف بسبب الأتمتة والرقمنة سيجلب معه مزيداً من الفرص، وقد رأينا ذلك يحدث بالفعل مع ظهور المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي. ومع استمرار التقدم التكنولوجي في السنوات المقبلة ستحتفظ بعض المهن بأهميتها؛ مثل التجار والمساعدين الشخصيين والمحامين ومخططي المناسبات. ومن الممكن للبعض أن يستعدوا لمهن المستقبل، فإذا كنت سائق تكسي وتشعر بالقلق على وظيفتك، فلماذا لا تتعلم البرمجة؟
وعلى الرغم من عدم اليقين بشأن المستقبل؛ فلا داعي للذعر. لطالما تغير العالم باستمرار ولطالما وجد الناس طريقةً للتكيف معه. لذلك لا ينبغي أن تشعر بالإحباط إذا ما أخذت الآلة وظيفتك في السنوات القادمة، وتذكر أنه بالعمل الجاد يمكنك دائماً العثور على طريقة للبقاء في الطليعة.
المصدر: هيستوري ديفايند