اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةترجمات

عرب 48 يرفضون الانضمام إلى دولة فلسطين.. ويفضلون البقاء في إسرائيل

كيوبوست- ترجمات

سعى يوسف جبارين، المحامي والخبير القانوني، مثله مثل جميع السياسيين الإسرائيليين للفوز في الانتخابات التشريعية التي جَرَت للمرة الثالثة في أقل من عام. جبارين عضو القائمة العربية الموحدة (وهي المجموعة الثالثة الأكبر حجمًا في الكنيست)، يقول بوضوح: “لدينا مخزن جيد للأصوات في المناطق العربية، نراهن على نحو مئة ألف صوت، ونسعى إلى تعبئتها. إذا كانت نسبة المشاركة في القطاع العربي ممتازة سنحصل حتمًا على عدد أكبر من المقاعد”.

يعتمد يوسف جبارين في حملاته الانتخابية على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وخطته المزمعة للسلام؛ إنه مقتنع بأن الحديث عن “صفقة القرن” سيكون له تأثير كبير على ناخبيه، فهذه الخطة التي أعدَّها جاريد كوشنر، صهر دونالد ترامب، ترفضها بشكل قاطع شريحة واسعة من العرب الإسرائيليين؛ لأنها تنص على ربط “المثلث”، وهو سلسلة من المدن والقرى العربية التي يقطنها أكثر من 260000 نسمة، بدولة فلسطينية صغيرة في المستقبل، مقابل ضم إسرائيل لوادي الأردن والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، وهو تغيير في موازين السيادة على الأرض يرفضه سكان المنطقة.

مدينة أم الفحم- صورة من حساب المصور عمر سمير

أم الفحم

يقول جبارين، المولود في مدينة أم الفحم: “لقد فوجئت برؤية هذا الاقتراح المقدم من اليمين الإسرائيلي المتطرف، الفكرة جاءت في الأصل من نتنياهو، نحن نعارض هذا المشروع القائم على دوافع عنصرية”. الغرض من القانون، حسب جبارين، هو تقليل عدد المواطنين العرب في إسرائيل: “لقد تم استدعاؤنا لضمّنا دون سابق إنذار إلى دولة فلسطينية دون عاصمتها القدس، وستضم إسرائيل 60٪ من الأراضي الخاضعة لسيطرة المستوطنين في الضفة، هذا النظام قائم على الفصل العنصري، لا شكرًا! لا نحتاج إلى ذلك”.

تقع مدينة أم الفحم في شمال المثلث العربي، وقد كانت قبل حرب 1948 تتبع قضاء جنين، إلا أنها الآن تتبع منطقة حيفا، حسب التقسيم الإداري الإسرائيلي؛ حيث تم تسليمها إلى إسرائيل بموجب اتفاقية الهدنة مع الأردن أو ما يُعرف بـ”اتفاقية رودس” في عام 1949، ودخلتها القوات الإسرائيلية في 22 مايو 1949، وبقي أهلها فيها ولم يهجروها.

اقرأ أيضًا: نتنياهو وغانتس.. المواجهة الثالثة في عام

مدينة أم الفحم التي بُنيت على التل هي المزود الرئيسي لعمال البناء العاملين في مواقع الإنشاءات المنتشرة وسط إسرائيل. على الرغم من الهدوء الظاهر في شوارعها؛ فإن المدينة قد شهدت تفشِّي العنف الإجرامي وتسوية الحسابات بين العصابات المتنافسة لسنوات. مع ذلك لا يرغب سكانها في أي تغيير بخصوص وضعهم الحالي، كما يقول محمود متقاعد، من مواليد عام 1948 (عام إنشاء الدولة العبرية): “أنا مقتنع بأن الفكرة مستحيلة التنفيذ، لقد عشت دائمًا في وئام مع اليهود، وعملت طوال حياتي كسائق حافلة في تل أبيب، واليوم يطلبون مني التخلِّي عن جنسيتي الإسرائيلية، لا أحد يريد شيئًا كهذا!”.

خريطة المثلث العربي في إسرائيل- وكالات

غضب واسع

استجر إعلان ترامب خطة السلام، نهاية يناير الماضي، غضب عديد من السكان.. أحمد صاحب مطعم للوجبات السريعة، يقول: “إنه قرار غبي من رئيس لا يفقه شيئًا عن الشرق الأوسط. خطة السلام ليست سوى سيناريو من أفلام هوليوود”. أحمد لا يمانع في أن يصبح مواطنًا فلسطينيًّا شريطة أن يستعيد أرض جده بالقرب من حيفا، والتي مُنحت كما يقول للمواطنين اليهود بعيد اندلاع الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي عام 1948.

يطالب عديد من سكان “المثلث العربي” مثل أحمد، باستعادة ممتلكاتهم السابقة. يقول عديد منهم “بعد عام 1948، شاركنا في بناء إسرائيل، ونحن مندمجون جيدًا في المجتمع الإسرائيلي”؛ لدرجة أن أحمد لم يصوِّت لصالح القائمة العربية الموحدة، التي تجمع بين الحساسيات السياسية لمجتمعه، كما يقول، بدءًا من الشيوعيين وصولًا إلى الإسلاميين؛ لكنه فضَّل حزب “ميرتس”، وهو حزب يساري إسرائيلي متحالف مع الديمقراطيين الاجتماعيين في حزب العمل.

اقرأ أيضًا: صفقة القرن.. صيغة ترامب للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين

من منطلق شعورهم بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، شارك العرب الإسرائيليون بأعداد كبيرة في استطلاعات الرأي في سبتمبر الماضي؛ للتعبير عن سخطهم في صناديق الاقتراع. تقول سوسن زاهر، محامية وحقوقية تعمل في منظمة “عدالة” غير الحكومية: “هذا الشعب لديه شعور بأنه يُستخدم كسلعة للتبادل بين الإسرائيليين والفلسطينيين. خطة السلام هي مشروع غير قانوني بشكل مضاعف بالنسبة إليهم؛ لأن القانون الدولي يحظر عمليات النقل والتهجير القسري للسكان”. وعلى الصعيد الوطني، فإن إسرائيل حسب سوسن: “تخالف قوانينها الخاصة التي تعامل جميع مواطنيها على قدم المساواة، هناك رغبة إسرائيلية في تحويل سكان المثلث العربي إلى مواطنين مؤقتين يمكن إرسالهم إلى دولة لا يعترفون بها”.

يشعر سكان المثلث العربي بالتضامن مع الفلسطينيين من جهة وبولائهم إلى بلدهم إسرائيل الذي يعيشون فيه بمستوى أفضل بمراحل مقارنةً مع الضفة الغربية، يقول محمود: “غالبًا ما أذهب إلى نابلس أو رام الله لزيارة الأقارب؛ هناك اختلافات كبيرة بيننا، لا يوجد سلام ولا تنمية هناك، نحن لا نريد هذه الخطة، صحيح أنني فلسطيني ولكنني إسرائيلي أيضًا!”.

المصدر: لوفيغارو

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة