الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

عدالة الجرافات

الجرافات هدمت منزلي وكسرت ظهر مسلمي الهند.. فهل يكترث العالم؟

كيوبوست- ترجمات

أفرين فاطمة  

مع تزايد النهج المتطرف الذي تتبعه حكومة حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي المتطرف، برئاسة ناريندرا مودي، بدأت أصوات مسلمي الهند ترتفع لجذب انتباه العالم لمعاناتهم التي تتفاقم يوماً بعد يوم. وقد نشرت صحيفة “التايم” مقالاً كتبته الناشطة الطلابية أفرين فاطمة، تلقي فيه الضوء على الاضطهاد الذي يعانيه مسلمو بلادها من خلال تجربتها الشخصية.

تقول فاطمة: هل فكرت يوماً في شعورك بأن تكون مسلماً في دولة هندوسية غير معلنة، وأن تتعرض إلى الإذلال والمهانة والقسوة، وأن تدمر الدولة روحك وأحياناً منزلك؟

تظاهرة لمسلمي الهند- وكالات

اعتقلت الشرطة الهندية والد فاطمة، وهو ناشط مجتمعي وحقوقي، في أعقاب المظاهرات التي اندلعت في مدينة براياغراج؛ احتجاجاً على التصريحات المهينة بحق النبي محمد التي أدلت بها متحدثة باسم حزب بهاراتيا جاناتا في أواخر مايو الماضي. وفي الليلة نفسها، داهمت الشرطة منزلها واعتقلت والدتها وشقيقتها، دون مذكرة توقيف، لأكثر من 36 ساعة. وفي اليوم التالي، ألصقت سلطات المدينة إشعاراً بالهدم على باب بيتهم بحجة أن المبنى غير قانوني على الرغم من أنهم كانوا يسددون جميع الضرائب المترتبة على المنزل.

اقرأ أيضًا: هل نجح الحزب الحاكم بالهند في احتواء أزمة التصريحات المسيئة؟

تقول فاطمة: “هكذا أصبح بيتنا جزءاً من النمط المألوف لما أصبح يُعرف بعدالة الجرافات في الهند”؛ حيث تتهم الحكومة المسلمين بـ”جرائم خطيرة”، مثل المشاركة في الاحتجاجات، وتلقي عليهم باللوم في أعمال العنف، ثم تقوم بهدم منازلهم دون أي مسوغ قانوني. والفكرة من وراء ذلك هي أن يشعر المسلمون بأنهم لا يتمتعون بحماية القانون في دولة هندوسية.

بعد اعتقال والدها وظهور صورها في العديد من البرامج الحوارية التليفزيونية إلى جانب صور زملائها الناشطين ووصفهم بأنهم “معادون للوطنية” و”جهاديون”، تلقت فاطمة سيلاً من التهديدات بالقتل والاغتصاب. كتبت فاطمة: “ليست هنالك مذكرة توقيف ضدي؛ ولكني سجنت نفسي لأنني كشابة مسلمة في الهند أخشى على سلامتي وسلامة عائلتي الجسدية والنفسية، سواء في عالم الواقع أو في العالم الافتراضي، هكذا هي الحرية في الهند (أكبر ديمقراطية في العالم)، وأنا مجبرة على العيش على هذا النحو لمجرد أنني ناشطة مسلمة”.

أفرين فاطمة تتقدم مجموعة من الناشطات المسلمات- “أرشيف”

ثم تشير فاطمة إلى الضغوط التي مارسها أجاي سينغ بيشت، رئيس وزراء ولاية أوتار براديش، التي تقع فيها مدينتها، منذ وصوله إلى السلطة عام 2017؛ حيث بدأ المناخ الاجتماعي في الولاية بالتدهور نتيجة خطاب الكراهية وتهميش مسلمي الولاية الذين يقارب عددهم الخمسين مليوناً، والعمل على طمس هويتهم من خلال تغيير أسماء الأماكن ذات الطابع الإسلامي؛ مثل مدينة الله آباد التي أصبح اسمها براياغراج.

شعرت فاطمة بالتهديد الوجودي الذي يواجه المسلمين، وبصفتها رئيساً لاتحاد الطلبة في جامعة أليغارا الإسلامية، بدأت تنتقد علانية خطاب الكراهية الذي يسوق له بيشت والتهديدات التي يتعرض إليها المسلمون في مختلف أرجاء الهند. تقول فاطمة: “بدأت في ارتداء الحجاب لتأكيد وجودي كامرأة مسلمة في الأماكن التي شعرت بأن وجودي فيها غير مرحب به. ومثل العديد من قادة الطلاب المسلمين، واجهت محاكمات إعلامية على القنوات المنحازة بشكل بشع، والتي تمثل الناقل الرئيسي للكراهية في الهند. لقد شوهوا خطابي ووصفوني بالانفصالية. كانت رسالة الدولة واضحة بالنسبة إلينا: حتى مجرد ممارسة حقوقنا الدستورية تعتبر تجاوزاً للحدود.. ليس للمسلمين من حقوق”.

اقرأ أيضًا: مفتي الهند لـ”كيوبوست”: ما حدث من إساءة إلى الرسول موقف فردي لا يمثل الحكومة

واختتمت فاطمة مقالها بالقول: “بعد الإساءات إلى النبي محمد من قِبل المتحدثين باسم حزب بهاراتيا جاناتا، أطلق والدي نداءً عبر (فيسبوك) لتوجيه الغضب بشكل بناء، والصلاة من أجل المجتمع؛ ولكن الاحتجاجات اندلعت بعد صلاة الجمعة في العاشر من يونيو، وجاءت عدالة الجرافات إلى ديارنا. لقد دمروا منزلنا وبثوا مشاهد التدمير على الهواء مباشرة، واحتفل أتباع حزب بهاراتيا جاناتا بهذا العقاب الجماعي للمسلمين. ومنذ ذلك الحين، لا أعرف ماذا يحدث لوالدي في مركز الاعتقال، ولا أعرف ما إذا كنت سأنام ليلة هانئة بعد اليوم. الأمر في غاية الصعوبة عندما تكون مضطراً لأن تثبت براءتك وتشعر بالقلق والضعف والألم؛ إنه عقوبة بحد ذاتها أن تكون مسلماً في الهند التي يحكمها مودي. هل يعرف العالم كيف نعيش؟ هل يكترث؟”.

♦ناشطة طلابية مدافعة عن حقوق المسلمين الهنود.

المصدر: صحيفة التايم

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة