الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفةشؤون خليجيةشؤون عربيةمجتمع

عبدالمنعم الذرفي.. إنسان بسيط

كيوبوست

بينما يتخبط الناس بحثاً عن مفاتيح السعادة وأسبابها، ما بين الهوس بالنجاح والاقتناء المفرط للسلع والمنتجات والسعي للظهور والشهرة، وجد السعودي عبدالمنعم الذرفي الشمري الطريقَ إلى السعادة، واتضح أنه طريق أسهل وأقصر؛ التخلي عن التعقيد لصالح البساطة والترفع عن مظاهر الحياة العصرية لصالح ما نسميه بالعامية “هداة البال”.

البساطة كنمط حياة

ولخَّص الذرفي الشمري سر سعادته، رغم بساطة حياته، عبر فيديو ظهر فيه على مواقع التواصل الاجتماعي، بعلاقته مع الله وعلاقته بوالدته.

عبد المنعم الذرفي الشمري

ويكرِّس الذرفي الشمري، صاحب الابتسامة العريضة التي لا تخبو، نفسه لبرّ والدته التي كانت له أماً وأباً في آن واحد بعد وفاة والده وهو في الـ12 من عمره، وأُصيبت بمرض ألزهايمر منذ ست سنوات. لذلك يعيش الذرفي الشمري معها ويعتني بها، على الرغم من أنها لا تعرفه لكنه يقول في هذا الصدد: “أنا أعرف أنها أمي”.

 

عبدالمنعم الذرفي الشمري يتحدث عن علاقته بوالدته

ولم ينخرط الذرفي الشمري في فوضى السوشيال ميديا؛ فبدلاً من الاستيقاظ على آخر المستجدات والتطورات، والدخول في دوامة من الفيديوهات والصور على شاشة هاتف ذكي لا يقتنيه، يستيقظ الذرفي ووالدته، التي وصفها بأنها الدنيا وما فيها، عند الفجر يومياً، ويشربان القهوة.

اقرأ أيضاً: دراسة: إعطاء الهدايا يؤدي إلى السعادة أكثر من تلقيها

وفي الوقت الذي يعاني فيه الشبان والشابات صعوبة العثور على شريك الحياة المناسب، أو التخبط في علاقات عاطفية متعثرة، فإن الذرفي الشمري، الذي لا يملك من الماشية إلا سبعاً؛ إحداها أكلها الذئب، تزوج 13 مرة! وحالياً متزوج من أربع؛ ولكنه يقضي جل وقته بجانب أُمه.

البساطة عملياً

ويعطينا الذرفي الشمري درساً حول فكرة اعتماد البساطة نهجاً للحياة، والتوقف قليلاً عن الركض وراءها، ونعطي أنفسنا فرصة للتفكير في نمط حياتنا، المتمثل بالسعي المتواصل في ميدان العمل والدراسة والعلاقات المهنية ذات الطابع التنافسي المعقد غالباً، وما يتبع ذلك من توتر وضغط وقلق ونهم.

اقرأ أيضاً: كيف قادنا وهم السعادة الفردية إلى الفراغ؟

بالمقابل، فإن الرضا والبساطة، وفقاً لموقع “power of positivity“، يقللان من التوتر، الناجم عن الانشغال والتشتت المفرط الذي يزيل البهجة، وتحديداً أن الإجهاد طويل الأمد يؤدي إلى مشكلات صحية؛ الأمر الذي أزاله الذرفي الشمري من حساباته، وظهر جلياً في صحته وضحكته الدائمة.

إذ يصبح الإنسان الذي وصل إلى جوهر البساطة، غالباً، أكثر قدرة على الاستمتاع بالتفاصيل الصغيرة، التي قد يلتفت إليها غيره؛ مثل مراقبة عصفور يقفز من شجرة إلى أخرى، الأمر الذي يبطئ عجلة الحياة؛ لأن معظم تفاصيل الحياة تصبح مرئية، كما يصبح بمعزل عن المقارنات الدائمة والمنافسة غير المجدية، لأنه يعلم ويفعل ما يريده ويشعر به، وليس ما يريده له الآخرون أو المجتمع أو السوشيال ميديا، وتُكسبه البساطة شعوراً بالامتنان، فحتى الشدائد يتعامل معها بإيجابية، فعن وفاة فتاة كانت معجبة به، أعرب الذرفي عن ندمه في عدم الزواج منها، لأنه كان سيرثها.

عبد المنعم الذرفي الشمري رفقة أخيه

ومع أن الذرفي الشمري اختار البساطة، فقد واصل الحياة على طريقته، فهو مثلاً يحاول إنهاء مرحلته الجامعية في تخصص الدراسات الإسلامية، وهذا ما تفسره مقالة نشرت على موقع “كوارتز”، بعنوان “يؤكد علم الأعصاب أنه لكي تكون سعيداً حقاً، ستحتاج دائماً إلى شيء أكثر” للكاتبة أوليفيا جولدهيل، وجاء فيها أنه من ضمن الغرائز الأساسية لدى الثدييات ومن بينها الإنسان؛ غريزة السعي، لكن دافعنا للسعي لا يجب أن يتسبب في حالة من عدم الرضا؛ لأن السعي في طبيعة الحال نشاط مُرضٍ، فهو يحفز الدوبامين. بينما تكمن المشكلة عندما ننشغل بالوصول إلى النتائج التي سرعان ما يزول وهجها، وننسى الاستمتاع بالرحلة. ولذلك يمكن القول إن الذرفي الشمري مستمتع برحلته، وقد أسعد كلامه كل مَن حوله.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات