الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

عبدالجبار بهير لـ”كيوبوست”: الرؤية الضبابية في المشهد السياسي تثير خوف الأفغان

تحدث رئيس المركز الأفغاني للإعلام والدراسات عن واقع المشهد في كابول والتغيرات التي طرأت على الحياة اليومية في أفغانستان

كيوبوست

عبدالجبار بهير

قال رئيس المركز الأفغاني للإعلام والدراسات عبدالجبار بهير، إن سيطرة “طالبان” بالقوة على العاصمة كابول جعلت المواطنين الأفغان يشعرون بالخوف من المستقبل، في ظلِّ الرؤية الضبابية الموجودة راهناً، مؤكداً، في مقابلةٍ مع “كيوبوست”، أن هناك حالة من الشلل بمؤسسات الدولة.. وإلى نص الحوار..

* حدثنا بشكل أكثر تفصيلاً عن الوضع الآن على الأرض في أفغانستان؛ خصوصاً المواطنين وحياتهم اليوم؟

– بعدما سيطرت “طالبان” على العاصمة كابول بشكل سريع، كان هناك مخاوف للمواطن الأفغاني حول طبيعة العمل والحياة في ظلِّ حكم الحركة، ورغم موقف “طالبان” السابق بالإعلان عن العفو العام لكل مَن عمل في الحكومات السابقة، سواء في الجيش الأفغاني أو مع الولايات المتحدة وحتى حلف الناتو؛ فإن هذا التصريح لم يُزِلِ المخاوفَ، لا سيما لدى المواطنين الذين عملوا في المناصب العليا بالحكومة خلال السنوات الماضية.

يواصل: كمواطنين ما زالنا نشعر بالخوف من المستقبل، من الرؤية الضبابية الموجودة في الشارع، وفي ظلِّ غموض مواقف “طالبان” من الحريات ومن أمور عديدة؛ في مقدمتها شكل النظام السياسي، لا يمكن توقع شيء؛ لأن الجميع ينظر بترقب إلى عملية انتقال السلطة، وشكل النظام السياسي، والمرحلة الانتقالية، فهناك أزمة شرعية داخل البلاد بعدما وصلت “طالبان” إلى السلطة بالقوة.

* ماذا عن مؤسسات الدولة والوزارات والهياكل التنظيمية التي كانت تعمل حتى الأسبوع الماضي في العاصمة؟

– توجد حالة من الشلل الكامل؛ فمؤسسات الدولة مغلقة والموظفون لم يذهبوا إلى أعمالهم، والمؤسسات الحكومية لم تفتح بعد، والرؤية لا تزال غامضة؛ فلا أحد يعلم ما شكل الحكم الذي تريده “طالبان”، هل هي تريد إمارة أفغانستان الإسلامية؟ أما أنها ستعمل على إدارة الدولة؟ وهي أمور لا تزال جارية بين القيادات السياسية سواء في الحركة أو مع مَن تبقى من المسؤولين الحكوميين.

تنفذ قوات أجنبية عملية الإجلاء بطائرات عسكرية- وكالات

* وبالنسبة إلى الوضع في مطار كابول؟

– مطار كابول لا يزال يحتشد بالآلاف من المواطنين الأفغان، أملاً في مغادرة أفغانستان بأسرع وقت ممكن. والأسبوع الماضي كان الاعتقاد بأن مَن يستطيع الوصول إلى مطار كابول سيكون بإمكانه مغادرة البلاد، وهو ما جعل هناك توافداً كبيراً على المطار، حتى من المواطنين العاديين؛ لأنه بطبيعة الحال الوضع الاجتماعي للمواطن الأفغاني حتى في المستقبل القريب بات غير معلوم، فمَن يملك وظيفة لا يعرف مصيرها، والجميع يتوافد على المطار أملاً في السفر، بجانب الآلاف من الموظفين الذين عملوا مع الولايات المتحدة على مدار السنوات الماضية والذين يخشون البقاء، وعدد منهم لم يتمكن من الحصول على التأشيرات أو الوثائق اللازمة لمغادرة البلاد، والمطار الآن مقسم إلى قسمَين؛ مدني وعسكري، والعسكري ما زال يخضع لسيطرة الولايات المتحدة، أما “طالبان” فتسيطر على المطار المدني، وأولوية الولايات المتحدة في إجلاء رعاياها والمتعاونين معها.

اقرأ أيضاً: إمارة أفغانستان الإسلامية.. المأساة تبدأ من جديد

* لكن ثمة مخاوف من عرقلة وصول بعض الأجانب والراغبين في المغادرة إلى المطار مع إغلاق الطرق المؤدية إليه؟

– في ما يبدو ووَفق المعلومات التي يقولها مقربون من الحركة، فإن النقاش في الفترة الحالية سيكون مع الجانب الأمريكي من أجل الاتفاق على إجراءات تسمح لمن يمتلك الأوراق والوثائق اللازمة للسفر بالخروج بشكل طبيعي من البلاد بعد استقرار الأوضاع؛ بحيث يسمح بالطيران المدني بشكل اعتيادي، يبدو أن الأمور تسير بتوافق نحو هذه الرؤية خلال الفترة المقبلة؛ لإنهاء حالة الفوضى الموجودة، على الرغم من المخاوف الموجودة.

يخشى الأفغان من مستقبل الحكم في ظل “طالبان”- وكالات

*ما سبب هذه المخاوف؟

– المخاوف الموجودة من شكل نظام الحكم، وطريقة تعامل الحركة مع المواطنين، وما إذا كانت ستعود إلى ما كانت عليه قبل 2001، لا تزال قائمة؛ خصوصاً أن هذه الأفكار، سواء في ما يتعلق بالحريات وحرية الإعلام والصحافة والمرأة، لا تزال تثير مخاوف؛ لكن يبدو أن الضغوط الدولية على الحركة، وعدم اعتراف العالم بحكومة متشددة سيدفعها نحو تغيير واضح في السياسة وتقديم تنازلات، وهو ما يمكن ملاحظته؛ فالمرأة لا تزال تظهر على شاشة التليفزيون الأفغاني، وهناك تصريحات باستمرار المؤسسات الإعلامية في عملها من دون قيود مع استمرار مندوبي وسائل الإعلام الأجنبية، وما قالته الحركة فقط هو عدم السماح بالخروج عن القيم الإسلامية والأفغانية التي قد تهدد أمن الوطن، مع مراعاة القيم الدينية، وهذا أمر طبيعي يعكس تحولاً كبيراً؛ لكن في المقابل توقفت بعض القنوات التي تقوم ببث مسلسلات اجتماعية ورومانسية والقنوات الغنائية، لكن لم تصدر تعليمات بوقفها.

اقرأ أيضًا: “طالبان” قد عادت أم أنها لم تغادر أصلاً؟!

* ماذا عن وضع المرأة الأفغانية، كيف تغيَّر خلال الفترة الماضية؟

– الحركة لم تمنع المرأة من الخروج إلى الشارع، ونحن نتحدث اليوم بعد أكثر من أسبوع على وصول “طالبان” إلى كابول، والمرأة تتحرك بشكل اعتيادي؛ لكن حركة النساء بالحجاب. صحيح أن الاختلاف في الملابس واضح بالنسبة إلى النساء؛ لكن المخاوف الموجودة مرتبطة بطبيعة العمل الذي تمارسه المرأة وحقوقها المدنية، فمثلاً التليفزيون الوطني لا يزال يسمح بظهور المرأة على شاشته.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة