الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفةشؤون دولية
عالم جينات روسي: نسبة الآريين في ألمانيا لاتزيد عن نسبتهم في عُمان
السلاف الروس يتشاركون النمط الجيني نفسه مع قبيلة قريش

كيوبوست
قامت الأيديولوجية النازية على مبدأ النقاء العرقي والعنصرية والتشدُّد ضد الأعراق الأخرى، وكذلك على علوّ أجناس بشرية معينة على أجناس أخرى، وآمنت بقمع وإبادة الأعراق الدنيا.. وحينما وصل الحزب النازي إلى الحكم في ألمانيا عام 1933 بقيادة أدولف هتلر، شرع في استعمال القوة لتحقيق أيديولوجيته. بدأ هتلر في تنفيذ برنامج يقضي بإبادة شعوب ومجموعات بشرية؛ على رأسها اليهود.
كان النازيون يرون أن الجنس الآري هو أعلى الناس، وكان هتلر وأتباعه يعتقدون عمومًا أن الآريين فقط لديهم الحق في العيش حياة كاملة على الأرض، وأن الآخرين عرقيات ليست مثالية؛ وبالتالي لا يصلحون إلا لدور العبيد.
هتلر في كتابه “كفاحي” شدَّد على أن تاريخ الآريين يستحق دراسة شاملة من جانب ألمانيا النازية، وكذلك ينبغي لجميع “الآريين الحقيقيين” رعاية “نقاء الدم”.
وعلى جانب آخر، فإن الإيرانيين الجدد أو الصفوية الحديثة تسوِّق باستفاضة عن هبوط الآريين من هضبة القوقاز واتخاذهم إيران مسكنًا!
اقرأ أيضًا: الجرح النازف في قلب أوروبا ما بعد هتلر
المفاجأة كانت في لقاء أجرته قناة “روسيا اليوم”، في يوليو الماضي، مع مؤسس علم جينالوجيا الحمض النووي في الكيمياء العضوية، البروفيسور أناتولي كليوسوف، عن حقيقة الآريين بعيدًا عن الأساطير والنظريات العرقية.
يقول كليوسوف: “يربط كثير من الناس بين الآريين وعقيدة ألمانيا النازية وكذلك الفاشية؛ أي أن غالبية الناس تربط بين الآرية والفكرة القائلة بالتفوق العرقي للألمان”.
المدهش أنه، ومن خلال أبحاث كليوسوف، فإن نسبة الآريين في ألمانيا لا تزيد على نسبتهم في عمان في جزيرة العرب؛ أي ما يقارب 9% فقط، وأن هتلر نفسه لم يكن يحمل المجموعة الفردانية الجينية للعرق الآري (R1A)؛ إذ إنه يحمل المجموعة الفردانية (E1B1B1)، والمجموعة الفردانية الدالة على العرق الآري المشار إليها توجد عند العرب الساميين أكثر، وهي توجد بنسبة كبيرة عند السُلافيين مقارنةً بالألمان، حسب البروفيسور أناتولي.
والآريون سلسلة قديمة؛ جاؤوا إلى شمال الهند في البنجاب وكشمير، قبل 3500 سنة، ومن غير المعروف على وجه الدقة من أين أتوا؛ ولكن حسب علم الآثار واكتشاف بعض الرفات العائدة إلى بشر قدماء في السهل الروسي أو ما يُعرف بالسهل الأوروبي الشرقي، والذي يحوي أوروبا الشرقية؛ فإنه أمكن العثور على المجموعة الجينية (R1A) بشكل كبير.
اقرأ أيضًا: المرأة في الحرب العالمية الثانية.. فرصة لاكتشاف الذات
وذكر البروفيسور أناتولي أن اللغويين وحتى ما قبل النصف الأول من القرن العشرين، كانوا ينسبون اللغة الآرية إلى مجموعة اللغات “الهندو أوروبية”، وكانت التسميتان مترادفتَين، وعندما ظهر النازيون في ألمانيا طرحوا تسمية أخرى؛ هي “الهندو جرمانية”، وهذا ما زال مستخدمًا في الأدبيات الألمانية؛ لكنَّ اللغويين المعاصرين يستخدمون مصطلح اللغات الآرية للدلالة على اللغة “الهندو إيرانية” فقط.
ويقول البروفيسور أناتولي: “هناك مصطلح الآريين الإيرانيين، وهذا لا وجود له؛ حيث إن تسمية الإيرانيين المعاصرة تخلق تشويشًا لغويًّا وتاريخيًّا عند غير المختصين، فاللغات الإيرانية تعود إلى مجموعة اللغات الإيرانية القديمة لا مجموعة اللغات الآرية”.
وأوضح البروفيسور أناتولي أن “السلف المشترك للروس المعاصرين والعرب المعاصرين عاشوا قبل 5000 سنة، والعرب الذين يحملون النمط الجيني (R1A)، تشكل نسبتهم 12%؛ بما فيهم بعض القبائل المشهورة كقريش، ويمكن تسميتهم آريين مستعربين”.
وتابع البروفيسور بأن أسلاف بعض العرب اليوم عاشوا في السهل الأوروبي الشرقي، وصاروا أسلافًا مشتركين للعرب المعاصرين، والروس المعاصرين.. ويقول كليوسوف: “كثيرون ممن عاشوا في الاتحاد السوفييتي يتذكرون العبارة الشهيرة التي كان السوفييت يطلقونها: (الشعب العربي الشقيق)؛ فتبين أن هذه العبارة صحيحة علميًّا حسب علم الجينالوجيا، وليست أيديولوجية كما كان يُعتقد”.