الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية

عائشة القحطاني.. صوت المرأة القطرية المظلومة

تحدثت الناشطة القطرية إلى برنامج "ستون دقيقة" عن معاناتها في قطر.. وخطة هروبها إلى لندن لنقل الواقع الحقيقي للنساء في بلادها

كيوبوست

عائشة القحطاني “صوت قوي من أجل التغيير، بعد أن نجت مما تصفه بحياة قمعية ومسيئة في دولة قطر”، هكذا قدم البرنامج الشهير “ستون دقيقة” الناشطة الشابة التي وصلت إلى لندن قبل بضعة أشهر؛ طالبةً اللجوء السياسي.

قبل عدة أعوام، كانتِ المنظمات ووسائل الإعلام الغربية تركز، وبشكلٍ مكثف، على وضع حقوق الإنسان في دول عدة؛ خصوصاً في ما يتعلق بحقوق المرأة، وكانت دولة مثل قطر بعيدة جداً عن مثل ذاك التركيز، حتى كان الظهور المفاجئ لعائشة التي نقلت إلى العالم أجمع ما تعانيه المرأة في بلادها، تحت وصاية مجتمع ذكوري يتباهى بحداثة مصطنعة؛ لكنه يكبل نساءَه بموروثٍ تقليدي يجرِّدهن من أبسط حقوقهن.

القحطاني خلال حديثها إلى برنامج “ستون دقيقة”

ملاذ آمن

خططت عائشة لهروبها من قطر منذ عدة سنوات؛ لكنها كانت تعرف جيداً أنها لا تستطيع السفر؛ لأن القوانين القطرية تنص على أن المواطنات دون سن 25 بحاجة إلى إذن ولي الأمر على متن الطائرة؛ لذا فقد انتهزتِ الشابة القطرية فرصة وجودها في الكويت خلال عطلة عائلية، وتسللت بمفردها إلى المطار للحاق برحلة الساعة 3 صباحاً المتجهة إلى العاصمة البريطانية.

تضيف عائشة، في لقائها التليفزيوني مع البرنامج الشهير: “كنت بحاجة إلى شخص ما ليقرصني حتى أصدق أنني فعلت ذلك حقاً، لو أنهم تمكنوا من الإمساك بي في الكويت لقتلت هناك”.

بعد وصولها إلى لندن، اضطرت الفتاة، التي بلغت للتو 23 عاماً، إلى تغيير مكان إقامتها عدة مرات، بعد أن تمكنت عائلتها، كما تقول، من رشوة موظفين في السفارة للمساعدة في تعقبها.

تقول عائشة إنها تعيش الآن في مكان آمن بعيداً عن الأعين؛ لكنها تعرف أن استمرار ظهورها الإعلامي لكشف حقيقة الوضع الداخلي في قطر، قد يجعلها عرضة للاستهداف، “أحاول أن أقود ثورة، أحاول أن أجعل الفتيات هناك يتحدثن أكثر، وإذا كنّ خائفات من التحدث، سأقول ما يُرِدْنَ قوله، أعتقد أنه من المهم للعالم أن يرى الصورة الحقيقية لوضع المرأة في قطر”، تقول عائشة.

اقرأ أيضاً: فيديوغراف.. الخطوط الجوية القطرية تفصل مواطنة وتطالبها بتكاليف تدريبها

لم يكن أحدٌ ليصدق، قبل بضع سنوات، أن دولة تدَّعي الانفتاح كقطر، كانت تمنع المرأة حتى وقت قريب من قيادة السيارة إلا بإذنٍ من وليِّ أمرها. وفي حين كان موضوع قيادة المرأة للسيارة في السعودية شغلاً شاغلاً لمعظم وسائل الإعلام الغربية، بقيت قطر بعيدةً عن الانتقاد لسنوات عدة.

قوانين ظالمة بحق النساء في قطر- وكالات

قوانين مجحفة

تقول فتاة عربية وصلت إلى الدوحة للعمل منذ خمس سنوات: “تعرفت في مقر عملي على فتاة قطرية لطيفة ومهذبة تنتمي إلى قبيلة معروفة، وكنت أصطحبها معي بسيارتي إلى العمل. وفي يومٍ ما شرحت لي أسباب عدم امتلاكها سيارة، وكيف أن شقيقها الأكبر يحرمها من الحصول على رخصة قيادة”. تضيف الفتاة، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، خلال حديثها إلى “كيوبوست”: “تعاطفتُ معها، وبدأت في تعليمها القيادة بسيارتي، وفي إحدى المرات لمحها شقيقها خلف المقود، فانزعج جداً وطلب منها أن تقطع علاقتها بي نهائياً”.

هذا بالضبط ما أشارت إليه عائشة، في مقابلة سابقة مع قناة “الحرة” الأمريكية: “ذاك النزاع المستمر مع العقل الجمعي الذكوري الذي دائماً ما ينجم عنه عنف نفسي وجسدي ولفظي مستمر من قِبل مَن أمِنوا العقوبة بسبب تساهل القوانين مع العنف ضد المرأة، واستمر هذا النزاع حتى خرجتُ من قطر، ونجوتُ بذاتي من تلك القوانين”.

اقرأ أيضاً: عاملة منزلية تروي لـ”العفو الدولية” معاناتها في قطر خلال أزمة كورونا

تحاول عائشة، في ظهورها الإعلامي المتكرر، وتغريداتها عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، التركيز على غياب قوانين تحمي المرأة في قطر، وهي تشنّ بين الوقت والآخر هجوماً لاذعاً على مركز “أمان” الذي خصصته الحكومة القطرية لتلقي شكاوى النساء المعنَّفات؛ لكن عائشة كما تقول حاولت التواصل أكثر من مرة مع هذا المركز دون جدوى، وفي أفضل الأحوال فإن إجراءات المركز لا تتعدى استدعاء ولي الأمر ليوقِّع تعهداً، ثم إعادة الفتاة المعنَّفة إلى الشخص الذي واظب على تعنيفها ودفعها إلى تقديم هذا البلاغ، وهو تناقض لا يمكن فهمه، ويعني أن الحكومة القطرية شريكة في هذا الظلم، حسب الشابة القطرية.

 اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة