الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية

طهران وأنقرة تدعمان الخنجر لرئاسة البرلمان العراقي المقبل

يحاول الإيرانيون والأتراك إقناع الكتل السياسية بتشكيل تحالف سُني يحافظ على مصالحهما في العراق

كيوبوست- أحمد الفراجي

يمثِّل صعود قائمة تحالف “عزم” التي يقودها رجل الأعمال خميس الخنجر، ووصوله إلى قبة البرلمان العراقي، خطراً داهماً على العراق وأمن المحافظات السُّنية؛ لكونه مدعوماً خارجياً من قِبل تركيا وإيران وتنظيم الإخوان المسلمين الذي يرتبط بمختلف الجماعات والتيارات المتطرفة التي ترعى وتدعم الإرهاب في المنطقة.

ويقود كل من أنقرة وإيران حراكاً قوياً لتوحيد صفوف البيت السُّني من خلال جمع أكبر تحالفَين سياسيَّين؛ الأول هو “عزم” بزعامة الخنجر، والآخر هو “تقدم” بزعامة رئيس البرلمان الأسبق محمد الحلبوسي، والهدف هو تقوية تحالف العزم وإخراج شخصية تترأس البرلمان العراقي القادم، يكون مدعوماً إيرانياً تركياً، لتتصدر إيران بذلك المشهد مجدداً بعد الضربة التي تلقتها وتسببت في ضرب نفوذها داخل العراق؛ خصوصاً بعد تقدم التيار الصدري في الانتخابات التشريعية الأخيرة.

رئيس البرلمان العراقي الأسبق محمد الحلبوسي

كتلة صلبة

وأفرزت الانتخابات البرلمانية الأخيرة كتلة سُنية صلبة وقوية لا يمكن الاستهانة بها أو تجاوزها؛ خصوصاً أن الحلبوسي -حسب المراقبين- كسر قاعدة أن سُنة العراق يعتمدون على شخصيات دون أحزاب مؤثرة، وبالتالي فإن تحالف الخنجر الذي يعتمد على شخصيات تتحالف انتخابياً ومصلحياً، سيتفكك مع تغير قناعات وبوصلة المصالح القادمة، وعلى ما يبدو فإن قوة حزب “تقدم” ستزداد مع كل تحدٍّ جديد تتعرض إليه.

وعلق الإعلامي والمحلل السياسي محمد السيد محسن، لـ”كيوبوست”، قائلاً: إن وجود الخنجر في العملية السياسية ليس جديداً؛ ولكنه كان يعمل من “وراء حجاب” أحزاب وكتل أخرى، وكان دوره تنظيمياً أو دافعاً للأموال بوصاية من الخارج؛ لكن الوضع اختلف بعد الخلاف الخليجي مع دولة قطر، حيث انتهزت إيران الفرصة لمد علاقات مع الدوحة، ودخلت تركيا على الخط، ليزداد تأثير هذا التحالف في داخل العراق.

اقرأ أيضًا: لماذا تصدر “الصدريون” نتائج الانتخابات العراقية؟

في عام 2018 أجبرت إيران حلفاءها في العراق على استضافة الخنجر، وتمت تسوية كل التهم القضائية بحقه ليدخل بغداد ويحضر اجتماعات كتلة “البناء” وقتها، والتي تحولت في ما بعد إلى كتلة “الفتح”، وجلس بجوار عضو تحالف الفتح، وقتذاك، نوري المالكي، وأصبح له صوت في التحالف؛ حيث استمر الخنجر في الحضور داخل العملية السياسية من خلال أوامر إيرانية.

محمد السيد محسن

وأضاف: لم يستطع العراقيون والإيرانيون رفضه، أو التمرد عليه؛ لكن العديد منهم بدأ يتملص من علاقته بالخنجر، خصوصاً بعد اتهامه بالنيل من شخصيات شيعية مؤثرة في العملية السياسية والتخطيط لإسقاطها قبل الانتخابات الأخيرة.

وتابع الإعلامي العراقي لـ”كيوبوست”، موضحاً أنه في الثاني عشر من سبتمبر الماضي، شنَّت تليفزيونات تابعة لفصائل مسلحة؛ منها “قناة الاتجاه التابعة لكتائب حزب الله العراقي، وقناة العهد التابعة لعصائب أهل الحق، وقناة النجباء التابعة لحركة النجباء”، هجوماً منظماً غير مسبوق على الخنجر.

كتائب “حزب الله” العراقية التي تدعمها إيران- “نيويورك تايمز”

ضغوط إيرانية

يعتقد محسن أن وجود الخنجر على رأس تحالف لم يفز في الانتخابات، سيستمر بفعل وجود ضغوط إيرانية، وبسبب عدم انصياع الطرف السُّني الآخر، وهو حزب “تقدم” بقيادة محمد الحلبوسي، للأوامر الإيرانية؛ حيث أبلغ الأخير بعض حلفاء إيران أن السُّنة يفترض أن يكون لهم دور المشاركة ولن يكتفوا بدور الشريك؛ والمشاركة بلا شك تختلف عن الشراكة، حيث إن التحالف الشيعي الكردي منذ 2003 جعل من السُّنة تابعين له، وليس لهم الحق أن يشاركوا في القرارات المصيرية.

اقرأ أيضاً: المعضلة العراقية

مهند الجنابي

وبدوره، علق المحلل السياسي العراقي مهند الجنابي، لـ”كيوبوست”، بقوله: “إن طهران تضع نصب أعينها الآن الاستحواذ على رئاسة البرلمان العراقي القادم؛ لتقوية نفوذها الذي بدأ يتراجع ويضعف شيئاً فشيئاً، لذا فإن إيران قد سعت منذ حادثة المطار إلى أن تغلف مصالحها بقوانين صادرة عن البرلمان ملزمة للحكومة العراقية، وهناك اتفاقيات عديدة عُقدت بين إيران والعراق في ما يتعلق بزيادة الصادرات والتبادل التجاري إلى 20 مليار دولار سنوياً، وقد أسهمت جهود حكومة السيد الكاظمي في فك الارتباط عن طهران، وأثرت سلباً على المصالح الإيرانية؛ لذلك كانت إيران تركز على البرلمان العراقي من أجل أن تحمي مصالحها”.

وشدد الجنابي على أن إيران الآن بدأت تضغط بكل ما أوتيَت من قوة سياسية؛ من أجل إقناع الكتل على التوافق حول شخصية مقربة منها لتولي رئاسة البرلمان.

اقرأ أيضاً: المواطن العراقي يفقد الأمل في صندوق الانتخاب

صباح الخزاعي

ويتفق صباح الخزاعي، وهو أكاديمي وباحث عراقي مقيم في إنجلترا، مع رؤية الجنابي، لافتاً إلى أن تحالف “عزم” هو الوجه الآخر للإخوان المسلمين في العراق، ويعني تركيا وإيران؛ فهم الآن يخططون للهيمنة على البرلمان وتصدير جماعة الخنجر كواجهة سُنية، والصورة الأخيرة لقائد “عزم” مع أردوغان توضح ما تسعى إليه تركيا، والخطورة تكمن في إعادة تنشيط جماعة الإخوان المسلمين وتقويتهم عبر نافذة أنقرة؛ خصوصاً أن لهؤلاء ارتباطات وثيقة بتنظيمات متطرفة نشطت في المنطقة.  

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة