الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
طهران تعلن حقيقة “أهدافها التوسعية” على لسان مسؤول كبير
هل ترى طهران أن الوقت قد حان للإعلان الصريح عن أهدافها الحقيقية؟

ترجمة كيو بوست –
“لماذا يتفاخر مسؤول إيراني كبير بنشاطات الحرس الثوري العسكرية في الخارج في هذا الوقت بالتحديد؟”، طرحت هذا التساؤل هيئة تحرير معهد أبحاث “المشروع الاستقصائي حول الإرهاب” الأمريكي، تعليقًا على “جرأة” مسؤول كبير في طهران في “الكشف عن حقيقة عمليات الحرس الثوري الإيراني السرية خارجيًا”.
لم تعد طهران تخفِ نشاط قوات الحرس الثوري الإيراني في دول منطقة الشرق الأوسط مثلما كان الحال في السابق، فقد أكد مسؤول كبير في الحرس أن “إيران لن تتراجع عن دعم وكلائها في المنطقة ونشر أيديولوجيتها الثورية إلى الخارج”.
وكان قائد القوة البحرية في الحرس الثوري، علي فدوي، قد أجرى مقابلة مع موقع جمران الفارسي، يوم الإثنين 23 نيسان / أبريل 2018، ولم يتردد للحظة واحدة في الإفشاء عن عمليات إيران السرية في الدول المجاورة. وقال فدوي للموقع الإيراني إن “عمليات الحرس الثوري الإيراني لا تقتصر على إيران، بل تتجاوز حدودها بكثير“.
وقد ناقش فدوي علانية حقيقة “خوض عناصر الحرس الثوري معارك على بعد آلاف الكيلومترات من الحدود الإيرانية”، وأكد أن “هذا موقفٌ إيرانيٌ ثابت وضروريٌ لنشر الفكر الثوري الإيراني إلى الجوار”. وأوضح كذلك أن “الحديث يدور عن عمليات عسكرية حالية”، ولا يقتصر على عمليات سابقة.
ما يلفت الانتباه في المقابلة، أنها المرة الأولى التي يعترف فيها مسؤول إيراني بهذا الحجم، بنوايا إيران الأيديولوجية الإقليمية، دون التستر اللفظي أو التلاعب بالتبريرات. فقد أضاف فدوي أن “حراسة الثورة الإسلامية لا تعني حراسة بلد واحد أو حكومة واحدة، أي إيران، بل تعني أبعد من ذلك بكثير، وهذه هي أوامر الإمام خامنئي”.
وفي إعلان صريح حول سياسة طهران التوسعية، ذهب فدوي إلى حد القول إن “هدف الحرس الثوري الأساسي ليس حماية الأمن القومي الإيراني، إنما نشر الفكر الإسلامي الشيعي عبر الشرق الأوسط والعالم الإسلامي بأسرهما”.
ويبدو أن هكذا تصريحات جريئة بشأن “أهداف إيران الحقيقية” في المنطقة لم تخرج على لسان مسؤول كبير من قبيل الصدفة، فقد سبقه آية الله خامنئي شخصيًا، حين أعلن قبل شهر واحد، أن “الغرب ليس له الحق في مناقشة أنشطة إيران الإقليمية”، وأن “المنطقة تنتمي لإيران، وليس لأوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية”.
هكذا تصريحات من كبار مسؤولين إيرانيين تشير بوضوح إلى أن طهران لن تتوقف عن مواصلة سعيها من أجل الهيمنة الإقليمية. الغريب في الأمر أن الإعلان جاء في ظل تردي الوضع الاقتصادي الإيراني، والاحتجاجات الشعبية العارمة، إزاء “تدخلات إيران” في اليمن ولبنان والعراق وسوريا، على حساب البطالة والفقر في صفوف الإيرانيين.
يدلل هذا الإعلان من قبل قائد البحرية في الحرس الثوري على أن طهران تتوجه إلى “مرحلة جديدة” من الدعاية الإعلامية، التي لطالما استندت إلى القوة الناعمة، لتنتقل إلى القوة الحادة، التي ستتجرأ بموجبها في توضح أهدافها الأيديولوجية لدى مناصريها الإقليميين.
لقد اعتادت طهران على تبرير تواجدها العسكري الخارجي بذرائع “أمنية”، ولكنها انتقلت اليوم إلى الإعلان عن رغبتها بنقل “الفكر الثوري الإيراني” إلى دول الجوار، بعد أن حققت “انتصارات” في أربع عواصم عربية. وهذا ما فصلناه في تقرير سابق حول استعداد إيران لنقل أموالها إلى العواصم المجاورة على حساب آهات الشعب الإيراني. ويمكن لقارئ التقرير أن يستنتج بسهولة أن “إعلان نصر الله الصريح” الولاء لطهران تزامن مع “جرأة” مسؤولي النظام الإيراني في الحديث عن “أهداف الحرس الثوري الحقيقية” في دول منطقة الشرق الأوسط.
المصدر: معهد أبحاث “المشروع الاستقصائي حول الإرهاب”