الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

طريق تركيا الوعر في 2019: ما الذي يعيق إردوغان قبل إنشاء خلافته؟

المهمة صعبة للغاية، وهذا هو السبب

ترجمة كيو بوست عن معهد الشرق الأوسط الأمريكي

من المرجح أن يكون 2019 عامًا غير سعيد بالنسبة لتركيا؛ فالعلاقات مع الولايات المتحدة سيئة كما كان عليه الحال مطلع عام 2018، وربما بشكل أسوأ.

تريد الولايات المتحدة إجراء مفاوضات مع تركيا للوصول إلى اتفاق بخصوص الأكراد. وكان من المتوقع أن يشكل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحابه من سوريا هدية للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إلا أن الأمر انقلب إلى هدية للروس وللإيرانيين وللنظام السوري، أي أولئك الذين لديهم الكثير ليفعلوه مع الأكراد.

اقرأ أيضًا: هذه هي “أمجاد” الدولة العثمانية التي يريد إردوغان استعادتها!

لا تزال تركيا في موقف دفاعي أمام روسيا، بسبب وعدها الذي نقضته بتفكيك مجموعات القاعدة من إدلب. ومن الواضح أن على تركيا أن توافق على إملاءات الروس والإيرانيين.

من المتوقع أن تبقى القضايا الخطيرة المتعلقة بالعلاقات بين تركيا والولايات المتحدة بدون حلول، بما في ذلك القواعد الأمريكية في الشمال السوري، خصوصًا أن تركيا تعلن باستمرار أنها ستواصل الحملة ضد تنظيم داعش، لكن على الأرض يظهر عكس ذلك؛ إذ يبعد مقر الجماعة الإرهابية الرئيس بالقرب من الحدود التركية، فيما لم يعلن إردوغان أي نوايا بمهاجمة التنظيم المتطرف.

تعكس التغييرات الأخيرة في القيادة العسكرية التركية جدلًا واسعًا حول ما يمكن لتركيا أن تفعله في شمال شرقي سوريا؛ فهل يمكن أن يسمح الروس للأتراك بالسيطرة على مناطق في الشمال السوري؟ وهل ستصاب أنقرة بانتكاسة لأنها لم تستطع تحقيق أهدافها؟

اقرأ أيضًا: كيف تستغل تركيا قوتها الدينية الناعمة في محاولة السيطرة على العالم الإسلامي؟

تكشف البيانات الصحفية الصادرة عن أنقرة أنها تستخدم كلمة “إرهابي” حصرًا على أعدائها وعلى من لا يوافقون على توجهاتها، بما في ذلك السياسيون المعارضون والصحفيون والأكاديميون. لقد أنكرت تركيا أي إمكانية لحلول سلمية مع الأكراد، بينما لا يعتبر الروس الأكراد إرهابيين، ويحتفظون بصلات تفاوضية معهم.

يسعى إردوغان من خلال مهاجمته للأكراد إلى اكتساب أصوات انتخابية، خصوصًا قبل فترة الانتخابات البلدية المقررة نهاية مارس/آذار القادم. وبدأ حزب العدالة والتنمية بخسارة رصيده الشعبي بسبب تراجع مستويات الاقتصاد وارتفاع نسب البطالة، ويعرف إردوغان كيف يوظف مصالحه الخارجية من أجل الحصول على أصوات انتخابية.

لا يرغب الشرق الأوسط بتوسيع السلطة الإقليمية التركية على المنطقة، ولكن إردوغان سعى إلى إضعاف مكانة دول إقليمية قوية مثل السعودية، وله قواعد عسكرية في قطر والسودان والصومال. كما أن دعمه للإخوان المسلمين هو أمر يتجنب الخوض في الحديث عنه، خصوصًا أنه يدرك رفض الدول العربية لمثل هذه الخطوة، بما في ذلك مصر والسعودية والإمارات.

اقرأ أيضًا: كيف تتمدد تركيا في العالم العربي؟

يحاول إردوغان الترويج لفكرة أن دول الخليج تسعى إلى التطبيع مع إسرائيل، في محاولة للفت الأنظار عن حقيقة دعمه للإيرانيين في سوريا، في الوقت الذي يتذكر فيه العرب أن تركيا دولة استعمارية، ولا ترغب في تكوين صداقات مع العرب.

من المؤكد أن تركيا، برؤية إردوغان، تحاول إعادة الإمبراطورية العثمانية إلى الواقع، خصوصًا مع سيطرة ثقافية اجتماعية اقتصادية على العرب؛ فقد أعلن إردوغان أن إنشاء الدولة التركية الحديثة عام 1923 كان فاشلًا، ويحاول أن يعيد الخلافة إلى عالم اليوم بالقوة، ولكن مهمته صعبة للغاية.

المصدر: معهد الشرق الأوسط الأمريكي

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة