اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةشؤون عربية
ضربة لأسطورة التفوق لدى إسرائيل: إف 35 تثير الشكوك في توقيت سيء
البنتاغون يوقف تحليق المقاتلة F 35

كيو بوست –
لطالما تفاخرت الولايات المتحدة وحليفتها “إسرائيل” بامتلاك المقاتلة الأبهر ثمنًا في العالم، الأكثر فعالية وتطورًا، لكن الثغرات بدأت تتكشف مؤخرًا، لتضع هده المقاتلة -الطائرة العسكرية الأحدث على مستوى الترسانة الجوية الأمريكية- على المحك.
ولم تتوان “إسرائيل” -الوحيدة إلى جانب بريطانيا ممن تسلم المقاتلة الأمريكية- في إظهار الاستعراض عند وصول المقاتلة قبل نحو عامين إلى تل أبيب، وصرح كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين حينها بأن المقاتلة ستضمن التفوق الجوي لإسرائيل في المنطقة المحيطة.
اقرأ أيضًا: لماذا يتعاطى الجنود الإسرائيليون المخدرات قبل تنفيذ المهام القتالية ضد الفلسطينيين؟
قرار بإيقاف تحليق المقاتلة
بصورة مفاجئة، قررت وزارة الدفاع الأمريكية وقف تحليق طائرات F35 المقاتلة كافة، بعد أن تبين أكثر من خلل فيها، على خلفية حادثة تحطم المقاتلة خلال مناورة عسكرية.
المقاتلة دمرت تمامًا في الحادث الذي وقع أواخر سبتمبر/أيلول الفائت، ولكن قائدها تمكن من القفز منها والهبوط بسلام.
ونقلت وكالة فرانس برس عن جو ديلافيدوفا، الناطق الرسمي باسم برنامج تطوير طائرات F35، إن الولايات المتحدة وشركاءها الذين تسلموا هذه الطائرات -بريطانيا وإسرائيل- قد أوقفوا مؤقتًا العمليات الجوية للطائرات التي بحوزتهم، ريثما تُجرى فحوص على أنبوب وقود في محركاتها يُشك في تسببه بالحادث.
وقال الناطق في تصريح: “قرارنا بإجراء هذه الفحوص مبني على المعلومات الأولية التي خرج بها التحقيق في تحطم طائرة الـF35B، قرب بلدة بيوفورت بولاية كارولاينا الجنوبية”.
وبالمثل أعلن أفيخاي أدرعي، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان: “في أعقاب حادث تحطم مقاتلة من نوع “إف-35″ من نوع ب، قبل أسبوعيْن في الولايات المتحدة، جرى تحقيق تقني، ونقلت استنتاجاته إلى سلاح الجو الإسرائيلي، من قبل إدارة المشروع الأمريكي، وتشير الاستنتاجات إلى فشل تقني في أنبوب الوقود الذي سبب الحادثة”.
ودعا قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال عميكام نوركين، لاتخاذ الحيطة والحذر، وفحص جميع مقاتلات “إف-35” الإسرائيلية.
مشروع عملاق في خطر
انطلق برنامج F35 في أوائل تسعينيات القرن الماضي، ويعد أبهظ الأنظمة الدفاعية في تاريخ الولايات المتحدة، إذ بلغت كلفته نحو 400 مليار دولار، وهدفه إنتاج حوالي 2500 طائرة في السنوات المقبلة، وفق تقرير لبي بي سي.
وعن مميزات المقاتلة، قال خبراء أمريكيون: “يمكن لطائرة F-35 واحدة أن تقوم بما تقوم به 4 طائرات أخرى”.
اقرأ أيضًا: فضيحة صارخة: كيف سلّحت إسرائيل عصابات المخدرات حول العالم؟
ويصل مجال الطيران الأقصى لهذه الطائرة دون التزوّد بالوقود جوًا إلى 2,200 كم، وإلى سرعة قصوى 1930 كم/س، ويمكنها أن تحمل أكثر من 8,000 كيلوغرام من المتفجرات. وصممت الطائرة بخصائص المُراوغة الجديدة التي تسمح لها العمل في مكان مليء بالصواريخ وأنظمة مضادة للطائرات، حسب الخبراء. لكن يبدو أن المرحلة العملية كشفت مخالفة لما تم الترويج له.
التوقيت سيء
توقيت إعلان إيقاف العمل بالطائرة، سيكون سيئًا بالنسبة لإسرائيل؛ ففي الوقت الذي وعدت فيه روسيا بتسليم سوريا منظومة الدفاع الجوي إس 300، بدأت التقارير تتحدث عن لجوء تل أبيب إلى قصف سوريا بواسطة المقاتلة إف-35 باعتبار أنها ستتفوق على الدفاعات الروسية.
ولعل ما يزيد الطين بلة، هو ما ورد قبل نحو شهرين في تقرير سري عن “مايكل غيلمور”، المسؤول عن فحص ودراسة المنظومات القتالية في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، أكد فيه أن هذه المقاتلة لا تزال بعيدة جدًا عن الوفاء والتمتع بالقدرات المنسوبة إليها أو التي صنعت لأجلها.
اقرأ أيضًا: التسلسل الزمني للإبادات الجماعية الصهيونية ضد الفلسطينيين
“المشروع لا يسير نحو النجاح، بل يتجه إلى الفشل، وهناك خطورة كبيرة أن لا يتم تحقيق القدرات القتالية التي أنتجت الطائرة لأجلها قبل نهاية الطلعات التجريبية”، جاء ذلك في التقرير السري المسرب الذي اقتبسه موقع “كلكلست” الاقتصادي الناطق بالعبرية.
تل أبيب كانت تعتبر المقاتلة بمثابة المستقبل بالنسبة لها. حتى وإن أصلح الخلل وعادت للتحليق فإن الكثير من الشكوك تحوم حول مدى مقدرتها على صنع التفوق الذي تلوح به المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.