الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفةشؤون خليجية

صور نادرة للمغفور له الشيخ زايد في أرشيف حصلت عليه إحدى جامعات أبوظبي

الأرشيف الشخصي لجون باريت كيلي -مستشار الشيخ زايد لشأن الحدود- كنز لا يُقدر بثمن من الصور النادرة والخرائط والرسائل

كيوبوست- ترجمات

جون دينيهي♦

عندما وصل جون باريت كيلي إلى أبوظبي عام 1957، لم يتخيل إلا القليل ما الذي سيحدث في المستقبل. ظهر النفط في الإمارة بعد عام واحد، وبعد عشر سنوات أعلنت بريطانيا أنها ستغادر الخليج. كان كيلي خبيراً في حدود شبه الجزيرة العربية، وقد وظَّفه الشيخ زايد عندما أصبح حاكماً لأبوظبي؛ للمساعدة في رسم حدود الإمارة، وما سيصبح لاحقاً دولة الإمارات العربية المتحدة.

أثناء فترة إقامته في المنطقة، جمع كيلي مجموعة فريدة من الصور النادرة والخرائط والرسائل.

قصر الحصن في أبوظبي كما رآه جون كيلي نحو عام 1957

التقط كيلي صوراً لمدن الصيادين والحصون وواحة ليوا، وقدمت أوراقه الخاصة منظوراً صريحاً وحيوياً للانسحاب البريطاني.

والتقط أيضاً العديد من الصور اللافتة للشيخ زايد؛ من بينها صورة له وهو يعقد مجلساً في الصحراء. يجلس على بساط بينما تُسكَب القهوة، ويبدي الحضور إعجابهم بالصقور، وتظهر في خلفية الصورة سيارة كلاسيكية. وقد قامت جامعة نيويورك أبوظبي بالاستحواذ على هذه المجموعة، ووضعتها في متناول الجميع.

اقرأ أيضًا: اليوم الوطني 49.. رؤية الشيخ زايد لا تزال حية وفعالة

قال الدكتور سول كيلي؛ ابن جون كيلي، والمحاضر في التاريخ في جامعة كيتغز كوليدج في لندن: “الصور في غاية الأهمية؛ لأنها تؤرخ ما كانت عليه الحياة قبل التدفق المفاجئ للنفط. وهي تصوِّر ما كانت عليه البيوت التي عاش فيها الناس في ذلك الوقت، عندما كانت حياتهم مثل حياة أسلافهم. لقد ذهب ذلك الوقت”.

صورة لخور دبي.. منطقة ديرة عام 1957

ولد جون كيلي في نيوزيلندا عام 1925، وهو ينحدر من أصول أيرلندية؛ حيث هاجر جده من هناك في أواخر القرن التاسع عشر. وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية، ساعد في بناء مرابض لطائرات القوات الأمريكية. بعد ذلك عمل كيلي مدرساً، وأمضى فترات في إنجلترا والقاهرة. أعادته موهبته كباحث إلى إنجلترا؛ حيث حصل في الخمسينيات على درجة الدكتوراه في دراسات بريطانيا والخليج.

صورة جوية لأبوظبي التقطها جون كيلي نحو عام 1964.. يمكن رؤية قصر الحصن في يمين مركز الصورة

قام كيلي بأولى رحلاته إلى ما كان يُعرف، آنذاك، بالإمارات المتصالحة في عام 1957. والتقى حاكم أبوظبي الشيخ شخبوط، وشقيقه الشيخ زايد، الذي كان في ذلك الوقت يشغل منصب ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، وقد أسس كيلي لصداقة قوية مع الرجلَين. وعندما أعلنت بريطانيا عام 1968 أنها سوف تغادر بحلول عام 1971، عيَّن الشيخ زايد كيلي للمساعدة في رسم حدود الإمارات العربية المتحدة. وفي الثاني من ديسمبر 1971 أصبح الشيخ زايد رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة.

المبنى الذي كان يضم مكاتب الوكيل السياسي البريطاني في أبوظبي.. عام 1957

قال الدكتور سول كيلي: “كان يكن احتراماً كبيراً للشيخ زايد والشيخ شخبوط؛ لقد ورثا تقاليد شفهية، وكان هذا الرجل قادراً على أن يضيف إلى تلك المعرفة. وكان يخوض حوارات طويلة معهما حول تاريخ العائلة. وأنا أعتقد أن الحكام كانوا يقدرون ذلك عالياً”. وتقدِّم أوراقه أيضاً نظرة صادقة عن رؤيته الشخصية للانسحاب البريطاني.

جون كيلي مع الرئيس المؤسس الشيخ زايد ووزير الخارجية المستقبلي أحمد السويدي

وفقاً لابنه، فقد كان جون كيلي “رجلاً فظ الكلام.. ولم يكن لديه الكثير من التقدير لموظفي وزارة الخارجية (البريطانية) في الخليج”، فقد شعر خلال فترة وجوده هناك بأنهم لا يقدرون المسؤولية التي يحملونها. وقد قارن بين الموظفين الذين جاءوا إلى أبوظبي في الخمسينيات والستينيات لشغل منصب لعامَين أو ثلاثة، مع نظرائهم المحترفين الذين خدموا قبل عام 1947 عندما كانت منطقة الخليج تحت إدارة خدمة الهند البريطانية.

شاهد: روح زايد.. روح الاتحاد

قال الدكتور سول كيلي: “جاءت (وزارة الخارجية) متأخرة إلى إدارة منطقة الخليج، ولم تكن لها أية صلة بالمنطقة؛ لأن موظفيها كانوا دبلوماسيين ممن اعتادوا على المساومة والمقايضة. هذا كان انتقاد والدي لهم بشكل أساسي؛ كان يشعر أن معظمهم كانوا هناك لمجرد كسب معيشتهم وتسديد أقساط دراسة أولادهم في الوطن”.

حصن عجمان عام 1957

بعد عمله مع الشيخ زايد، ذهب كيلي ليقدم المشورة لحكومة عُمان، وعمل في واشنطن ونشر العديد من الكتب القيمة. وقد أرست زياراته الأولى أُسس كتابه المهم عام 1964 «حدود شبه الجزيرة العربية الشرقية»، وتوفي في عام 2009 عن أربعة وثمانين عاماً.

شاهد: سيرة حياة الشيخ زايد في دقيقة!

بعد أن أكمل الدكتور كيلي إنجاز وتحرير كتاب والده «نزاع الصحراء: دبلوماسية رسم الحدود في جنوب شرق شبه الجزيرة العربية»، شعر بأن المجموعة يجب حقاً أن تجد مكاناً لها في أبوظبي. وفي عام 2019 استحوذت جامعة نيويورك أبوظبي على المجموعة التي تحتوي على ما يقارب 50 صندوقاً من الأرشيف؛ يحتوي كل منها على عشرات الوثائق.

مختارات من أرشيف الصور في مجموعة جون كيلي

قال براد باور؛ رئيس قسم الأرشيف والمجموعات الخاصة في جامعة نيويورك أبوظبي: “ما يثير الإعجاب في المجموعة حقاً هو معرفة حقيقة أن جون كيلي كان مؤرخاً رائداً لمنطقة شرق شبه الجزيرة العربية. لديَّ شعور بأن هذه المجموعة تحفل بالكثير من الإمكانات البحثية”. وأضاف: “يمكن (لهذه المجموعة) أن تكون أحجار فسيفساء نرى من خلالها صورة أكثر ثراءً. كان من المهم أن تكون هذه المجموعة في أبوظبي، ونحن في غاية الحماسة لوجودها هنا”.

مجموعة جون كيلي محفوظة حالياً في مجموعة من صناديق الملفات

لم يتم إنجاز نسخة رقمية من الأرشيف حتى الآن؛ ولكن هذا الأمر سيتم في المستقبل، بينما يتوفر دليل إلى المجموعة على الإنترنت. وقد أثرى جزء منها معرض “متحف الاتحاد بدبي حول العلاقات الإماراتية- البريطانية”.

قال الدكتور كيلي: “إنها مجموعة فريدة، ولن تجد ما يشبهها في أي مكان آخر في العالم. لقد تأثرت بالعمل الذي قامت به جامعة نيويورك أبوظبي. وأنا ممتن لهم على ذلك، وعلى إتاحة الأرشيف للباحثين والمهتمين من الجمهور في أبوظبي”.

♦كاتب في صحيفة “ذا ناشيونال نيوز”، مقيم في الإمارات منذ أكثر من ست سنوات. يكتب في تراث الإمارات، وفي تضحيات أهلها التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه.

المصدر: ذا ناشيونال نيوز

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة