الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

“صندوق الزكاة”.. رهان الغنوشي الأخير في الانتخابات التشريعية

كيوبوست – تونس

  دعا راشد الغنوشي، في ندوة صحفية لحركة النهضة، إلى إرساء صندوق للزكاة يمكن أن يكون في صيغة هيئة وطنية ينتخبها البرلمان؛ من أجل القضاء على الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية، إذ إن الزكاة -حسب تعبيره- ستوفر مليارَي دينار من الأموال سنويًّا.

واعتبرعدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن المطالبة بإرساء صندوق للزكاة هي الوجه الآخر لسرقة أموال الشعب من قِبَل رجال الدين؛ إذ يستغلونها لمنح التعويضات لأنصار راشد الغنوشي من المنتفعين بالعفو التشريعي العام والمنتسبين إلى المجاميع السلفية والجهادية.

  ويرى مراقبون أن مشروع الزكاة هو خطوة نحو احتواء مأزق يُنذر بقرب انهيار المشروع السياسي لحركة النهضة، مع استحضار زعيمها كثيرًا من الذرائع والمبررات لرسم سيناريوهات متعددة وسط خطاب سياسي لا يخلو من التخويف، وتحميل مسؤولية تدهور الأوضاع في البلاد إلى بقية الأحزاب الأخرى.

 وأكد رئيس حركة النهضة أن حكومة الترويكا كانت أكثر حكومة عملت من أجل الفقراء والمناطق الداخلية المهمشة، مذكِّرًا بأن في عهدها خُصصت أكبر ميزانية للولايات الداخلية في تاريخ البلاد، وانخفض معدل البطالة ثلاث نقاط كاملة؛ وهو ما عجز عنه جميع الحكومات السابقة واللاحقة .
 كما أشار الغنوشي إلى أن الحكومة، حينها، كانت قد طالبت في أحد مجالسها الوزارية بإنشاء صندوق للزكاة وَفق معايير عالية من النزاهة والشفافية؛ حتى تمكِّن الفقراء من حقهم الذي حُرموا منه بفعل الحكم الاستبدادي المقترن بالنهب المنظم، إلا أن بعض الأطراف المؤدلجة رفض تمريره، وقال: نحن نقبل أن نستدين من الخارج على أن نقرّ صندوقًا للزكاة .

أحد اجتماعات شورى النهضة في تونس

  وقال رئيس حركة النهضة: “تخيلوا لو تم إقرار هذا الصندوق منذ 2012، هل كانت البلاد ستبقى على ما هي عليه من فقر وخصاصة وبطالة واحتداد للفروق بين الطبقات؟”.
واستعطف الغنوشي الناخبين لدعمهم بقوة من أجل إقرار جميع الإجراءات التي من شأنها أن تخفف من معاناة الفقراء وتحسن أوضاعهم وتعيد إليهم الأمل في وطن تُحترم فيه كرامة الإنسان ويشعر فيه المواطن أنه مواطن حقيقي وليس مواطنًا من الدرجة الثانية، حسب تعبيره.

 ويرى مراقبون أن حركة النهضة وجدت نفسها غير قادرة على توفير آلاف السلال الغذائية والهبات الخيرية؛ من أجل شراء الأصوات مثلما كانت تفعل في السابق أيام تدفُّق المال الخليجي القطري بسخاء مقابل تسهيل عملية تسفير آلاف المقاتلين إلى جبهات القتال في سوريا والعراق، فقد انتهت الخدمة التي كُلفت بها الجماعة في تونس نتيجة تغيُّر المعطيات في المنطقة، وكذلك بسبب تغيُّر سيناريو الفصل الجديد من مسرحية الربيع العربي الذي سيعتمد على ممثلين جدد لأدوار جديدة وبألوان جديدة.

اقرأ أيضًا: راشد الغنوشي من تركيا: الثورة التونسية إسلامية.

وتقول الناشطة في المجتمع المدني، ابتسام جمعة: إن حركة النهضة ما انفكت تلوم المرشح للانتخابات الرئاسية نبيل القروي، بأنه استغل الشعب وهباته؛ لكي يعالج ويساعد من مال الشعب، كما أن أتباع الحركة كثيرًا ما انتقدوا هم أيضًا صندوق “26- 26” الذي استغله ابن علي في بناء المساكن الشعبية وإمداد الطرقات وعدد من المشروعات التنموية.. وهم نفس الأشخاص الذين كثيرًا ما انتقدوا جمعية “بسمة” التي أسستها ليلى بن علي، واحتوت الأطفال فاقدي السند وذوي الاحتياجات الخاصة.

ابتسام جمعه

ودعت جمعة في حديثها إلى “كيوبوست”، حركة النهضة وأتباعها بأن يعيدوا أولًا التعويضات التي تمتعوا بها، وأن يعيدوا ما نهبوه منذ 9 سنوات، وهو السبيل الوحيد لتعود تونس قبل سنة 2011، حسب قولها.

وتساءلت الناشطة في المجتمع المدني عن مصير هذه الهيئة أو الصندوق ومَن سيُشرف عليها أو عليه؛ هل سيكون تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية أم وزارة العدل أم مجلس الشورى لحركة النهضة؟

ولفتت جمعة إلى أن “النهضة” كانت دائمًا توهم الناخبين بوعود واهية؛ مثل وعدها في الانتخابات البلدية بأن توفر خدمة “الواي فاي” مجانًا.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة