شؤون دولية
صمت إخواني على مسيرات المثليين في تركيا: هل تدعم الجماعة ما يخالف الدين؟
الصمت يكشف عن تناقضات الجماعة فيما يتعلق بالشريعة الإسلامية

كيو بوست –
عادة ما تقوم جماعة الإخوان المسلمين، وكتائبها الإعلامية، بالترصد لأية تصريحات يقوم بها مسؤولون لا يتفقون مع الجماعة، خصوصًا إذا كانت تتعلق بقضايا دينية، من أجل حرفها عن مسارها، من خلال استخراجها من سياقها، بهدف الدفع بالأيديولوجيات الخاصة بالجماعة.
وكثيرًا ما تنشر المواقع الإلكترونية التابعة للإخوان تصريحات فهمت بشكل خاطئ، على أنها تعادي الدين، من أجل تشويه صورة غير المنتمين إلى تيارات الإسلام السياسي، عبر إظهار أنهم يعادون الإسلام بحد ذاته. ولذلك، تقوم المنصات الإخوانية بالتركيز على هذه القضايا، متجاهلة بالكامل الأخطاء الكبرى التي يقع بها عناصر الإخوان.
وفي حال صدرت مثل تلك التصريحات عن مسؤول إخواني، تسارع وسائل إعلام الجماعة إلى تجميل صورته، حتى لو كان مخالفًا بشكل صريح لأحكام الشريعة الإسلامية.
خلال الأسبوع الماضي، وقع الرئيس التركي إردوغان في سقطة أخلاقية كبيرة، تخالف تعاليم الشريعة الإسلامية، لكن وسائل إعلام الإخوان قدمت ذلك على أنه جزء من الدين، وخدمة له، إلى جانب مجموعة أخرى من القنوات الإخوانية التي التزمت الصمت بالكامل حيال القضية، على عكس ما كانت تفعل حين يسقط أحد معاديها سقطة صغيرة.
إردوغان يصمت
خلال الأيام القليلة الماضية، تجمع عدد كبير من داعمي حقوق المثلية الجنسية في ميدان تقسيم بعاصمة “الخلافة الإخوانية” أنقرة، من أجل الاحتفال بيوم الفخر للمثليين.
ولا تعتبر المثلية جريمة في تركيا، لكن تنظيم المظاهرات الداعمة لها أمر محظور بسبب “مخاوف أمنية”. أما إردوغان ذاته فمعروف أنه داعم لهذا الملف، بالرغم من أنه كثيرًا ما يزعم أنه خليفة الإسلام في هذا العصر. وقد أكد إردوغان أكثر من مرة على ضرورة حماية المثليين بموجب القانون، وعن دعمه لهم.
بعد انتشار صور المسيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التزمت كثير من وسائل إعلام الإخوان الصمت، فيما تضمنت التغطية الخجولة للمسيرة من بعض الوسائل الإعلامية بعض الأوصاف، التي اعتبرها مراقبون كشفًا لتناقض الإخوان في تعاملهم مع القضايا التي تحدث في بلدان داعمة ومعارضة لأيدولوجياتهم.
دعم المثلية
تكشف المسيرات التي نظمت في تركيا عن مواقف صريحة للإخوان بدعم المثلية الجنسية، خصوصًا مع صمت إردوغان عن المسيرة الأخيرة. وكان نائب المرشد العام للجماعة في مصر إبراهيم منير، قد صرح قبل 3 أعوام بأن مبادئ الجماعة تتسم بالـ”مرونة”، فيما يتعلق بقضايا “الديمقراطية والمرأة والمثليين”. ولم تلق تلك التصريحات أية معارضة من مروان مصمودي مستشار زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، ولا من سندس عاصي منسقة الإعلام الخارجي في مكتب الرئيس المعزول محمد مرسي، الذين حضروا الاجتماع الذي أطلق فيه منير تلك التصريحات.
وعلق القيادي المصري السابق بجماعة الإخوان طارق البشبيشي على المسيرة التركية، وعلى الصمت الإخواني حيالها قائلًا إن ذلك “يدلل بوضوح على مدى الانحدار والتدني الذي هبطت إليه الجماعة، ومدى الانتهازية السياسية التي يعتنقها الإخوان؛ فهم في لحظة واحدة كفروا بكل خطاباتهم الدينية وألقوها في سلة المهملات، طالما كان ذلك في مصلحتهم السياسية، وهم يثبتون كل يوم بأنهم يستخدمون الدين كمطية فقط من أجل مشروعهم السياسي للسيطرة على الحكم”.
وأضاف البشبيشي: “هذه الفضيحة التي لحقت بأدوات التنظيم الإعلامية بصمتهم المزري عن مسيرات الشواذ في تركيا تثبت أن هذه الكتائب الإلكترونية الممولة ليس لها إلا هدف واحد هو مهاجمة مصر وتشويه صورتها في العالم، ونشر الشائعات والحرب النفسية ضد الشعب المصري”.
الجماعة شاركت في المسيرة
بحسب تصريحات القيادي السابق في جماعة الإخوان إبراهيم ربيع لصحيفة اليوم السابع المصرية، فقد شاركت عناصر من الجماعة في مسيرة الشواذ في تركيا، الأمر الذي يثبت –بحسب ربيع- أن الجماعة تدعم المثلية الجنسية.
ويضيف ربيع بأن الجماعة لا تقتصر على الموافقة على المثلية، بل تدعمها وترعاها، موضحًا أن التنظيم ظل “يزايد” على أخلاق المصريين، ويصور للعامة بأنه راعي أخلاق العفة والطهارة، بينما ظهرت بعض المحجبات من عناصره وهنّ يحملن علم المثلية في الميادين التركية.