اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةفلسطينيات

صفقة مرتقبة: حماس تعيد إحياء صفقة القرن

اتفاقيات تلوح في الأفق

كيو بوست – 

لقد نسي السياسيون الفلسطينيون أن دونالد ترامب كان بالأصل رجل أعمال وتاجرًا قبل أن يكون رئيس الولايات المتحدة، وأن صفقاته ومضارباته الاقتصادية –كأي تاجر ناجح- دائمًا ما تنفذ من خلال نقطة ضعف الخصم. وبالترويج لصفقاته السياسية، كان لا بد له أن ينفذ من خلال المعاناة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة.

ولكن، لم يجد ترامب الشريك الفلسطيني الذي بمقدوره أن يوقع معه صفقة القرن، بعد أن فشلت جولة مبعوثيه إلى منطقة الشرق الأوسط جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات، بعد أن رفض الرئيس الفلسطيني لقائهما، وبعد أن تحجرت حماس من الموافقة على الصفقة علنًا، خصوصًا بعد أن رفضت الدول العربية تمرير الصفقة من خلالها، وهو ما كان ظاهرًا في الضغوط المصرية على حماس، وما كان واضحًا في رسالة الملك سلمان للبيت الأبيض، التي علّقت عليها صحيفة معاريف العبرية قائلة إن “السعودية تغتال صفقة القرن”، بسبب إصرار الملك على بنود حق العودة والقدس عاصمة لدولة فلسطين.

اقرأ أيضًا: تطورات مفاجئة في غزة… وإسرائيل تتحدث عن صفقة كبرى

وبعد أن أصبح التعامل مع جاريد كوشنر بمثابة شبهة وطنية، اتجهت الأمم المتحدة إلى إرسال مبعوثها نيكولاي ميلادينوف إلى غزة، برفقة 650 مليون دولار، كما أنه يحمل بالإضافة للعروض الاقتصادية التي حملها كوشنر، عروضًا سياسية، بحثت عنها حماس لدى كوشنر ولم تجدها.

وتتمثل العروض الاقتصادية في: توسيع مساحة الصيد، وتزويد محطة الكهرباء بالوقود، وزيادة التيار الكهربائي عبر الخطوط الإسرائيلية، وتحسين نسبة دفع رواتب موظفي غزة التابعين لحماس وللسلطة الفلسطينية، واقتطاعها من أموال ضرائب السلطة لدى إسرائيل.

أما العروض السياسية فتتمثل في أن يكون قطاع غزة ممثلًا من قبل حكومة حماس، مع تجاوز المؤسسات الفلسطينية الرسمية كافة، في مقابل اتفاق تهدئة طويل الأمد بين حماس وإسرائيل. وبنظر مراقبين، يمكن أن يكون تجاوز مؤسسات السلطة ترسيخًا للانقسام وجعله أبديًا.

تلك هي المرة الأولى التي يتم فيها اللقاء بين مبعوث من الأمم المتحدة، وقيادات من حركة حماس، وهو أمر ما كان ليحدث دون مباركة إسرائيل، مما يمثل اعترافًا مباشرًا من الأمم المتحدة بالأمر الواقع للانقسام الفلسطيني، إذ تتعامل المنظمة الدولية اليوم مع طرفين فلسطينيين بشكل رسمي، ويمثل ذلك أهم مخاوف الفسلطينيين، أي حين يصبح الانقسام في نظر الأمم المتحدة شرعيًا، مقابل تسهيلات اقتصادية تجنيها حماس لترسيخ حكمها!

اقرأ أيضًا: قطر ترعى تفاهمات صفقة القرن بين حماس وإسرائيل والولايات المتحدة

وبحسب ما كشفت عنه صحيفة الأخبار اللبنانية، فإن الهبات الاقتصادية لغزة ستشمل، أيضًا، إنشاء ميناء في مدينة الإسماعيلية المصرية، وتشغيل مطار مدني في سيناء، إضافة إلى بناء محطة كهرباء في سيناء.

إسرائيل التي تعطي تسهيلات مباشرة لتمرير تلك الصفقة، سمحت للقيادي في حماس، أحد المطلوبين لإسرائيل، صالح العاروري، بالدخول لأول مرّة إلى القطاع بموكب ضخم، للتشاور على “الهدنة طوية الأمد”!

وقد رجح مراقبون بأن التوافق بين حماس وإسرائيل، يجري الآن لإحراج السلطة الفلسطينية، بسبب تعنتها إزاء صفقة القرن، لتظهر كأنها الوحيدة التي ترفض رفع الحصار، بالإضافة لتمرير رسائل سياسية للسلطة، بأن البديل لها للتفاوض وعقد الاتفاقيات، هي حركة حماس، خصوصًا أن اليمين الإسرائيلي يحبذ التفاوض مع حماس أكثر من السلطة الفلسطينية، وذلك لأن الحركة اليوم تبدو أكثر ليونة تجاه مسائل تتعلق بحق العودة والقدس؛ إذ كتب القيادي في حماس موسى أبو مرزوق تغريدة على “تويتر“، أعلن فيها مطالب الحركة من أجل التهدئة، وأسقط منها “حق العودة”، مما شجع إسرائيل على التعامل مباشرة مع حماس.

اقرأ أيضًا: معاريف الإسرائيلية: السعودية تغتال “صفقة القرن”

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة