الواجهة الرئيسيةفلسطينيات
صفقة القرن في محطتها الثانية: اللاجئون الفلسطينيون في عين العاصفة
ما بعد الإعلان الأمريكي عن قطع تمويل الأونروا

كيو بوست –
اقرأ أيضًا: دولة عربية على رأس الدول التي ستغطي عجز الأونروا
لكن ثمة اختلاف في الأثر بين إعلان إدارة ترامب بشأن القدس، والإعلان الأخير بشأن قضية اللاجئين، فالأول أحدث موجة غضب واسعة، لكن التأثيرات الملموسة تكاد لا تذكر، فهو بالنسبة للفلسطينيين مجرد إعلان مرفوض. في قضية اللاجئين، فإن الإعلان مقترن بأثر ملموس وواضح، فهنالك 5 ملايين لاجئ سيعانون.
في طبيعة الإعلان
يستشف ذلك مما كشفته مصادر إسرائيلية عن أن الإدارة الأمريكية على وشك الإعلان عن تغيير سياستها بشأن الأونروا واللاجئين الفلسطينيين، وذلك بتحديد عدد اللاجئين الفلسطينيين بما يقارب نصف مليون – أي حوالي عُشر الرقم المسجل في وكالة الأمم المتحدة للاجئين.
ووفقًا للمصادر، فإن واشنطن لا تقبل تعريف مهمة الأونروا، الذي يتم بموجبها نقل مكانة اللاجئ من جيل إلى جيل.
وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر ناورت في بيان أن “الولايات المتحدة لن تخصص مزيدًا من المساعدات لهذه العملية”.
اقرأ أيضًا: مصادر إسرائيلية: ترامب يبدأ إجراءاته العقابية ضد السلطة الفلسطينية
من الواضح أن إدارة ترامب ماضية في تعبيد الطريق نحو فرض لصفقة القرن التي يرفضها الفلسطينيون، رغم أنها لم تعلن بعد؛ فقد قال المفوض العام لوكالة «الأونروا»، بيير كرينبول، في تصريحات له، إن المحاولات الأمريكية الجارية تهدف لإخفاء قضية اللاجئين الفلسطينيين.
ما بعد الإعلان
نشأت منظمة الأونروا في العام 1949، وتوفر منذ ذلك الوقت خدمات تعليمية وصحية وغيرها للاجئين الفلسطينيين الذين يبلغ عدد المسجلين منهم الآن أكثر من 5 ملايين شخص في غزة والضفة الغربية والقدس والدول المجاورة.
ودخلت المنظمة بأزمة خانقة منذ أن قلصت الولايات المتحدة تمويلها للوكالة، وبدأت تظهر التوترات في مناطق اللجوء، خصوصًا قطاع غزة، الذي يعتاش غالب سكانه من اللاجئين على خدمات الوكالة.
اليوم، وقد تتحضر الولايات المتحدة لقطع التمويل الكامل، فإن ذلك سيؤدي إلى نتائج وآثار قد تكون كارثية.
أول التحذيرات لم يصدر من الفلسطينيين، إنما من الجانب العسكري الإسرائيلي الذي يخشى تفجر الأوضاع نتيجة وقف التمويل.
فرغم الترحيب السياسي في تل أبيب، إلا أن خبراء عسكريين لهم رأي آخر. يقول الخبير في الشأن العسكري الإسرائيلي عاموس جلعاد إنه “عمل منذ العام 2000 ضد أي مساس بالأونروا، ثم اجتهد من خلال علاقته مع السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورن لإحباط أي مبادرات أو مشاريع قوانين في الكونغرس ضد الأونروا”.
وجاء في تقرير لصحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية أن “هناك مخاوف إسرائيلية من أن تسفر الإجراءات ضد الأونروا عن أحداث من المظاهرات الشعبية، وتصعيد في العمليات المسلحة، وتحذيرات من أن أي اقتراب من الأونروا قد يؤدي لوقف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل وتجدد العمليات المسلحة، بسبب تضرر اللاجئين الفلسطينيين من إجراءات أمريكية قادمة بالمنظمة”.
وبعيدًا عن المخاوف الإسرائيلية، فإن ثمة انعكاسات جلية ستتبع وقف التمويل الكامل، فمن المعروف أن الولايات المتحدة تغطي النسبة الأكبر من تمويل الوكالة.
وسبق أن صرح مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في قطاع غزة ماتياس شمالي، إبان التقليص الأمريكي في بداية العام الجاري، أن الأونروا تستطيع أن تستمر في تقديم الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة لنصف العام الحالي.
وأشار إلى نقص في تمويل الإغاثة الطارئة قدره 90 مليون دولار.
“الوكالة ستكون في ورطة كبيرة، وقد تتخذ إجراءات في اتجاه عدم قدرتها على الاستمرار في توزيع المساعدات الغذائية أو النقص فيها؛ إذا لم تتمكن الوكالة من إيجاد مصادر تمويل تغطي مبلغ الـ 90 مليون دولار التي كانت تتسلمها من الولايات المتحدة الأمريكية لتغطية المساعدات الطارئة وتوزيع المساعدات الغذائية فقط”.
فكيف سيبدو الأمر عندما تقطع الولايات المتحدة 369 مليون دولار، تتضمن المساعدات أيضًا تمويل الطوارئ لدعم اللاجئين الفلسطينيين؟
يمكن قراءة النتائج من خلال الاحتجاجات التي اندلعت في قطاع غزة عندما أعلنت الوكالة عن تقليصات وإنهاء خدمات موظفين، جراء الأزمة التي اندلعت بفعل التقليص. تخلل تلك الاحتجاجات التي جرت في الأسابيع الأخيرة محاصرة مكاتب الأونروا في القطاع.
ولعل توقف خدمات التعليم التي تقدمها الوكالة عبر مئات المدارس في الضفة والقطاع يمكن أن يضفي بعدًا خطيرًا على الأزمة، ويغذي المخاوف بشأن تفجر الأوضاع في الضفة وقطاع غزة.