الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفة
صفقة إيلون ماسك مع تويتر مهددة بالانهيار

كيوبوست- ترجمات
فايز صديقي♦ وغاريت دي فينك*
أفردت صحيفة “ذا واشنطن بوست”، شأنها شأن العديد من الصحف الأمريكية الكبرى، مساحة لاستعراض آخر التطورات في صفقة شراء إيلون ماسك لمنصة تويتر. وفيها كتب فايز صديقي وغاريت دي فينك مقالاً نقلا فيه عن ثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر أن الصفقة أصبحت في خطرٍ شديد، بعد أن توصل فريق ماسك إلى أن الأرقام التي أعلنتها تويتر عن عدد حساباتها المزيفة لا يمكن التحقق منها، وأنهم يعتقدون أنه ليس لديهم المعلومات الكافية لتقييم آفاق تويتر من الناحية التجارية.
ولكن الحسابات المزيفة ليست هي السبب الوحيد الذي قد يكون وراء سعي ماسك للتملص من الصفقة، فقد انخفض سعر سهم تويتر بشكل كبير منذ عرضه شرائها في أبريل، الأمر الذي خلق الشعور بأنه يدفع ثمناً مبالغاً فيه لقاء استحواذه على منصة تويتر. ولكن شروط الصفقة تشير إلى أنه لن يكون من السهل على ماسك الانسحاب منها، ويشكك العديد من الخبراء القانونيين بأن مسألة الحسابات المزيفة ستكون كافية من الناحية القانونية للتخلي عنها. وحتى إن تمكن ماسك من إقناع المحكمة بدوافعه فهو سيواجه مسألة دفع الشرط الجزائي لقاء انسحابه، والبالغ مليار دولار.
اقرأ أيضاً: كيف يجب أن يتغير “تويتر”؟
المتحدث باسم تويتر، برايان بولياكوف رفض التعليق على الأمر، ولكنه أشار إلى بيان أصدرته الشركة في يوليو قالت فيه “إننا سنواصل التعاون في مشاركة المعلومات مع السيد ماسك لإتمام الصفقة، وفقاً لشروط الاتفاقية التي نعتقد أنها في مصلحة جميع المساهمين”. وجاء في البيان أيضاً: “نعتزم استكمال الصفقة وإنفاذ الاتفاقية بالسعر والشروط المتفق عليها”.
كان إيلون ماسك قد هز عالم وسائل التواصل الاجتماعي، في وقتٍ سابق من هذا العام- بعرضه غير المسبوق للاستحواذ على تويتر بحجة أنه سيكون قادراً على تطويرها وجعلها أكثر انفتاحاً وحياداً من الناحية السياسية، وقال إنه سيسمح للرئيس السابق ترامب بالعودة إلى المنصة. ولكن الهبوط الكبير في أسعار أسهم شركات التكنولوجيا أدى إلى تراجع ثروته الشخصية التي كان يعتمد عليها كضمان للقروض التي يحتاجها لشراء تويتر.

ويرى كاتبا المقال أن تركيز ماسك على مسألة الحسابات الوهمية قد أدَّى إلى تراجع سعر سهم تويتر، الأمر الذي يحتمل أن يساعده في إجبار الشركة على إعادة التفاوض للتوصل إلى إتمام الصفقة بسعر أقل. ويشير الكاتبان إلى رأي كارل توباياس، أستاذ القانون في جامعة ريتشموند، الذي يرى أن ماسك يدرك مدى صعبة خروجه من الصفقة؛ ولذلك فهو يبحث عن أسباب قانونية لتبرير انسحابه. وقال توباياس: “أعتقد أنه مجرد عذر، ولا أعتقد أن المحكمة ستجد الأمر مقنعاً”.
إن الجدل حول الحسابات الوهمية على تويتر ليس بالأمر الجديد، بل كان جزءاً من الحديث الدائر حول الشركة منذ سنوات. وكثيراً ما أعرب ماسك عن انزعاجه من هذه الحسابات، وكتب إبّان عرضه لشراء المنصة في أبريل الماضي إنه سيقضي على الحسابات الوهمية أو سيموت دون ذلك. وقد أعرب عدد من الباحثين المستقلين عن اعتقادهم بأن نسبة هذه الحسابات هي في الواقع أعلى بكثير من تقديرات تويتر، ولكن بسبب سرعة تطور تكنولوجيا إنشاء وإخفاء الحسابات الوهمية، فإنه يكون من الصعب حتى على الخبراء إصدار تصريحات قاطعة بشأن أي من الطرفين على حق.
اقرأ أيضاً: إيلون ماسك يمسك بمفاتيح “تويتر”
ولكن تويتر لطالما دافعت عن طريقتها في قياس عدد هذه الحسابات، وقالت إنها تأخذ عينات عشوائية من “المستخدمين العاديين الذين تحقق دخلاً منهم”، وإنها تحلل هذه العينات يدوياً لتحديد ما إذا كانت حقيقية أم مزيفة. وأكدت الشركة أنها كانت مرتاحة للنتائج التي لم تتخطَّ نسبة 5%.
ثم يشير كاتبا المقال إلى أن عرض ماسك قد أغرق تويتر في المشاكل، وأوقع انشقاقات في صفوف موظفيها وتململاً في صفوف مديريها التنفيذيين. وقد بدأ بعض موظفي الشركة بالفعل بالبحثِ عن وظائف بديلة، وتوقعوا خروجاً جماعياً إذا ما اشترى الملياردير الشركة.
وحتى إن انهارت الصفقة، فإن تويتر قد تعرضت للكثير من المشاكل وعدم الارتياح بين موظفيها، وتقلب أسعار أسهمها، ولن تكون ارتدادات كل ذلك ظاهرة للعيان مباشرة.
♦مراسل “ذا واشنطن بوست”، متخصص في شؤون التكنولوجيا والمستقبل.
*مراسل متخصص في شؤون شركات التكنولوجيا، واللوغاريتمات، وبرامج التجسس.
المصدر: ذا واشنطن بوست